أعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، يوم الأحد، أنه اقترح على أذربيجان توقيع معاهدة عدم اعتداء، في انتظار معاهدة سلام شاملة.
وقال باشينيان، في خطاب بمناسبة يوم الجيش في أرمينيا: "قدمنا إلى أذربيجان اقتراحاً يشمل آلية مراقبة متبادلة للأسلحة وتوقيع معاهدة عدم اعتداء إذا كان توقيع معاهدة سلام سيتأخر".
وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربين في تسعينيات القرن الفائت، وعام 2020، بسبب نزاع على منطقة كاراباخ التي سيطرت عليها قوات أذربيجان في نهاية المطاف في سبتمبر/ أيلول الفائت، بعد أن شهدت الحدود بين البلدين تفاقماً في الأوضاع. ففي الأول من سبتمبر، جرت عمليات إطلاق نار واتهامات متبادلة بين الطرفين. حينها، ذكرت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان أن "وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية فتحت النار من أسلحة خفيفة باتجاه المواقع الأرمينية الواقعة في منطقة نوراباك".
وأعلنت الوزارة مقتل اثنين من جنودها وإصابة جندي آخر خلال قصف أذربيجاني لمواقع أرمينية في قطاع سوتك في منطقة جيجاركونيك. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الجانب الأرميني وجّه ضربات مدفعية إلى مواقع الجيش الأذربيجاني في منطقة كيلبجار.
وأضافت أن الجيش الأرميني يجمع معدات وقوى بشرية إضافية، في حين نفت يريفان هذه التقارير. وأكدت باكو إصابة ثلاثة جنود أذربيجانيين. وبحسب الجانب الأذربيجاني، أصيب جنديان نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة أرمينية على مواقع في منطقة كيلبجار.
ومنذ ذلك الحين، فرّ معظم سكان المنطقة الأرمن إلى أرمينيا، وعددهم يتجاوز مئة الف.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الفائت، قام البلدان بعملية تبادل أسرى اعتبرت بمثابة تقدم دبلوماسي وأحيت الآمال بإرساء السلام بينهما. لكن التوتر لا يزال كبيراً مع حوادث مسلحة تشهدها الحدود بشكل منتظم.
وكان زعيما البلدين قد أعربا سابقاً خلال مقابلتين منفصلتين عن أملهما في التوصل إلى اتفاق سلام دائم على الرغم من خلافاتهما المتعلقة بإقليم كاراباخ.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف، في مقابلة مع تلفزيون "يورو نيوز" أجريت يوم 21 يوليو/ تموز الفائت في مدينة شوشا بمنطقة كاراباخ: "أعتقد أن من الصواب أن تكون متفائلاً". وأضاف: "إذا رأينا نهجاً بنّاءً من أرمينيا، والأهم من ذلك، إذا نَحَّوا جانباً جميع التطلعات للنيل من سلامة أراضينا، سيكون بوسعنا إيجاد حل سلمي قريباً جداً، وربما بحلول نهاية العام".
ومن جانبه، أبدى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أيضاً تفاؤلاً حذراً، وذلك في حديث منفصل إلى "يورو نيوز" في يريفان في 26 يوليو/ تموز الفائت. وقال: "لا يمكن فقط، بل يجب أن يكون هناك سلام. هذا هو إيماني، وموقفي... ولكن لكي يحدث هذا، من المهم أيضاً أن يكون المجتمع الدولي على دراية بالفروق الدقيقة المهمة حتى يتضح أمامه سبب عدم إحراز تقدم بالسرعة الكافية".
(فرانس برس، العربي الجديد)