الرئيس الإيراني يحدد في اتصال مع نظيره الفرنسي شروط الاتفاق بمفاوضات فيينا

19 فبراير 2022
إحياء الاتفاق النووي مرتبط بالقرارات السياسية (ماجد سعيدي/Getty)
+ الخط -

ناقش الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي مساء اليوم السبت، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، آخر التطورات في مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، متخلية عن تعهداتها في الاتفاق، أعقبها وقف طهران معظم التزاماتها النووية.

وحدد الرئيس الإيراني، خلال الاتصال، شروط الاتفاق المحتمل بالقول إنه "يجب أن يتضمن رفع العقوبات وتقديم ضمانات موثوقة بها (للالتزام بالتعهدات) وإنهاء المسائل والمزاعم السياسية (المرتبطة ببرنامج إيران النووي)"، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية.

وأضاف أن الوفد الإيراني يتفاوض "بجدية"، وأنّ بلاده قدمت خلال المفاوضات "مقترحات بناءة"، مشيراً إلى أنها درست مقترحات الطرف الآخر على أساس مدى توافقها مع المصالح الإيرانية.

وأكد رئيسي أنّ "الوفد الإيراني أعلن مراراً أنه يرحّب بابتكارات تؤمّن حقوق الشعب الإيراني وتحافظ عليها"، قائلاً إنّ "الضغوط والمزاعم السياسية طرحت بهدف الحفاظ على أدوات الضغط (العقوبات) على الشعب الإيراني وأنها تقوّض فرص أي اتفاق".

وشدد الرئيس الإيراني على أنّ أنشطة بلاده النووية "سلمية"، مضيفاً أنّ "التقارير المتعددة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد كذب مزاعم بعض الدول"، معلناً استعداد إيران "للتعاون المهني مع الوكالة لإثبات حسن نواياها".

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي أنّ "تقدّماً جيداً قد أحرز في مفاوضات فيينا ونأمل في أن تثمر في أقرب وقت عن نتيجة"، وفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في كلمة خلال مؤتمر ميونخ للأمن، مساء اليوم السبت، إنّ مطالب بلاده في المفاوضات "منطقية وعادلة"، مضيفا أنها تتمثل في "رفع جميع العقوبات والتحقق منه والحصول على ضمانات ضرورية للالتزام بالتعهدات".

وأضاف "الآن وأنا أتحدث معكم، زملائي يواجهون في فيينا ألاعيب مزدوجة للطرف الغربي حول النص (للاتفاق) والوقت"، مؤكداً "أننا مستعدون للوصول إلى اتفاق جيد في أقرب وقت، شريطة أن يكون الطرف الآخر مستعداً لاتخاذ قرارات سياسية".

وفي وقت سابق اليوم السبت، اجتمع عبد اللهيان مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

وجرى، خلال الاجتماع، "استعراض علاقات التعاون الثنائي، وبحث المستجدات الإقليمية وتطورات الجولة الثامنة لمحادثات فيينا، بالإضافة إلى تبادل الآراء حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا".

من اجتماع الوزيرين القطري والإيراني اليوم في ميونخ (الأناضول)

وتُعقد حالياً الجولة الثامنة، وهي أطول الجولات ضمن محادثات فيينا، وقد انطلقت يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتوقفت خلالها المفاوضات ثلاث مرات. وتؤكّد جميع الأطراف أنّ المفاوضات قد دخلت مرحلتها الأخيرة، وأن الاتفاق بات رهين قرارات سياسية للطرفين الرئيسين؛ الأميركي والإيراني، إذ يرمي كل منهما الكرة في ملعب الآخر، بالقول إنّ على الطرف الآخر اتخاذ تلك القرارات.

المساهمون