رئيس بعثة اليونيفيل في لبنان: انتهاكات الخط الأزرق ليست كلها عرضية والهدوء قد ينهار في أي لحظة
أكد اللواء ستيفانو ديل كول، رئيس بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام، أن الخط الأزرق الذي يمتد لمسافة 120 كيلومتراً على طول حدود لبنان الجنوبية، هو مفتاح السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن الانتهاكات التي تحصل ليست كلها عرضية، وأن الهدوء قد ينهار في أي لحظة.
وقال ديل كول، في مقال نشر على موقع الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إن "انتهاكات الخط الأزرق ليست كلها عرضية، بعضها مثل الاحتلال الإسرائيلي المستمر للنصف الشمالي من بلدة الغجر، هي انتهاكات معروفة ومستمرة، وبعضها الآخر لا يمكن التنبؤ بها، بل وحتى عدائي"، موضحا أن أي عمل منفرد من قبل الأطراف قد يصبح مصدراً لتوتر كبير.
وأشار إلى أنه "على الرغم من أننا نتمتع الآن بهدوء نسبي، إلا أن هذا الهدوء يمكن أن ينهار في أي لحظة، طالما لم تختف الأسباب الأساسية للنزاع. ففي أي يوم، يمكن أن يتسبب خطأ بسيط في لحظة متوترة في اندلاع هذا البركان الكامن، وبالتالي إنهاء الاستقرار الهش الحالي الذي عملنا جميعا بلا كلل لتأمينه".
وذكر رئيس بعثة الأمم المتحدة المؤقتة أن الخط الأزرق ليس حدوداً، ولكنه مجرد "خط انسحاب"، وهو الخط الذي وضعته الأمم المتحدة في عام 2000 لغرض عملي، هو تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وهو لا يخل بأي اتفاقيات حدودية مستقبلية بين هاتين الدولتين العضوين في الأمم المتحدة"، بحسب قوله.
وقال إنه "لطالما كان الخط الأزرق مؤقتاً، وإن حفظة السلام التابعون لليونيفيل هم حراسه المؤقتون"، موضحا أنه عندما ترغب السلطات الإسرائيلية أو اللبنانية في القيام بأي أنشطة بالقرب من الخط الأزرق، مثل أعمال الصيانة أو الأنشطة الأمنية، تطلب اليونيفيل من كلا الطرفين الإبلاغ عن ذلك مسبقا، "وهذا يسمح لليونيفيل بإبقاء السلطات من جميع الأطراف على اطلاع، وذلك بغية تقليل إمكانية وقوع أي سوء فهم يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات".
"لطالما كان الخط الأزرق مؤقتاً، وإن حفظة السلام التابعون لليونيفيل هم حراسه المؤقتون"
وذكر أن تركيز اليونيفيل ينصبّ على الحفاظ على الهدوء والاستقرار على طول هذه الحدود الهشة، وكذلك تجنب الاستفزازات والحوادث غير الضرورية التي قد تؤدي إلى أزمة وربما نشوب نزاع، مؤكدا على ضرورة احترام الخط الأزرق بكامله من قبل الأطراف، مشيرا إلى أن أي عبور للخط الأزرق من أي جانب يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأكد أنه يتم التعامل مع جميع الانتهاكات بالطريقة نفسها.
وبين ديل كول أن الخط الأزرق يعتمد على خرائط تاريخية مختلفة، يعود بعضها إلى ما يقرب من 100 عام. والخط الذي استمدته الأمم المتحدة من هذه الخرائط في عام 2000 لا يُترجم دائماً بوضوح على الأرض.
وذكر في هذا السياق أنه "بعد حرب عام 2006، أصبح الخط الأزرق أحد العناصر المركزية في القرار 1701. ومنذ عام 2007، عملت اليونيفيل مع الأطراف على وضع علامات مرئية -"البراميل الزرقاء" الشهيرة التي توضح المسار الدقيق للخط الأزرق".
وأوضح رئيس بعثة اليونيفيل في لبنان، أنه من خلال المساعي الحميدة وآليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل، يعد الخط الأزرق أحد المجالات القليلة التي استمرت الأطراف في العمل عليها، لافتا إلى أن كل برميل من البراميل الزرقاء يمثل إجماعاً بعد أن تم التفاوض عليه بعناية، وتم على أساس ذلك بناء الاستقرار الحالي في المنطقة. ومع ذلك، لا يزال نصف طول الخط الأزرق بدون علامات على الأرض حتى اليوم.
(قنا)