تحدثت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير لها اليوم الجمعة، عن معلومات جديدة تشير إلى وقوف نظام بشار الأسد، عبر رجال أعمال سوريين مقربين منه، وراء شحنة نترات الأمونيوم التي تسبب في أغسطس/ آب الماضي بانفجار مرفأ بيروت، وقتل وجرح عدد كبير من الضحايا.
وذكرت الصحيفة أن الشركة التي قامت بنقل شحنة نترات الأمونيوم اتضح أنها ترتبط بثلاثة رجال أعمال نافذين تجمعهم علاقات برئيس النظام السوري.
تقرير الصحيفة أشار إلى ما خلص إليه تحقيق صحافي أجرته قناة "الجديد" اللبنانية، تحدث عن أن ما تم الكشف عنه بخصوص شركة "سافارو" المسجلة في لندن والتي جرى حلها قبل أيام، قد زاد من الشكوك بأن بيروت كانت دائمًا الوجهة المقصودة لنترات الأمونيوم وليس موزمبيق، كما زعم سابقاً.
ولفتت "ذا غارديان" إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرح احتمال أن تكون شحنة 2750 طنا من نترات الأمونيوم التي انفجرت في المرفأ كان أحد تداعيات محاولات النظام السوري الحصول عليها من أجل استخدامها في الأسلحة.
Businessmen with ties to Assad linked to Beirut port blast cargo https://t.co/xNED4dJjZP
— Guardian news (@guardiannews) January 15, 2021
وكشف التحقيق الذي بث هذا الأسبوع على قناة "الجديد"، عن صلات بين شركة "سافارو" وثلاث شخصيات كانت داعمة لنظام الأسد منذ الأشهر الأولى من الثورة السورية.
وأشار التحقيق إلى أن جورج حسواني ومدلل خوري وشقيقه عماد هم مواطنون سوريون يحملون الجنسية الروسية، وقد تمت إدانتهم جميعًا من قبل الولايات المتحدة لدعمهم الرئيس بشار الأسد.
وكشف التحقيق الصلات القائمة بين رجال الأعمال الثلاثة وبين شركة "سافورو"، التي اشترت عام 2013 مادة نترات الأمونيوم، وكانت الوجهة الرسمية للشحنة هي موزمبيق ولكن تم تحويلها وتفريغها في بيروت، حيث تم تخزينها بشكل غير آمن حتى الانفجار الكارثي.
#بابور_الموت https://t.co/TvoXa9fi3v
— Firas Hatoum (@ferashatoum) January 12, 2021
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد صنفت قبل أعوام جورج حسواني ومدلل خوري ضمن قائمتها السوداء، لقيامهما بدور الوسيط لفائدة النظام السوري في صفقات نفط مشبوهة.
كما أوردت "ذا غارديان" أن وزارة الخزانة الأميركية اتهمت مدلل خوري بمحاولة الحصول على نترات الأمونيوم قبل أشهر من رسو سفينة الشحن الروسية "روسوس" في مرفأ بيروت في منتصف الطريق خلال رحلة متعرجة من جورجيا. وأوضحت الصحيفة أن تغيير مسار السفينة، وملكيتها المبهمة والمصدر الغامض لموردي الشحنة أمور أدت إلى إثارة الشكوك في أن بيروت كانت الوجهة المقصودة لعملية تهريب معقدة منذ البداية.
وذكرت الصحيفة أن عنوان شركة "سافارو" بلندن هو العنوان نفسه المسجل لشركة "Hesco Engineering and Construction" التي كان يديرها حسواني، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات لدوره في التوسط في عمليات شراء نفط لفائدة النظام السوري من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضافت كذلك أنه وفقا لتحقيق قناة "الجديد" فإن عنوانًا آخر من عناوين "سافارو" في لندن مرتبط بشركة ثانية كان يديرها عماد خروري حتى عام 2016، قبل حلها.
وقبل بضعة أيام أصدرت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) النشرة الحمراء لصاحب سفينة "روسوس" التي نقلت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، والقبطان، ولتاجر المواد الذي كشف على النترات في العنبر رقم 12 عام 2014، وذلك بناءً على طلب المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، الذي حصل على نسخة من النشرة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وفي ملخص وقائع قضية القبطان، فإنّه بين العامين 2013 و2020، تولى القبطان بوريس بوكاشييف قيادة سفينة "روسوس" غير الصالحة للملاحة البحرية من اليونان إلى لبنان، وهي مُحمَّلة بمادة نترات الأمونيوم المتفجرة بتكليفٍ من مالكها إيغور غريتشوشكين، وأقدم على إدخال مواد متفجرة إلى لبنان، زاعماً أنها مواد غير خطرة وغير مخالفة لأنظمة النقل البحري، وغيرها من الأفعال الجرمية التي أدت إلى حصول الانفجار.
وأصدر المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مذكرتي اعتقال بحق قبطان ومالك السفينة التي حملت مواد نترات الأمونيوم إلى بيروت، وأحال القضية إلى النيابة العامة التي طلبت من منظمة الإنتربول اعتقال مواطنَيْن روسيَيْن اثنَيْن.