الرئيس الإيراني يطمئن الداخل ويخاطب واشنطن: "نسعى لرفع العقوبات ولن نتنازل عن مصالحنا"
في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تنصيبه رئيساً لإيران الشهر الماضي، حاول إبراهيم رئيسي، مساء اليوم السبت، طمأنة الداخل الإيراني من خلال التأكيد على إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها الشارع، وتوجيه رسائل للعواصم الأميركية والأوروبية فيما يتعلق بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي "المتعثرة".
وتطرق رئيسي إلى مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، والتي توقفت منذ يونيو/ حزيران الماضي بطلب من طهران بحجة انتقال السلطة التنفيذية فيها، قائلاً: "نحن لا نخشى التفاوض، لكن هل التفاوض تحت الضغط يعتبر تفاوضاً؟ أنا أكدت من قبل أن الحوار والتفاوض على أجندة الحكومة، وما نسعى إليه هو رفع العقوبات، لكن لن نتنازل خطوة واحدة عن مصالح الشعب".
وتابع الرئيس الإيراني قائلاً "التفاوض يجب أن تكون له نتيجة وليس الحوار لأجل الحوار أو التفاوض لأجل التفاوض"، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بأنها "تريد مفاوضات تحت الضغوط والعقوبات". وشدد على أنّ المفاوضات مع إيران تحت الضغوط "لم ولن تثمر"، قائلاً "نحن نريد مفاوضات تحقق نتائج".
كذلك تطرّق رئيسي إلى تطورات أفغانستان بعد سيطرة حركة "طالبان" عليها أخيراً، داعياً إلى تشكيل حكومة تعكس إرادة ورأي الشعب الأفغاني "كحل" للأزمة. وأضاف أنّ "أفغانستان أصيبت بجرح عميق بسبب ظلم أميركا والأجانب"، قائلاً إنّ أوضاعها أظهرت أن الحضور الأميركي "لن يحقق الأمن في أي مكان". وقال الرئيس الإيراني: "نريد استتباب الهدوء والسلام في أفغانستان بعيداً عن تدخلات الأجانب".
في السياق، أعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان مقتضب عن عقد مؤتمر عن بعد لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان خلال الأيام المقبلة.
وأكد البيان أنّ الاتفاق حول عقد المؤتمر جاء في اتصال هاتفي اليوم السبت، أجراه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وناقش الوزيران خلال الاتصال آخر أوضاع أفغانستان، مشيراً إلى أنه "خلال الاتصال وعطفاً على اتصالات أخرى لوزير الخارجية الإيراني مع نظيريه الروسي والصيني تم الاتفاق على عقد مؤتمر دول جوار أفغانستان على مستوى المبعوثين الخاصين ووزراء الخارجية خلال الأيام المقبلة".
ولم يكشف البيان عن الدولة التي ستستضيف المؤتمر الافتراضي حول أفغانستان، لكن سبق أن أعلنت طهران وإسلام أباد استعدادهما على حد سواء لاستضافة مؤتمر إقليمي بشأن تطورات الجارة الأفغانية.
أما على صعيد الجبهة الداخلية، فأكد رئيسي أنّ حكومته وفّرت 40 مليون جرعة من لقاحات كورونا لمواجهة الجائحة، قائلاً إنها ستستورد هذه الكمية حتى نهاية الشهر الإيراني الحالي الذي سينتهي بعد نحو عشرين يوماً.
وشدد على ضرورة التلقيح العام في مواجهة كورونا من خلال استيراد اللقاحات الأجنبية، قائلاً إنّ اللقاحات الداخلية "غير كافية".
وأضاف أنّ الحكومة تخطط لبناء مليون وحدة سكنية سنوياً، لتوفير السكن لمحدودي الدخل في إيران، مؤكداً أنّ بناء هذه الكمية من السكن "أمر ممكن وعملي"، وذلك رداً انتقادات تواجهها الحكومة الجديدة بأن ذلك خارج قدرتها وغير ممكن.
وقال إنّ الحكومة تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى الأسواق وحل مشكلة البطالة من خلال تعزيز الإنتاج، لافتاً إلى أن حكومته ستكافح الفساد. كما أكد أنّ حكومته ستعمل على "إعادة الثقة إلى الشارع" من خلال تنفيذ وعودها.