رئيس البرلمان اللبناني: اللقاء مع لودريان كان صريحاً وجيداً

21 يونيو 2023
لودريان "استمع إلى موقف بري حول الأزمة الرئاسية" (حسين بيضون)
+ الخط -

استهلّ جان إيف لودريان، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جولته على المسؤولين اللبنانيين، بلقاء مساء اليوم مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي أكد أن اللقاء كان صريحاً وجيداً.

وقال المكتب الإعلامي للرئيس بري إنه جرى عرض للأوضاع العامة ولا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية، وقد استمر اللقاء لأكثر من ساعة غادر بعده لودريان دون الإدلاء بتصريح.

واكتفى رئيس البرلمان بالقول: "اللقاء كان صريحا وجيداً".

وقال مصدرٌ مقربٌ من بري لـ"العربي الجديد"، إن "لودريان لا يحمل معه مبادرة رئاسية، لكنه استمع إلى موقف بري حول الأزمة الرئاسية والأسباب التي تحول دون انتخاب رئيس للبلاد، بعد 8 أشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وأكد بري للودريان أهمية إجراء حوار وطني لإنهاء الشغور الرئاسي، الذي لا يمكن ملؤه إلا باتفاق القوى السياسية اللبنانية".

وأعلن المكتب الإعلامي للسفارة الفرنسية في بيروت في بيان أنه "لن يتم توزيع جدول لبرنامج زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان، ولن يكون هناك أي مؤتمر صحافي له".

ومن المنتظر أن تُحدِث زيارة لودريان خرقاً في المشهد الداخلي، ولا سيما بعد جلسة 14 يونيو/حزيران الجاري، التي أفرزت انقساماً عمودياً، وعمّقت الخلافات بين القوى السياسية، وخصوصاً على مقلبَيْ فريقين يتمسّك كلّ منهما بمرشحّه للرئاسة، ما جعل الأفرقاء اللبنانيين يقرّون بصعوبة الحلّ المحلّي وبتعويلهم على الخارج وتطوّرات المنطقة لوضع حدٍّ للأزمة.

وعيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، هو الملمّ جداً بالشأن اللبناني، و"الضليع" بالزواريب السياسية والتركيبة اللبنانية، ويفهم عقلية قادة البلاد، وسبق أن وجّه إليهم في أكثر من مناسبة وتصريح رسائل شديدة اللهجة ورفع في وجه معرقلي الحلول "عصا العقوبات".

في السياق، يقول مصدرٌ دبلوماسي في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إن "جولة لودريان ستشمل القادة والمسؤولين السياسيين في البلاد بالدرجة الأولى، وسيستطلع خلال اللقاءات آراء ومواقف الأفرقاء، ويستمع إلى وجهات نظرهم حيال الأزمة، أسبابها والأمور التي تحول دون الاتفاق بين المكونات اللبنانية"، مشيراً إلى أنها "قد تشمل أيضاً لقاء مع سفراء الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني الرئاسي، ليضعهم في أجواء جولته".

ويلفت المصدر إلى أن "لودريان لا يحمل معه أي اسم للرئاسة أو مبادرة محددة رئاسياً، إذ إن باريس لا تتدخل بالأسماء وتعتبر ذلك شأناً داخلياً، ومهمته أكثر الاستماع إلى آراء الجميع ومحاولة إيجاد سبل تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، مع قيامه بحثّ المسؤولين على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة بأسرع وقتٍ ممكن، وإن المماطلة ستنعكس بشكل سلبي وكبير على الشعب اللبناني الغارق في أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخ البلاد".

ولا يستبعد المصدر أن يحمل معه لودريان تلويحاً بفرض عقوبات على المسؤولين عن العرقلة، وإطالة أمد الشغور الرئاسي، "فهذا ممكنٌ ويدخل في إطار الدفع باتجاه الحل".