دوافع انتقامية خلف انفجار إسطنبول الأحد الماضي

12 أكتوبر 2022
أظهرت التحقيقات أن المتهم قتل بعد انفجار "قنابل" كان يعدها لتفجير المبنى (فرانس برس)
+ الخط -

قادت التحقيقات في حادثة انفجار مبنى بمنطقة قاضي كوي في إسطنبول، إلى وجود دوافع انتقامية خلفها، مع تبدل مسار التحقيقات عند ظهور شهادة الناجي الوحيد منه.

وانفجر مبنى مكونا من 3 طوابق، الأحد الماضي، في الحي الواقع على الطرف الآسيوي من المدينة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وجرح آخر.

وظهرت اعترافات الناجي، وهو مواطن أوزبكي يدعى أنورجون قاديروف، الذي نجح في الهروب من مكان الانفجار مع بدء اشتعال النيران، ليتغير مسار التحقيق بشكل كامل.

وقتل في الحادثة المتهم بالانفجار مصطفى قاره هان، ووالد المواطن الأوزبكي (68 عامًا)، وابنته (10 سنوات). وأظهرت التحقيقات أن قاره هان كان محكوما بجرائم قتل عرفت بـ"جريمة بيرن" وحصلت في سويسرا في العام 1998، حيث قتل فيها 4 أشخاص.

وبحسب إفادة قاديروف والتحقيقات وفق ما نقل الإعلام التركي، اليوم الأربعاء، فإن المتهم هرب من سويسرا بعد ارتكابه جريمته وقتله 3 مواطنين أتراكا ومواطنا سويسريا في إحد المطاعم بالعاصمة السويسرية بيرن، ما عدّ حينها أكثر حادثة دموية بتاريخ سويسرا.

وبعد التحقيقات بجريمة بيرن تمكنت السلطات من التثبت من هوية الفاعل قبل أن يفر إلى تركيا، علمًا أنه كان بالأساس سجينا سابقا بتركيا بتهم الانتماء للحزب الشيوعي لمدة 7 سنوات، وفر بطريقة غير نظامية إلى سويسرا، قبل أن يعود منها مجددا بعد ارتكاب جريمته.

وفي العام 2008 صدر قرار دولي بإلقاء القبض على القاتل، وطلبت سويسرا من تركيا تسليمه في العام 2011. وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه بعد إبلاغ أخيه عنه في العام 2012 في مدينة إسطنبول، وشرعت تركيا في محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم قتل بدلًا من تسليمه، إذ حكم عليه بالسجن المؤبد.

وفي العام 2019 استفاد قاره هان من قانون العفو ليتم إطلاق سراحه ويبدأ العمل في السمكرة وبجانبه المواطن الأوزبكي (قاديروف)، فيما كان يرغب بالانتقام من عائلته التي أبلغت عنه، من خلال إعداد خطة أحضر بموجبها ألعابا نارية مع تفريغ مادة البارود منها وتجميعها لاستخدامها في التفجير.

وأفاد قاديروف بأن الفاعل أبلغه بنيته تجميع البارود والانتقام من عائلته، إذ كان قد جلب ليلة الحادثة مجموعة من الألعاب النارية وأفرغ محتوياتها، وأثناء محاولته نزع الفتيل اشتعل بشكل مفاجئ، ليندلع حريق لم يستطع السيطرة عليه، قبل وقوع الانفجار الذي أسفر عن عدة انفجارات متتالية أودت بحياته.

وكانت التحقيقات الأولية قد أشارت إلى أن الانفجار كان سببه تسرب الغاز، ولكن تبين أن المنزل غير مشترك في شبكة الغاز الطبيعي في المدينة.

وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو، أمس الثلاثاء، أن "التقييمات الأولية كانت تقول إنه لا يوجد تسرب للغاز، وقيل في مواقع التواصل الاجتماعي إن المواطنين الأوزبك هم الذين فجروا القنبلة، ولكن الفاعل، وهو من مواليد العام 1959، وبحسب أقرباء له يعاني من مرض انفصام الشخصية".

وأضاف أن "الفاعل كانت لديه ارتباطات مع الجماعات اليسارية المتطرفة في الثمانينيات، ولكن حاليا لا تظهر أي ارتباطات له بتنظيمات مسلحة، وتتم مواصلة التحقيقات والاستماع للشهادات التي بلغت 30 إفادة".

المساهمون