دعوات تونسية لإصدار قانون يجرّم جميع أشكال التطبيع

15 مايو 2022
دعوات واسعة لقيس سعيّد بسنّ قانون تجريم التطبيع بشكل عاجل (Getty)
+ الخط -

تصاعدت في تونس وتيرة الدعوات المدنية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، وسط مطالب للرئيس قيس سعيّد بإصدار قانون يجرّم جميع أشكال التطبيع.

وطالبت عضو الهيئة العليا لتنسيقية مناهضة الصهيونية ومقاومة التطبيع، والنائبة بالبرلمان (المنحل بقرار من سعيد)، جميلة دبش كسيكسي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، الرئيس سعيّد بسنّ قانون واضح وصريح يجرّم جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل، باعتباره المسيطر على السلطات كافة.

وتابعت كسيكسي قائلة: "ليس أمام الرئيس أي حجة اليوم سوى تجريم التطبيع باعتباره الحاكم بأمره، وعليه أن يستجيب لدعوات التونسيين المنادين بتجريم التطبيع والانتصار للقضية الفلسطينية وتنفيذ الشعارات التي رفعها في الحملة الانتخابية حول التطبيع".

وقالت إن مناصرة القضية الفلسطينية هي تقريباً القضية التي يتفق عليها الشعب التونسي والطيف السياسي والمدني بالإجماع، وإنه لا اختلاف حول تجريم التطبيع.

ودانت الحملة التونسية لمقاطعة وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، الزيارات التطبيعية. وقالت في صفحتها عبر "فيسبوك": "في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة المُقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة ويزداد فيه سُعار الكيان الإسرائيلي بالاغتيال والحصار وانتهاك المقدّسات، فإنّ الزيارات التطبيعية ما زالت متواصلة من الكيان إلى تونس بلا رقيب أو حسيب".

وكشفت الحملة أن وكالة سفر إسرائيلية أعلنت برنامج رحلات إلى تونس وصلت أولاها يوم 12 مايو/أيار الحالي بشهادات بعض المسافرين، حيث كانت هناك حافلة تحمل شعار الشركة بانتظارهم في تونس ولحقت بها رحلتان يومي 13 و14 وأخرى ستلتحق بهم في 19 الشهر الحالي، بحسب الحملة.

من جهتها، طالبت الجمعية التونسية للمحامين الشبان في بيان، الرئيس سعيّد، بسنّ قانون (مرسوم رئاسي) بشكل عاجل يجرّم صراحة كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.

وعبّرت الجمعية عن تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني، معتبرة أن المقاومة المسلحة الحل الأوحد لاسترداد الأرض ودحر العدو الإسرائيلي.

بدوره، طالب "حزب حركة الشباب الإصلاحي"، المساند للرئيس، في رسالة مفتوحة باستفتاء الشعب التونسي حول تجريم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وإدراج بند في الدستور الجديد في الباب الأول المتعلق بالهوية الوطنية "يجرم أي تعامل مع إسرائيل ويعتبرها جريمة خيانة عظمى".

وتنظم الجمعية تونس لأجل القدس وفلسطين، اليوم الأحد، وقفة تضامن ومساندة ووفاء لشهداء فلسطين وللقضية مع عرض موسيقي لفرقة الكرامة في باب البحر بصفاقس، رفضاً لتهويد الأقصى وللتطبيع مع إسرائيل.

وقال عضو الجمعية بلقاسم الدبابي في تصريح لـ"العربي الجديد": "القضية الفلسطينية تسري في دمائنا، وبيننا وبين العدو الصهيوني دم وقد دفعنا شهداء في تونس من أجل القضية الفلسطينية من كل ربوع تونس، ونحن نرفض كل أشكال التطبيع سواء اقتصادي أو سياسي أو ثقافي".

وأضاف: "دعونا منذ سنوات إلى تجريم التطبيع بنص قانوني واضح، وسعينا عبر جمع الإمضاءات لذلك وبمساندة عدة منظمات، لأن التطبيع بدأ يأخذ طرقاً أخرى ومسالك جديدة ليتسرب للشعوب وللبلدان".

ودعا الدبابي الرئيس سعيّد إلى إصدار نص واضح وصريح يجرم التطبيع الذي يرفضه الشعب التونسي بشكل قاطع. وأكد أن مظاهرة اليوم تأتي لدعم صمود الشعب الفلسطيني في جنين والقدس والشيخ جراح وغزة وكافة ربوع فلسطين المحتلة. وقال: "نحيي روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي كانت صوتاً حراً مسانداً للقضية الفلسطينية، ونحيي أيضاً كل عربي مدافع عن القضية الفلسطينية".

وركز سعيّد جانباً من الحملة الانتخابية على القضية الفلسطينية، مشدداً في أكثر من ظهور إعلامي على أن التطبيع خيانة عظمى وأنه يرفض عبارة التطبيع، لأنه يعتبرها خيانة للقضية مع الكيان المحتل.

وفي سياق متصل، قال الرئيس سعيّد إن "التاريخ سيذكر الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها جيش الاحتلال الإسرائيلي، كصوت حر يتحدث من ساحات الوغى، متقدماً بأحر التعازي للشعب الفلسطيني".

وقال سعيّد، عند لقائه الجمعة، وزير الأشغال العامة والإسكان بدولة فلسطين، محمّد زيارة، "إن كانوا يظنون أنهم أسكتوا صوت الحرية وصوت النضال، فالعكس هو الصحيح، فكلما التحق شهيد بجحافل الشهداء زدنا إصراراً على العمل حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".

المساهمون