حذّر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، أمس الخميس، من تعمق مشكلة القصف التركي والإيراني، مؤكداً على ضرورة وضع الحلول لهذه الأزمة، فيما رفض وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني في العراق، معتبراً ذلك أحد أسباب قطع المياه عن البلد.
وقال الحلبوسي، في مقابلة مع محطة تلفزيونية عراقية محلية: "إذا لم نحصل على حل لملف القصف التركي والإيراني على العراق فإنّ المشكلة ستتعمق"، موضحاً أنّ "الحلول السياسية ضرورية جداً لمعالجة المشاكل مع الدول ووقف الاعتداءات التي تنفذها على بلدنا".
وأشار إلى أنّ "أحد أسباب أزمة المياه في العراق هو وجود حزب العمال الكردستاني، وعدم حسم هذا الملف"، مبيّناً أنّ "الدول تدافع عن نفسها، وبالتالي يُقطع الماء عن العراق".
وشدد على أنه "نحتاج إلى حلول سياسية، وأن وجود مليشيات مسلحة (حزب العمال الكردستاني) في أراضي العراق غير مقبول"، متسائلاً "ماذا لديهم في العراق (حزب العمال)؟ ومن سمح لتركيا بأن تقصفهم داخل أراضينا؟".
وأكد أنّ "المشكلة مركبة، ويجب أولاً أن ننظف البلد من مفتعلي الأزمات (حزب العمال) ومن ثم نوقف الآخرين عن الاعتداء على البلد، ونحتاج إلى حوار مع تركيا لنعرف ما لنا وما علينا، ومع إيران لنحدد ما لنا وما علينا، ومع الدول الأخرى، فنحتاج حلولاً سياسية للوضعين الداخلي والخارجي"، مضيفاً أنّ "هذا الحديث يجري دائماً مع إيران وتركيا".
واعتبر أنه "في الوقت ذاته هذا الأمر (وجود الأحزاب المعارضة للدول في العراق)، لا يتيح لتلك الدول أن تطلب من العراق أن يصفي ساحته أو أن تقصف أراضيه"، مشدداً على أنه "لو أن الدول تهابنا لما اعتدت علينا".
ويتعرض إقليم كردستان العراق لقصف مستمر من قبل الطائرات والمدفعية الإيرانية والتركية، تستهدف مقرات الجماعات الكردية الإيرانية والتركية المعارضة.
وكثفت طهران، أخيراً، قصفها بالصواريخ والطائرات المسيرة على بعض المناطق في شمالي العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، فيما يعتقد الحرس الثوري الإيراني أن الأحزاب المعارضة تدفع الناشطين الإيرانيين إلى استمرار التحشيد ضد النظام الديني في إيران، وذلك وفقاً لتفسيرات مراقبين، كما كثفت تركيا قصفها على مواقع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية"، في شمالي العراق أيضاً.
وزار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إيران، وبحث مع المسؤولين فيها ملف القصف على أراضي العراق، وأزمة قطع المياه عن البلد، فضلاً عن ملفات أخرى.
وأكد السوداني من طهران أنه لن يسمح باستخدام أراضي العراق لتهديد أمن إيران، مشيراً إلى الاتفاق مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة.
وقررت السلطات العراقية، أخيراً، وضع خطة لنشر وحدات عسكرية من الجيش والبشمركة الكردية على طول الحدود العراقية مع إيران وتركيا، في خطوة لتأمين الحدود.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد نددت بالهجمات الإيرانية والتركية المتكررة على إقليم كردستان، معتبرة أنها تخالف المواثيق والقوانين الدولية، وتمثل خرقاً لسيادة البلاد.