"ذا غارديان": موسكو أرادت فرض معادلة جديدة بإسقاط المسيّرة الأميركية

15 مارس 2023
طائرة أميركية مسيّرة من طراز إم كيو 9 (أسوشييتد برس)
+ الخط -

تشير التصريحات التي أعقبت إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة في البحر الأسود بعد احتكاك مع مقاتلة روسية، إلى ما يبدو التزاما بحالة ضبط النفس بين موسكو وواشنطن في ظل التوتر القائم في منطقة الحرب بأوكرانيا، لكن ذلك لم يمنع خبراء من التشكيك في كون الحادثة ناجمة عن عدم مهنية وتهور من قبل الطيارين الروس، وتفسيرها بفعل متعمد من قبل الروس لفرض "تغيير" معين، في ظل حالة الحرب التي تشهدها المنطقة التي أسقطت قربها الطائرة.

ونقلت قناة "سي أن أن" عن مسؤول أميركي مطلع قوله إن طائرة مقاتلة روسية تسببت في إسقاط طائرة مسيّرة من طراز "ريبر إم كيو-9" تابعة للقوات الجوية الأميركية فوق البحر الأسود، الثلاثاء، بعد أن ألحقت أضرارًا بمروحتها.

"إشارة قسرية لفرض تغيير في منطقة الحرب"

وقالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إن إسقاط روسيا للطائرة الأميركية المسيّرة يشير إلى تصعيد المواجهة بالقرب من منطقة الحرب في أوكرانيا، واصفة الحادثة بـ"تطور مقلق".

ونقلت الصحيفة عن دراسة أجرتها مؤسسة راند عام 2021 لتحليل عشرات الحوادث الجوية، أن حادثة إسقاط الطائرة الأميركية مرتبطة بما أسمته الدراسة سياسة "الإشارة القسرية"، و"من خلالها تتعمد موسكو إرسال رسائل إلى الهدف بشأن أنشطة تعتبرها ذات إشكالية".

وقالت إحدى مؤلفي الدراسة دارا ماسكيوت، في سلسلة تغريدات على "تويتر" نقلتها الصحيفة عقب الحادثة الأخيرة، إنه "في بعض الأحيان تتحول الإشارات الروسية إلى شيء غير آمن وغير احترافي بغرض فرض تغيير". ووفقا للصحيفة، فإن التغيير الذي تحاول موسكو فرضه في هذه الحال هو إبقاء الطائرات والقوارب الأميركية بعيدة عن أطراف حرب أوكرانيا، حيث تستفيد القوات الأوكرانية من دعم المخابرات الأميركية.

وتشير الصحيفة إلى أن طائرة "إم كيو-9 ريبر" التي تم إسقاطها هي طائرة يتم تشغيلها عن بعد من قبل فريق من شخصين، وتقول القوات الجوية الأميركية إن استخدامها الأساسي هو لجمع المعلومات الاستخبارية، كما أنها تتميز بـ"قدرتها الفريدة على تنفيذ" ضربات دقيقة ضد "أهداف عالية القيمة وحساسة للوقت"، ويمكنها حمل ما يصل إلى 16 صاروخًا من طراز "هيل فاير"، أي ما يعادل حمولة طائرة هليكوبتر.

سباق للحصول على حطام الطائرة

ووفقا للصحيفة تستطيع الطائرة، الطيران على ارتفاع (15 كم) والتحليق فوق الهدف لمدة 24 ساعة تقريبًا، مما يجعلها مفيدة لمهام المراقبة، بشكل حاسم، عبر توجيه من طاقم طيران يبقى متمركزًا في الولايات المتحدة وبعيدًا عن الخطر.

وتُستخدم هذه الطائرات، التي نشرتها الولايات المتحدة في منطقة البحر الأسود للمراقبة فقط، حسب الصحيفة، وفي العام الماضي كانت القوات الجوية الأميركية تفكر في بيع طائرات قديمة من طراز ريبر إلى أوكرانيا، لكن المخاوف بشأن نقل التكنولوجيا الحساسة وخطر إسقاط بعض هذه الطائرات أدى إلى تجميد تلك المحادثات.

وقالت الصحيفة إن إسقاط الطائرة كلف الولايات المتحدة ما يصل إلى 32 مليون دولار، وأثار سباقًا للوصول إلى حطامها في البحر الأسود. "إذا وصل الروس إلى هناك أولاً، فسيكون ذلك بمثابة نعمة استخباراتية، مما يسمح لخبرائهم بالتعمق في أحشائها في أوقات الفراغ"، أضافت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن قائد سلاح مشاة البحرية الأميركية، الجنرال ديفيد بيرغر، قوله إن سيناريوهات مثل إسقاط هذه الطائرة المسيّرة هي بعض من أعظم مخاوف الجيش الأميركي بسبب عدم القدرة على التنبؤ بسلسلة الأحداث التي يمكن أن تثيرها في أعقابها.

وأضاف بيرغر إن "هناك خطوط اتصال عسكرية مفتوحة وآليات طويلة الأمد للحد من تصعيد الصراع لمنع خروج السيناريوهات عن السيطرة، ولكن في كل مرة يحدث شيء مثل هذا، يستهلك العالم القليل من حظه"، في إشارة إلى إمكانية انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين قطبين عالميين.

المساهمون