دفاع ترامب يبحث عن حجج متينة... وتحذير جمهوري من المحاكمة

29 اغسطس 2022
أظهر استطلاع للرأي مواصلة الجمهوريين الاصطفاف خلف ترامب (Getty)
+ الخط -

يحاول فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب التركيز على نقطة رئيسية، في إطار مواجهة التحقيق في احتفاظه بوثائق سرية في منزله في مارآلاغو في فلوريدا: أحقية ترامب كرئيس في رفع السرية عن مواد.

وبرز تحذير السناتور الجمهوري ليندسي غراهام من أنه إذا تمت محاكمة ترامب بتهمة إساءة التعامل مع معلومات سرية "ستكون هناك أعمال شغب في الشوارع" لا سيما مع استمرار التأييد له داخل الحزب الجمهوري، بحسب أحدث الاستطلاعات.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأحد، أن فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القانوني يحاول إيجاد حجة دفاعية لمواجهة اتهامه بالاحتفاظ بوثائق سرية في منزله في مارآلاغو في فلوريدا. 

قدم فريق ترامب القانوني، الذي تم تجميعه على عجل، مجموعة متنوعة من الحجج في مواجهة تحقيق وزارة العدل

وأوضحت أنه في 25 مايو/أيار الماضي، أرسل أحد محامي ترامب رسالة إلى مسؤول كبير في وزارة العدل، اعتبر فيها أن موكله لم يفعل شيئاً غير قانوني، من خلال احتفاظه بمجموعة من المواد الحكومية عندما غادر البيت الأبيض.

دفاع أولي ضد التحقيق مع ترامب

ومثلت الرسالة، التي وجّهها المدعي العام الفيدرالي السابق إيفان كوركوران، الدفاع الأولي لترامب ضد إمكانية فتح تحقيق في وجود وثائق سرية في مواقع غير آمنة في مقر إقامته في مارآلاغو. 

وأوضحت الصحيفة أن الرسالة، وهي من 3 صفحات، تؤكد أحقية ترامب كرئيس في رفع السرية عن مواد. كما تتضمن أنه لا ينطبق على الرئيس قانون السجلات الرئاسية، الذي يتحدث عن كيفية التعامل مع الوثائق السرية.

وكانت وزارة العدل الأميركية كشفت، يوم الجمعة الماضي، أنها تحقق مع ترامب بشأن أخذه سجلات من البيت الأبيض، لاعتقادها أنه احتفظ بشكل غير قانوني بوثائق، منها معلومات متعلقة بالمخابرات من أهم أسرار الولايات المتحدة.

وأصدرت الوزارة إفادة خطية منقحة بشدة لتبرير التفتيش الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي في 8 أغسطس/آب الحالي لمقر إقامة ترامب في فلوريدا، حيث صادر العملاء 11 مجموعة من السجلات السرية، بما في ذلك بعض الوثائق التي وصفت بأنها "سرية للغاية" باعتبارها وثائق يمكن أن تهدد الأمن القومي بشكل خطير إذا تم الكشف عنها.

وفي الإفادة الخطية، قال عميل، لم يتم الكشف عن هويته في مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن الوكالة راجعت وتعرفت على 184 وثيقة "تحمل علامات تصنيف" تحتوي على "معلومات متعلقة بالدفاع الوطني"، بعد أن أعاد ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي 15 صندوقاً من السجلات الحكومية طلبها الأرشيف الوطني الأميركي.

وكان التفتيش جزءا من تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي حول ما إذا كان ترامب قد أخذ الوثائق واحتفظ بها بشكل غير قانوني عندما ترك منصبه في يناير 2021، بعدما خسر انتخابات 2020 أمام الرئيس جو بايدن، وما إذا كان ترامب قد حاول عرقلة التحقيق باحتفاظه بالوثائق.

وقال مصدر مطلع على القضية، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن محامي الدولة أدرجوا الرسالة في الإفادة الخطية المقدمة إلى قاضٍ اتحادي في فلوريدا في طلبهم للحصول على مذكرة التفتيش لمنزل ترامب في مارآلاغو، لإظهار استعدادهم للاعتراف بحجج كوركوران.

