غادر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث من المقرر أن يجري لقاءات مع مسؤولين هناك، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) بياناً لمكتب الكاظمي بأن الأخير والوفد المرافق له غادرا العاصمة بغداد في زيارة رسمية إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث سيجري سلسلة لقاءات وحوارات مع الجانب البلجيكي والاتحاد الأوروبي لتعزيز مستوى التعاون العراقي الأوروبي".
ونقل البيان عن الكاظمي قوله إن "الزيارة ستركز على تفعيل الاتفاقات التي عقدت بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي، وبما يسهم في تجاوز العراق الأزمة الاقتصادية وتوسيع نطاق الاستثمارات".
وشدد على أن "المباحثات التي سيجريها مع دول الاتحاد الأوروبي ستركز على هذا المجال بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية الأخرى".
وكانت مصادر مقربة من الكاظمي، قد كشفت في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن عزمه التوجه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث جملة من الملفات على رأسها الانتخابات والحرب على الإرهاب، وأن وفدا حكوميا وأمنيا رفيعا سيرافقه.
وكشفت المصادر أن الكاظمي سيناقش ملف الانتخابات والدعم الأوروبي لها في ما يتعلق بملف إرسال مراقبين، وكذلك ملف دعم قوات حلف "الناتو"، الذي يمتلك مئات الجنود حاليا في العراق، للقوات العراقية بالحرب على الإرهاب وكيفية تطوير هذا التعاون، إلى جانب طلب الدعم في مهمة إعادة الاستقرار للمدن العراقية المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، من خلال العمل على تأهيل البنى التحتية وإطلاق برامج تنموية في تلك المناطق".
وتابع أن "الكاظمي سوف يبحث كذلك ملف تسليح القوات العراقية والحصول على الدعم العسكري من حلف "الناتو" وبعض الدول الأوروبية، والملف الأمني سوف يتصدر مباحثات الكاظمي خلال زيارته، لما له من أهمية"، لافتاً إلى أن الكاظمي قد يتوجه بعدها إلى زيارة دول أوروبية أخرى بحسب ما ستسفر عنه نتائج اجتماعاته في بروكسل.
من جهته، قال مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن لجنته "ستتابع نتائج زيارة الكاظمي المرتقبة إلى بروكسل، إذ لا يوجد أي من أعضاء البرلمان في هذه الزيارة"، مضيفاً أن الملفات التي سيتم بحثها خاصة في ما يتعلق بموضوع التواجد الأجنبي والانتخابات، يجب أن يكون البرلمان على معرفة بتفاصيلها".
وأضاف: "ندعم انفتاح العراق على العالم، وتقوية علاقاته مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة، لكن يجب أن تكون مبنية على أساس احترام سيادة العراق، وعدم تقديم أي تنازلات للأطراف الدولية، ورفض دخول العراق ضمن سياسة المحاور، التي سوف تحرق ما تبقى من العراق".
وفي 22 يونيو/حزيران الحالي، كان الاتحاد الأوروبي قد وافق على مراقبة الانتخابات العراقية، عبر نشر بعثة تمثله في العراق، وذلك خلال تواجد وزير الخارجية فؤاد حسين في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث مقر الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مقر "الأطلسي".
وكانت وزارة الخارجية، أعلنت في 27 مايو/أيار الماضي، موافقة مجلس الأمن الدولي على إرسال فريق أممي لمراقبة الانتخابات في العراق، بناء على طلب العراق، وأكدت أن القرار تضمن عناصر قوية، تُعتمد لأول مرّة لإرسالِ فريق أُممي لمراقبة الانتخابات في العراق، وهو لمرة واحدة، مع الالتزام الكامل بسيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه.
وقبل نحو 4 أشهر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن زيادة تعداد أفراد بعثته في العراق ثمانية أضعاف، قائلاً، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع "الناتو" المنعقد في بروكسل بتاريخ 18 فبراير/شباط الماضي، إن "القرار يقضي بزيادة عدد أفراد بعثة حلف شمال الأطلسي في العراق من 500 حتى أربعة 4 آلاف عنصر".