دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأحد، الولايات المتحدة الأميركية لتحمل مسؤولياتها في أفغانستان، مطالبًا إياها بـ"السعي لتسهيل عمليات الإجلاء" من أفغانستان، فيما حث وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، المسؤولين الأميركيين على تمديد الموعد النهائي المقرر لـ"إجلاء الأشخاص المحاصرين" هناك.
وأكد لودريان، في تصريح لصحيفة "Le Journal du Dimanche" الفرنسية، أن تعاون الولايات المتحدة الأميركية مع الحلفاء بشأن عمليات الإجلاء يجب أن يكون أكثر فعالية. وتابع قائلاً: "نهدف لإنقاذ حياة الأفغان الذين يدافعون عن الحرية وسيادة القانون، ونريد إجلاء الأفغان الراغبين في القدوم إلى فرنسا، لكن هناك مشاكل في الوصول إلى مطار كابول".
وصرح بأن فرنسا لن تعترف بحركة "طالبان"، التي "استولت على السلطة بالقوة"، مشيرًا إلى أن "أفغانستان لا ينبغي أن تصبح ملجأ للإرهاب مرة أخرى، وأنه ينبغي مساعدة الشعب الأفغاني"، بحسب قوله.
من جهته، حث وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الأحد، المسؤولين الأميركيين على تمديد الموعد النهائي المقرر لإجلاء الأشخاص المحاصرين في أفغانستان، والمحدد بـ31 أغسطس/آب الجاري.
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن "راب طلب من نظرائه في واشنطن توفير المزيد من الوقت للمغادرين من أفغانستان"، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو" قوله إن نحو 20 شخصاً لقوا حتفهم الأسبوع الماضي، في محيط مطار كابول الذي شهد أحداث فوضى، حيث تجمعت حشود كبيرة للفرار من البلاد.
وفي السياق ذاته، شكك رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم توبياس إلوود فيما يسمى بـ"العلاقة الخاصة" بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قائلًا إن المملكة المتحدة "لم يتم تضمينها في المحادثات حول انسحاب القوات الأميركية"؛ ما أدى إلى سيطرة "طالبان" على البلاد.
وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن بريطانيا ستكثف إجلاء رعاياها إضافة إلى مواطنين أفغان من أفغانستان يوم الاثنين، بموجب خطة لنقل ما يصل إلى ستة آلاف شخص إلى خارج البلاد هذا الأسبوع.
وقالت الصحيفة إن الجيش مدد الموعد النهائي لآخر رحلة إجلاء يقوم بها سلاح الجو الملكي البريطاني من الثلاثاء إلى الجمعة أو السبت.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، يوم الأحد، أن بريطانيا أجلت أكثر من 5700 شخص من أفغانستان منذ 13 أغسطس/ آب.
بدوره، ناقش وزير الدفاع الإيطالي عمليات الإجلاء المكثفة الجارية من العاصمة الأفغانية كابول، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، حيث تضمن النقاش الوصول إلى قواعد في إيطاليا.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الإيطالية أن لورنزو غويريني أعرب عن شكره للجيش الأميركي لتأمينه المطار في كابول، و"تبادل الأفكار مع وزير الدفاع الأميركي حول كيفية ضمان التدفق الآمن والفعال للمغادرين من كابول".
وصرح غويريني بأن "العلاقات الوثيقة بين البلدين كانت عاملاً أساسياً لمساعدة المواطنين والأفغان الذين عملوا مع مؤسساتنا ومنظماتنا".
دعوات لإقامة "جسر جوي إنساني"
إلى ذلك، دعت منظمتا الصحة العالمية و"يونيسف" إلى إنشاء "جسر جوي إنساني" على الفور للسماح بنقل الأدوية وإمدادات المساعدات الأخرى إلى أفغانستان دون عوائق.
وأكدت المنظمتان في بيانهما، يوم الأحد، على "التزامهما بالبقاء وتقديم المساعدة لشعب أفغانستان"، لكنهما أضافتا أنه "نتيجة لعدم السماح للطائرات التجارية بالهبوط حالياً في كابول، فما من سبيل لإدخال الإمدادات إلى البلاد وإلى المحتاجين". وأشارتا إلى أن الوكالات الإنسانية الأخرى تواجه مشاكل مماثلة.
وأوضحتا أنه حتى قبل سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان، كانت البلاد بحاجة إلى ثالث أضخم عملية إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 18 مليون شخص إلى المساعدة. وأكدتا أنه في الوقت الذي ينصب فيه التركيز على إجلاء الأجانب والأفغان المستضعفين، "لا ينبغي ولا يمكن إهمال الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي تواجه غالبية السكان" المستمرين في البقاء بالبلاد.
ويسيطر حوالي 4500 جندي أميركي مؤقتاً على مطار كابول، كما يقوم حوالي 900 جندي بريطاني بدوريات في الموقع في إطار جهود تأمين رحلات إجلاء الرعايا الأجانب وزملائهم من الأفغان.
ويقيم مسلحو "طالبان" نقاط تفتيش حول محيط المطار، ويمنعون الأفغان من الدخول دون وثائق سفر، حسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وخلال الأسابيع الأخيرة، تمكنت حركة "طالبان" من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية، وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول، وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلاً إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، طيلة 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
(العربي الجديد، وكالات)