ذكرت صحيفة ذا غارديان البريطانية، في تقرير لها أمس الجمعة، أن ما لا يقلّ عن 500 سجين في البحرين بدأوا إضراباً عن الطعام في سجن جو منذ السابع هذا الشهر، بسبب ظروف احتجازهم، وسوء المعاملة التي يتلقونها، مشيرة إلى أن الأعداد في تزايد مستمر.
وقال الناشط البحريني سيد الوداعي، من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، وهو نزيل سابق في هذا السجن إنه "ربما تكون هذه واحدة من أقوى الإضرابات التي حدثت داخل السجون البحرينية".
ويشمل الإضراب عن الطعام مطالبات بزيادة الوقت خارج زنازينهم، والذي يقتصر حالياً على ساعة في اليوم، والصلاة الجماعية في مسجد السجن، وتغيير نظام الزيارات، والتحسينات في المرافق التعليمية، والحصول على الرعاية الطبية المناسبة، بحسب بيان صادر عن سجناء مفرج عنهم.
وتعتبر البحرين واحدة من أعلى معدلات الحبس للفرد في الشرق الأوسط، ويقدّر عدد الأشخاص الذين يقبعون وراء القضبان بنحو 3800 شخص، ويقدر معهد البحرين للحقوق والديمقراطية أن هناك 1200 سجين رأي.
ومعظم السجناء السياسيين البالغ عددهم 1200 سجين في البحرين موجودون في سجن جو. ويقول سجناء سابقون مثل الوداعي إن السجناء السياسيين يقيمون في مجمعات منفصلة، ويتعرضون لمعاملة قاسية بشكل خاص.
ومن بين السجناء السياسيين البارزين، المضربين عن الطعام، المدافع عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة. وقالت ابنته الناشطة مريم الخواجة إن والدها المسجون منذ 2011 "بدأ إضرابه عن الطعام للمطالبة بعلاج طبي ملائم لمرض في القلب، بعد أن حُرم من موعد مع طبيب قلب في 11 مناسبة".
وأضافت أن والدها يعتقد أنه تعرض لعقوبة إضافية، بعد أن طالب السجناء بتلقي الرعاية الطبية المناسبة، مشيرة إلى أن نقص الرعاية الطبية يعرض حياته للخطر.
ومضت قائلة: "إنه يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، وهو معرض لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في أي وقت. نعتقد أن والدي يحتاج إلى جراحة عاجلة لتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب".
ويقول السجناء إن الحرمان من العلاج الطبي، واستخدام الحبس الانفرادي العقابي والانتهاكات أمر شائع.
وقالت أسرة أحمد جعفر محمد علي، المعارض الذي جرى ترحيله من صربيا إلى البحرين العام الماضي في انتهاك لحكم أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب مخاوف من تعرضه للتعذيب في البحرين، إنه انضم إلى الإضراب عن الطعام.
وتلفت عائلته إلى أنه بعد أن طلب علي مقابلة الضابط المناوب في سجن جو في 15 أغسطس/ آب، وصل الضابط وأمر الحراس الآخرين برش الفلفل على وجهه، ثم جرى تقييد ذراعيه خلف ظهره قبل نقله إلى الحبس الانفرادي.
وقال ديوان المظالم بوزارة الداخلية البحرينية إنه أجرى تحقيقات "لضمان حصول النزلاء على جميع حقوقهم، سواء من الرعاية الصحية، أو الزيارات، أو الاتصال بأسرهم، وعدم تعرضهم لسوء المعاملة".
وأشارت مريم الخواجة إلى المساعدة الدولية الواسعة التي تتلقاها السلطات البحرينية من الخارج بما في ذلك بريطانيا، مضيفة: "الأسرة الحاكمة تعلم أنها تعتمد بشكل لا يصدق على حلفائها الغربيين... من نواحٍ عديدة مكّنوا النظام البحريني من البقاء في السلطة".
وأعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها أعربت للبحرين عن قلقها بشأن الوضع في سجون المملكة، بعد أن بدأ سجناء إضراباً عن الطعام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل للصحافيين: "نحن على علم ونشعر بالقلق إزاء التقارير المتعلقة بهذا الإضراب عن الطعام".
وأضاف أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "أعرب عن قلقه بشأن بعض هذه التقارير" خلال اجتماع 20 يوليو/ تموز مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني.
وتابع باتل "نحثّ البحرين على مواصلة إحراز تقدم في إصلاحات القضاء الجنائي، وضمان احترام معايير حقوق الإنسان".