رئيس جنوب أفريقيا يدعو إلى وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين فوراً

06 ديسمبر 2024
رامافوزا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع تبون في الجزائر، 6 ديسمبر 2024 (الرئاسة الجزائرية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إلى وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مؤكدًا دعم بلاده للقضية الفلسطينية واتخاذ خطوات قانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
- دعت جنوب أفريقيا إلى محادثات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو لحل النزاع، مشددة على ضرورة استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، واعتبار القضية أولوية سياسية ودبلوماسية.
- أشاد رامافوزا بالعلاقات بين الجزائر وجنوب أفريقيا، مؤكدًا التزام البلدين بدعم حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة وأهمية التعاون في إصلاح مجلس الأمن الأممي.

دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، اليوم الجمعة، إلى وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بشكل "فوري"، بحسب ما نقلت "الأناضول". وأكد رامافوزا، في خطاب له أمام البرلمان الجزائري، خلال الزيارة الرسمية التي يجريها إلى البلاد، بدعوة من نظيره عبد المجيد تبون، أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ستظل "وصمة عار".

وقال رامافوزا: "نعلم أن تكون مستعمراً ومضطهداً، ونقف بشكل حازم من أجل حرية الشعب الفلسطيني". وتابع: "الحرب على الشعب الفلسطيني يجب أن تنتهي ونحن نطالب أن تنتهي الآن". وذكّر رامافوزا، باتخاذ بلاده "لخطوة الدعوى القانونية ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، بارتكاب جرائم إبادة جماعية". وأضاف أنها "فعلاً حرب إبادة ضد الفلسطينيين، حيث شاهدنا قتل الأطفال والنساء والمدنيين واستهداف المدارس ومنع دخول المساعدات الإنسانية.. وهي وصمة عار".

ودافع الرئيس رامافوزا، عن خطوة بلاده، مؤكداً أنه "لا يمكننا السماح بهذه التجاوزات". وتابع: "الراحل نيلسون مانديلا، علمنا أننا نحن جنوب أفريقيين لن تكتمل حريتنا حتى يحظى الشعب الفلسطيني بحريته الكاملة وحقه في تقرير المصير". واستطرد: "الكثير من الأطراف (لم يسمها)، أخبرت بلاده أن التوجه إلى محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي لن يكون مجدياً ولن يؤدي إلى نتيجة". وأضاف قائلاً: "لكننا عزمنا على اتخاذ موقف لصالح الفلسطينيين لأنهم كانوا في حاجة ماسة لنا بسبب ما يقوم به الاحتلال في غزة".

في المقابل، أكد رامافوزا أن بلاده تلقت دعماً كبيراً من قبل العديد من الدول بشأن الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل. وقال لاحقاً في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: "سجلنا عدم احترام للقانون الدولي، وأودعنا شكوى ضد الكيان الصهيوني وجرائم الحرب التي يرتكبها في غزة، وتلقينا دعماً كبيراً من عديد الدول"، مجدداً المطالبة "باحترام القانون الدولي في فلسطين".

من جهته، قال الرئيس الجزائري إنه بحث مع الرئيس سيريل رامافوزا العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والقضايا الراهنة خاصة، مشيداً "بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، ونحن نساندها في ذلك مساندة كاملة".

وفي وقت سابق أكد وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أن جنوب أفريقيا تمثل داعماً كبيراً للقضية الفلسطينية. وقال عطاف خلال إشراف مشترك مع وزير خارجية جنوب أفريقيا رونالد لامولا، على الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب أفريقيا، إن القضية الفلسطينية وجدت في جنوب أفريقيا خير سند لها لكسر جدار الحصانة التي طالما احتمى بها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني للإفلات من أي محاسبة أو مساءلة أو معاقبة، في إشارة إلى جهود هذا البلد الأفريقي في إحالة ملف الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية، وإدانة إسرائيل. وأكد عطاف أن "القضية الفلسطينية وجدت في الجزائر، الصوت المرافع دون كَلَال أو ملل، عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في مجلس الأمن الأممي وفي غيره من المحافل الدولية والإقليمية".

جنوب أفريقيا تدعو إلى حوار مباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو

في سياق منفصل، دعت جنوب أفريقيا إلى محادثات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، لحل النزاع القائم منذ أكثر من أربعة عقود، في إطار قرارات الهيئة الأممية ومجلس الأمن. وقال وزير خارجية جنوب أفريقيا رونالد لامولا، خلال الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين الجزائر وجنوب أفريقيا، بمناسبة زيارة رئيس جنوب أفريقيا إلى الجزائر، أن بلاده "تدعم الحاجة إلى حوار مباشر بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، حيث يجب السماح للشعب الصحراوي بتحديد مصيره من خلال استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة، وفقاً لأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 690 الصادر في 29 إبريل/نيسان 1991". وأضاف الوزير لامولا أن "قضية الصحراء الغربية ستظل من بين الأولويات السياسية والدبلوماسية العليا لكل من جنوب أفريقيا والجزائر، حيث يواصل البلدان دعم شعب الصحراء الغربية لتحقيق السلام الدائم وتقرير المصير لبلده".

وفي السياق نفسه، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في خطابه أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه المجتمعتين: "نواصل التزامنا مع الجزائر في دعم الشعوب المستعمرة لتمكين حق تقرير المصير على رأسها شعب الصحراء الغربية، ويجب تذكير المجتمع الدولي بضرورة احترام المواثيق التي تكفل للشعب الصحراوي تحقيق حريته".

وقال الرئيس رامافوزا "شرف لي أن أتحدث في برلمان الجزائر وأقف أمامكم احتراماً، وللجزائر التي تربطنا بها علاقات قوية، والجزائر بلد استراتيجي وبوابة لأفريقيا، ونشيد بمواقف الجزائر المشرفة في مجلس الأمن الأممي طيلة عضويتها غير الدائمة ويجب أن نسهم معاً في إصلاح هذه الهيئة لتخدم كل الشعوب"، مشيراً إلى أن "الجزائر وجنوب أفريقيا تتشابهان في العديد من الأمور، وعانى شعبانا الاضطهاد والاستعمار، والجزائريون يشهد لهم التاريخ في النضال ومنهم نستلهم العبر والخبرة، وإننا هنا لنعبر عن امتناننا لدعم الجزائر التي وقفت معنا ضد نظام الفصل العنصري، وساهمت بشكل كبير في دعم حركات التحرر في أفريقيا".

وهذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها رئيس دولة أجنبية خطاباً أمام البرلمان الجزائري منذ عقود طويلة، ما يعكس طبيعة العلاقات السياسية بين الجزائر وجنوب أفريقيا، وبدأ رئيس جنوب أفريقيا منذ مساء أمس الخميس زيارة دولة إلى الجزائر تستغرق ثلاثة أيام.

المساهمون