أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، رفض طهران "القاطع" إنشاء ممر زنغزوز البري في منطقة القوقاز، قائلاً إنه "يشكل أرضية لحضور (حلف شمال الأطلسي) ناتو في المنطقة وتهديدا للأمن القومي للدول".
وقال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي في تغريدة على منصة "إكس" إن رئيسي أدلى بهذه التصريحات خلال لقاءين عقدهما اليوم مع المبعوث الأذري خلف خلفوف لدى وصوله إلى إيران اليوم، ومستشار الأمن القومي الأرميني أرمين كريكوريان، الذي يزور طهران منذ الأحد الماضي. وتأتي الزيارات على وقع التطورات المتسارعة في كاراباخ والقوقاز الجنوبي.
ويأتي الرفض الإيراني فيما تصر باكو وأنقرة على فتح ممر زنغزوز البرّي الذي سيربط أذربيجان بإقليم ناخيتشيفان عبر الحدود الأرمينية الإيرانية، وتسعى تركيا من خلاله إلى الوصول برا إلى دول منظمة الدول التركية.
في الأثناء، أعلنت أذربيجان التي تشوب علاقاتها مع طهران توترات، أنها ستجري مناورات مشتركة مع القوات الإيرانية لاحقا، فيما يواصل مسؤولان بارزان من أذربيجان وأرمينيا مباحثاتهما في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
وأورد نادي "المراسلين الشباب" التابع لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، أن وزارة الدفاع الأذربيجان أعلنت عن اتفاق بين السلاح البحري الأذربيجاني والإيراني لإجراء مناورات مشتركة في بحر قزوين الذي يشترك البلدان فيه بحدود مائية.
في الأثناء، واصل الضيف الأذري لقاءاته مع الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. كما استقبل رئيسي، اليوم أيضا مستشار الأمن القومي الأرميني.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء أن المبعوث الأذري ناقش في لقائه مع وزير خارجية إيران العلاقات الثنائية وتطورات القوقاز الجنوبي.
وفي لقاء آخر مع كريكوريان، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، استعداد طهران لإيفاد مراقب إلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدا أن استمرار التوتر في هذه المنطقة ليس في مصلحة البلدين وبقية دول المنطقة.
ودعا باقري الطرفين إلى حل الخلافات وإنهاء التوترات، مضيفا أن "الفرقة والاضطراب من سياسات الأجانب"، معربا عن رفضه المناورات الأخيرة بين الولايات المتحدة الأميركية وأرمينيا التي ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران. وقال إن "حضور اللاعبين الجدد من خارج المنطقة سيزيد تعقيدات الوضع وعدم الاستقرار".
يشار إلى أن ثمة مخاوف إيرانية زادت أخيرا في ظل التطورات العسكرية في منطقة القوقاز، من وجود مخطط أذري وتركي، بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوـ سياسية في منطقة القوقاز عبر إنهاء حدودها مع أرمينيا، من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذرية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية، وذلك بغية ربط تركيا بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.
وفي سياق هذه المخاوف، جدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الاثنين، رفض طهران "أي تغيير جيوبوليتيكي في الحدود" في المنطقة بين أذربيجان وأرمينيا، وذلك في رفض لممر زنغزوز الذي تسعى أذربيجان وتركيا إلى إنشائه في القوقاز الجنوبي.