رجحت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم السبت، أن تؤدي حملة الاغتيالات العالمية لقادة حركة حماس التي أعلن عنها كبار المسؤولين الإسرائيليين على خلفية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى نتائج عكسية، وغير عملية، وغير فعّالة، وذلك بالنظر إلى ما حصل سابقاً بعد اغتيال قادة في الحركة أو "حزب الله" اللبناني.
وتذكّر الصحيفة بحملة الاغتيالات التي قادها الموساد الإسرائيلي عقب عملية ميونخ عام 1972 التي استهدفت الرياضيين الإسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية، مشيرة إلى حديث بعض المؤرخين عن أنّ الحملة ربما أدّت إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
Israeli campaign to kill Hamas leaders likely to backfire, say earlier assassination targets https://t.co/fu2vbVtri0
— The Guardian (@guardian) December 23, 2023
وتؤكد الصحيفة أن بعض الاغتيالات كان لها تأثير استراتيجي، وفق الخبراء، الذين أشاروا إلى أمثلة مثل مؤسس حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين فتحي الشقاقي، الذي اغتيل على يد الموساد في مالطا عام 1995، وعماد مغنية، المنظم الرئيسي لعمليات "حزب الله"، والذي اغتيل في عملية مشتركة للموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عام 2008. وتضيف: "أدى مقتل الشقاقي إلى إصابة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالشلل لسنوت عدة، وكان مقتل مغنية بمثابة ضربة كبيرة".
وعلى الرغم من ذلك، تشير "ذا غارديان" إلى أن "الجهاد الإسلامي" أعادت بناء قواتها في السنوات التي تلت اغتيال الشقاقي، وشاركت في عملية 7 أكتوبر، لافتة إلى أن العقول المدبّرة لهذه العملية كانت جيلاً جديداً من قادة "حماس" الذين وصلوا إلى السلطة في أعقاب اغتيال إسرائيل لكبار قادتها قبل 20 عاماً.
وفي السياق، يقول يوسي ميلمان، الصحافي والكاتب الذي غطّى أخبار أجهزة الأمن الإسرائيلية لعقود، إن استراتيجية الاغتيالات لا تحلّ أي شيء، مضيفاً: "قتلنا مؤسس حركة الجهاد الإسلامي وقتلنا مؤسس حماس في 2004. حتى عندما يكون هناك تأثير استراتيجي حقيقي، كما هو الحال مع مقتل مغنية، فهو لا يكون دائماً... "حزب الله" ما يزال حياً ونشطاً"، متحدثاً عن أن الاغتيال لا يشكّل بالضرورة رادعاً.
ويلفت آخرون إلى أن الإشارة العلنية المتكرّرة إلى حملة الاغتيالات، تعبّر عن رغبة المسؤولين في طمأنة السكان الخائفين، الذين فقدوا الثقة في قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية المتفاخرة والحكومة، في الحفاظ على سلامتهم.
ويقول يوسي ألفير، الذي كان مسؤولاً في الموساد في السبعينيات، "الأمر يشبه إلى حدّ ما الإثارة. من الممتع أن نتذكر ما حدث بعد ميونخ، لكنه غير ذي صلة حقاً، إلا إذا تمكنت "حماس" من الفرار من قطاع غزة، وشق طريقها إلى البلدان حيث يمكننا تعقّبهم، وهذا من غير المرجح أن يحدث"، مضيفاً: "ما فعلناه في ذلك الوقت كان في كلّ أنحاء أوروبا، وقمنا بذلك سراً. لقد قضينا على شخص ما وأفلتنا من العقاب".
وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار قد أعلن، في وقت سابق، عن أوامر لملاحقة قادة "حماس" في الداخل والخارج، والقضاء عليهم، حتى لو استغرق الأمر سنوات.