تجميع سريع لفريق ترامب القانوني

واعتبرت الصحيفة أن فريق ترامب القانوني، الذي تم تجميعه على عجل، قدم مجموعة متنوعة من الحجج في مواجهة تحقيق وزارة العدل. 

وقال ديفيد شوين، المحامي الذي دافع عن ترامب في محاكمته الثانية لعزله في مجلس الشيوخ في يناير 2021، إنه "يحتاج إلى محامٍ حقيقي"، فيما اعتبر المدعي العام الأسبق تشاك روزنبرغ أن "هناك انفصالاً كبيراً بين القضية في المحكمة وما يقومون به".

وكان فريق ترامب القانوني حقق بعض المكاسب، إذ أشارت قاضية اتحادية في فلوريدا، السبت الماضي، إلى أنها تميل إلى دعم طلب الرئيس السابق الحصول على محقق خاص لمراجعة المواد التي تمت مصادرتها في مارآلاغو.

وفي حين يعتبر فريق ترامب أن هذا الأمر سيكون خطوة أولى نحو الطعن في صحة مذكرة التفتيش، فإنه، في المقابل، يمنح وزارة العدل فرصة للكشف عن وثائق جديدة في إطار قضية التحقيق مع ترامب.

غراهام يحذر من محاكمة ترامب

وذكر موقع "بيزنس إنسايدر"، اليوم الاثنين، أن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام حذر، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أمس الأحد، من أنه إذا تمت محاكمة ترامب بتهمة إساءة التعامل مع معلومات سرية "ستكون هناك أعمال شغب في الشوارع".

ليندسي غراهام: ستكون هناك أعمال شغب في الشوارع إذا تمت محاكمة ترامب
 

وقال غراهام: "معظم الجمهوريين، بمن فيهم أنا، يعتقدون أنه عندما يتعلق الأمر بترامب، لا يوجد قانون"، مضيفاً: "سأقول هذا، إذا كانت هناك محاكمة لدونالد ترامب لسوء التعامل مع معلومات سرية بعد كارثة (هيلاري) كلينتون، التي أنشأت خادماً إلكترونياً في قبوها، ستكون هناك أعمال شغب في الشوارع". ويبدو أن غراهام كان يشير إلى استخدام كلينتون لبريد إلكتروني خاص، بدلاً من بريد إلكتروني حكومي أكثر أماناً، أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.

وكان تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي وجد، في يوليو/تموز 2016، أنّ هناك "أدلة على انتهاكات جنائية محتملة" تتعلق بالتعامل مع المعلومات السرية، ولكن لم يكن هناك سبب كافٍ لتوجيه الاتهامات إلى كلينتون.

الجمهوريون يواصلون الاصطفاف خلف ترامب

وذكر موقع "إكسيوس" الأميركي، أمس الأحد، أنّ الجمهوريين يواصلون الاصطفاف خلف ترامب. وأظهر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة "يو أس أي توداي"، أن الغالبية من الجمهوريين ترى أن على ترامب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في عام 2024.

وقال نحو 59 في المائة من الناخبين الجمهوريين إن ترامب يجب أن يكون مرشح الحزب في عام 2024 وأنه "يستحق إعادة انتخابه"، في حين اعتبر 41 في المائة أن الوقت قد حان لإجراء تغيير داخل الحزب الجمهوري، وأن ترامب لا ينبغي أن يترشح.

في المقابل، قال 56 في المائة من الناخبين الديمقراطيين الذين شملهم الاستطلاع إن الوقت قد حان لإجراء تغيير داخل الحزب، في حين قال 44 في المائة فقط إن الرئيس جو بايدن يجب أن يكون المرشح الديمقراطي في 2024 ويستحق إعادة انتخابه.

وأعرب نحو 82 في المائة من الناخبين الجمهوريين عن اعتقادهم أن ترامب قادر على الفوز في الانتخابات، في حين قال 60 في المائة فقط من الديمقراطيين الشيء نفسه عن بايدن.

تقارير دولية
التحديثات الحية