قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إنّ واشنطن تعتبر أن "الرعب" الذي يبثّه المجلس العسكري في ميانمار، من خلال عمليات القتل التي ترتكبها القوى الأمنية، "مروّع".
جاء ذلك في تغريدة نشرها على تويتر: "لقد روّعنا سفك الدماء الممارَس من قبل قوى الأمن في ميانمار، والذي يظهر أن المجلس العسكري مستعد للتضحية بأرواح الناس خدمة لمصالح قلة قليلة". وتابع بلينكن: "شعب ميانمار الشجاع يرفض الرعب الذي يمارسه الجيش".
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) March 27, 2021
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد قال، يوم السبت، إنّ استمرار حملة القمع العسكري في ميانمار يتطلب رداً دولياً حازماً وموحداً، وذلك في بيان صدر عن فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام.
وأضاف البيان أنّ "الأمين العام يدين بأشد العبارات مقتل عشرات المدنيين، بمن فيهم الأطفال والشباب، على أيدي قوات الأمن في ميانمار السبت"، مردفاً أن "استمرار الحملة العسكرية، التي أسفرت اليوم عن أعلى حصيلة يومية للقتلى منذ بدء المظاهرات ضد الانقلاب الشهر الماضي، غير مقبول، ويتطلب رداً دولياً حازماً موحداً".
وشدد غوتيريس على "ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة". وجدد الأمين العام نداءه العاجل لجيش ميانمار بالامتناع عن العنف والقمع، داعياً إلى "محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في البلاد".
— António Guterres (@antonioguterres) March 27, 2021
وفي بيان مشترك نادر من نوعه، دان قادة جيوش أكثر من 10 بلدان، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية، السبت، استخدام ميانمار للقوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل.
وقال هؤلاء المسؤولون العسكريون، إن "الجيش المحترف يتبع المعايير الدولية في سلوكه ويكون مسؤولاً عن حماية الشعب الذي يخدمه، وليس إيذاءه". وأضاف البيان: "نحض القوات المسلحة في ميانمار على وقف العنف، والعمل على استعادة احترام الشعب البورمي وثقته، بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها".
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدّة تصاعد العنف المفرط ضد المدنيين المشاركين في المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري في ميانمار.
وقالت الوزارة في بيان، السبت، إنها "تتابع بقلق تصاعد العنف القاتل من قبل نظام الانقلاب ضد المدنيين، رغم جميع دعوات المجتمع الدولي".
وأعربت عن أسفها الشديد إزاء سقوط أكبر عدد من القتلى، السبت، على يد الجيش، منذ بداية الانقلاب، تزامناً مع "يوم القوات المسلحة" في ميانمار.
وتابعت: "ندين بشدة هذا العنف المفرط ضد المدنيين في ميانمار، ونُجدد بهذه المناسبة دعوتنا إلى الإنهاء الفوري لجميع أشكال هذه الأعمال ضد المدنيين، والإفراج عن جميع القادة المنتخبين، والشخصيات السياسية، والمدنيين الموقوفين بشكل فوري، واتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الديمقراطية".
— Turkish MFA Arabic (@MFATurkeyArabic) March 27, 2021
والسبت، قُتل 141 متظاهراً مناهضاً للانقلاب، في أعلى حصيلة يومية منذ انقلاب فبراير/شباط الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية.
وجاء قتل المدنيين، السبت، بالتزامن مع "يوم المقاومة"، الذي بدأ فيه الجيش مقاومة الاحتلال الياباني عام 1945، لكن جيش ميانمار أعاد تسميته بـ"يوم القوات المسلحة"، ويتم الاحتفال به سنويا بعرض عسكري.
وحتى الجمعة، قتل ما لا يقل عن 328 متظاهراً على أيدي قوات الأمن، منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري، وفقاً لمنظمة "إغاثة المعتقلين السياسيين في ميانمار" (مستقلة).
واستغل رئيس المجلس العسكري في ميانمار مناسبة "يوم القوات المسلّحة" لمحاولة تبرير الإطاحة بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة، في حين أحيا المتظاهرون يوم السبت بالدعوة إلى تظاهرات أكبر.
ولم يشر الجنرال مين أونغ هيلاينغ بشكل مباشر إلى الاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد، والتي لم تظهر أي بوادر للتوقف. وفي خطاب متلفز أمام آلاف الجنود، في عرض ضخم بالعاصمة نايبيداو، أشار فقط، وفق "أسوشييتد برس"، إلى "الإرهاب الذي يمكن أن يضرّ بالهدوء والأمن الاجتماعي في الدولة"، ووصفه بأنه أمر غير مقبول.
واحتفل المواطنون في المدن والبلدات في أنحاء ميانمار بالعطلة العامة، بالتظاهر مرة أخرى ضد انقلاب الأول من فبراير/شباط. وفي عدة مواقع، سعت قوات الأمن إلى تفريقهم بالقوة، في ممارسة أصبحت معتادة.
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)