برر رئيس حزب "جيل جديد" (تقدمي) جيلالي سفيان خسارة حزبه الانتخابات النيابية الجزائرية المبكرة، التي جرت في 12 يونيو/حزيران الجاري، وحصول الحزب على مقعد وحيد في البرلمان، بكون الحاضنة التقدمية قاطعت انتخابات السبت الماضي.
وقال سفيان، في مؤتمر صحافي عقده السبت، إنه "كان هناك عمل ممنهج لضرب مصداقية الانتخابات، وكان هناك تحالف موضوعي بين جهات في المعارضة في الداخل والخارج نادت بالمقاطعة، وأشخاص داخل النظام لعبوا دوراً لإبعاد الجزائريين عن الصناديق خلال الانتخابات التشريعية الماضية، أدى لهيمنة الأحزاب والأجهزة القديمة على نتائج الانتخابات".
وأقر بفشله في إقناع المواطنين بالتوجه للصناديق وتجديد المؤسسات، وبفكرة نقل الحراك من الشارع والميادين إلى داخل البرلمان والمؤسسات، وقال "للأسف لم نصل إلى إقناع عدد كاف من الجزائريين للذهاب للتصويت ولإعطاء شرعية للمؤسسات التي كان ممكناً أن تسهم في بدء تغيير حقيقي، لكن عدم الثقة من قبل المواطن في الأحزاب والعمل السياسي أوصلنا في النهاية إلى مؤسسة برلمانية قانونية، ولكن ليست لها شرعية شعبية".
وحزب "جيل جديد" هو الوحيد من الكتلة التقدمية الذي قبل المشاركة في الانتخابات البرلمانية، لكن حصيلة الحزب في الانتخابات فاجأت الكثير من المتابعين، إذ كانت التوقعات تذهب إلى إمكانية حصوله على 20 مقعداً، بالنظر إلى مواقفه السابقة ضد نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وقوائم من الكفاءات التي قدمها وطريقته الجيدة في تنشيط الحملة الانتخابية.
وأوضح رئيس "جيل جديد" أن الانتخابات كان يمكن أن تكون فرصة للتغيير "ننتقل عبرها إلى مرحلة جديدة، وكنا نقول أيضاً أن المقاطعة ستخدم الأجهزة القديمة، لكن المقاطعة وفرت كل الشروط لعودة الأجهزة القديمة".
وأشار إلى أن "الانتخابات في نهاية الأمر لم تكن في المستوى المطلوب، حتى وإن لم يكن هناك توزيع لمحاصصة مسبقة، ولم تكن هناك إرادة رسمية لتوجيه النتائج، لكنهم تركوا العملية الانتخابية للقاعدة، وتركوا موازين القوى على المستوى المحلي لصالح الأحزاب التقليدية التي لها شبكات محلية، بينما الأحزاب التي لها وجود سياسي ولا تملك شبكات قاعدية أصبحت مقصاة".
ووجه المسؤول السياسي انتقادات حادة لأداء السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بسبب ما وصفه بـ"عدم تحكمها في إدارة العملية الانتخابية"، وانحياز أعضاء في السلطة المستقلة لصالح مرشحين وأحزاب، إضافة إلى توظيف ملايين الدينارات من قبل مترشحين لشراء الأصوات وإغراء المواطنين، وتدخل مجموعات نفوذ.
وأوضح أن هدفه من المشاركة في الانتخابات" كان إيجاد حل سياسي بالدرجة الأولى والتمسك بموقف مبدئي يقضي بالاحتكام للانتخابات، ولم يكن بهدف الحصول على مقاعد"، ونفى أن يكون قد تحول من مواقف معارضة لنظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى مساند للرئيس الحالي عبد المجيد تبون، وقال "نحن لم نساند برنامج الرئيس، نحن ساندنا خريطة طريق للخروج من الأزمة".
وفي السياق، طالب سفيان القوى السياسية التي اتخذت موقفا مناوئا للانتخابات بمراجعة موقفها، مراعاة لمصلحة البلاد، مستبعدا المشاركة نهائيا في الحكومة على أساس النتائج المعلنة للانتخابات، واعتبر أن الحكومة المقبلة "ستنبثق عن أغلبية لا تملك الشرعية"، ووصف البرلمان المقبل بأنه "قانوني لكن لا يملك شرعية شعبية"، بسبب النسبة الكبيرة للعزوف الانتخابي، إذ رفض 77 بالمائة الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مشيراً إلى أن حزبه سيواصل مساره السياسي والدفاع عن برنامجه ومشروع المجتمع الذي يحمله.