رئيس الحكومة الإسبانية يزور المغرب: متابعة تنفيذ خريطة الطريق الثنائية

20 فبراير 2024
يُنتظر أن يجري سانشيز مباحثات مع أخنوش (Getty)
+ الخط -

يبدأ رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، غداً الأربعاء، زيارة رسمية إلى العاصمة المغربية الرباط، هي الأولى التي يقوم بها منذ عام، حين ترأس في 2 فبراير/ شباط 2023 الاجتماع الثاني عشر رفيع المستوى بين البلدين في الرباط مع رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش.

وينتظر أن يجري سانشيز، خلال الزيارة الأولى له منذ نيله ثقة البرلمان الإسباني لقيادة الحكومة الجديدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مباحثات مع رئيس الحكومة المغربية، فيما لا يعرف إذا كان سيحظى باستقبال من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس هذه المرة، بعد أن تعذر الأمر خلال زيارته السابقة.

وسيرافق سانشيز خلال هذه الزيارة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإسبانية، وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، الذي قام في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بزيارة رسمية إلى المغرب امتدت ليومين، في خطوة لإعادة إطلاق خريطة الطريق التي رسمت تطبيع العلاقات بين البلدين.

واعتبر بيان صحافي نشره موقع  قصر (لا مونكلوا) الرئاسي بشأن الإعلان عن الزيارة أن "المغرب بلد جار وصديق وشريك استراتيجي لإسبانيا في جميع المجالات". وأضاف أن "هذه الزيارة، التي تأتي في بداية هذه الهيئة التشريعية الجديدة، تؤكد العلاقات العميقة التي توحد البلدين".

وتأتي زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب بعد أيام فقط من إلغاء زيارة وزير خارجيته إلى الجزائر، والتي كانت مقررة يوم الاثنين 12 فبراير/ شباط الحالي.

وتعتبر زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب مهمة لجهة متابعة تنفيذ خريطة الطريق التي جرى التوصل إليها بعد المباحثات التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الثامن من إبريل/ نيسان 2022، برئيس الحكومة الإسبانية، وهي المباحثات التي مكنت من تجاوز أزمة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين الجارين، على خلفية استقبال السلطات الإسبانية زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بهوية جزائرية مزيفة للعلاج.

وبحسب مضامين "خريطة الطريق"، جرى الاتفاق على الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري، وكذلك إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين حالاً وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات.

وبموجب "خريطة الطريق" أيضاً، جرى الاتفاق على تفعيل مجموعة العمل الخاصة بتحديد المجال البحري على الواجهة الأطلسية، بهدف تحقيق تقدم ملموس، وإطلاق مباحثات حول تدبير المجالات الجوية، بالإضافة إلى إعادة إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة.

ورغم الأزمات المتتالية التي مرت بها العلاقات بين الرباط ومدريد خلال السنوات الماضية في سياق ما يسمى بـ"الجوار الصعب"، فإنها تتميز بالتطور على أكثر من صعيد، حيث تعتبر إسبانيا الشريك التجاري الأول للمملكة منذ 2012، كما استطاع البلدان على الصعيد الأمني بناء جسور الثقة لمواجهة الإرهاب العابر للحدود جعلت "أمن مدريد يمر عبر الرباط".

وينظر إلى زيارة سانشيز الجديدة إلى الرباط على أنها محطة جديدة من أجل إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين الجارين، ومناقشة عدد من الملفات والقضايا المشتركة من قبيل الأمن والهجرة والاقتصاد والفلاحة والصيد البحري، فضلاً عن ملف الاحتضان المشترك لمونديال 2030.

المساهمون