رئيس الحكومة التونسية يزور باريس وروما: الاقتصاد والأمن والهجرة

12 ديسمبر 2020
محلل: زيارة المشيشي تعد انعطافة مهمة في العلاقات التونسية الأوروبية (الأناضول)
+ الخط -

وصل رئيس الحكومة التونسي هشام المشيشي، اليوم السبت، إلى باريس، فيما يتوجه بعد ذلك نحو روما في زيارة رسمية خارج تونس تعد الأولى من نوعها، سيلتقي خلالها كبار مسؤولي البلدين لطرح ملفات ثقيلة تهم مستقبل العلاقات بين بلادهم، في مقدمتها الملفان الاقتصادي والأمني وملف الهجرة غير الشرعية.

ويستهل المشيشي أول لقاءاته في باريس بجلسة مع الوزير الأول الفرنسي جون كاستكس، كما سيلتقي كلا من وزير الداخلية جيرالد دارمانين ووزير المالية برونو لومير، وعددا من رجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين، وسيلتقي أيضاً رئيسي الجمعية العامة ومجلس الشيوخ الفرنسيين، فيما سيقوم رئيس الحكومة غداً الأحد بتدشين جناح تونس بدار تونس في باريس.

ويناقش المشيشي، الذي غادر العاصمة تونس صباح اليوم في زيارة قصيرة لأربعة أيام، يرافقه وزير الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار علي الكعلي، ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ألفة بن عودة، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة بالخارج محمد علي النفطي، ومدير الديوان المعز لدين الله المقدّم، ووفد من رجال الأعمال يتقدمهم رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول.

ويتوجه رئيس الوزراء التونسي بعد غد الاثنين نحو إيطاليا، حيث سيلتقي رئيس مجلس الوزراء جوسبي كونتي ووزراء الدفاع والداخلية والاقتصاد، قبل العودة إلى تونس الأربعاء القادم.

ويتجه المشيشي نحو باريس وروما محملا بملفات ثقيلة في مقدمتها الملف الاقتصادي، الذي يحتل مركز اهتمام الجانب التونسي مع الشريكين الاقتصاديين الأكبرين لتونس، غير أن ملفي الأمن المشترك وقضية الهجرة غير النظامية يعدان في صدارة الملفات.

انعطافة مهمة

واعتبر المحلل عبد المنعم المؤدب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن زيارة المشيشي تعد انعطافة مهمة في العلاقات التونسية الأوروبية مع الشريكين الاقتصاديين والاستراتيجيين لتونس.

وأضاف المؤدب أن اختيار باريس كأول وجهة خارجية لرئيس الحكومة التونسية "ليس اعتباطيا، بل هو يتنزل في إطار الأعراف والبرتوكولات السياسية لمختلف الحكومات رغم بعض التساؤلات حول عدم زيارة الجزائر الذي يمكن أن يفسر بالحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والوضع الوبائي في الجارة".

وأضاف المتحدث أن زيارة المشيشي هي ثاني زيارة رسمية لمسؤول تونسي رفيع المستوى إلى فرنسا بعد زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لباريس في حزيران/ يونيو الماضي، لاعتبار أن سلفه إلياس الفخفاخ لم يغادر تونس بسبب الوضع الوبائي الحرج.

وشدد المؤدب على أن زيارة باريس تأتي بعد الجدل الكبير الذي خلفته تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الإسلام واستتبعاتها محليا وفي المحيطين العربي والمغاربي، بالإضافة إلى المتغيرات المغاربية بعد احتضان تونس لمؤتمر الحوار الليبي.

زيارة باريس تأتي بعد الجدل الكبير الذي خلفته تصريحات ماكرون بشأن الإسلام

 

وأضاف المحلل أن زيارة المشيشي تأتي عقب المصادقة على الموازنة الهشة وصعوبات تعبئة مواردها ماليا، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وموجة الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة في مختلف محافظات البلاد.

وتابع أن جولة المشيشي يمكن تلخيصها في بحث الرجل عن نوافذ مالية وحلول اقتصادية عند الشريكين الاقتصاديين التقليديين لإخراج تونس من الوضع المترهل، في مقابل ذلك سيجد المشيشي نفسه أمام هواجس وانتظارات الحكومتين الفرنسية والإيطالية من تونس، في مقدمتها إيقاف تدفق المهاجرين التونسيين والأفارقة نحو السواحل الإيطالية ومنها نحو الحدود الفرنسية، وتأمين حوض المتوسط بحراسة الحدود الجنوبية للقارة الأوروبية، بالإضافة إلى دور تونس وموقعها مما يحدث في ليبيا، والتي تعد محل انشغال وتنازع بين البلدين الأوروبيين.

وتراجعت متانة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وفرنسا عما كانت عليه قبل انتخابات 2019، حيث تعرف فتورا بحسب ما يصفه خبراء الشأن الدبلوماسي التونسي، ومرد ذلك إلى توجهات السياسة الخارجية الجديدة لتونس ولعدد من المتغيرات الإقليمية والدولية، رغم مساعي البلدين لتنشيطها.

وقبل توجه المشيشي إلى باريس، اجتمع مع الرئيس سعيد، حيث عرض عليه المحاور التي سيتم تناولها مع السلطات الفرنسية والإيطالية، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي وموضوع الهجرة غير النظامية. وقد أكد سعيد بحسب بلاغ الرئاسة "على ثوابت السياسة الخارجية التونسية وعلى ضرورة مقاربة عدد من القضايا مقاربة جديدة تقوم على معالجة الأسباب، لا على معالجة النتائج، خاصة في مجال الهجرة غير النظامية".

دلالات
المساهمون