فيما يُرتقب، اليوم السبت، الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في ثاني أيام الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، تتواصل الدعوات والمواقف الدولية إلى استغلال فرصة الهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم السبت، رغبة بلاده في أن تتحول هدنة الأيام الأربعة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بعد أسابيع من الحرب الإسرائيلية على غزة، التي خلفت حتى مساء الخميس، 14 ألفا و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75 بالمائة أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقال الصفدي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه البرتغالي جواو غوميش كرافينيو والسلوفينية تانيا فاجون "نحن كلنا نريد لهذه الهدنة أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار ونهاية كاملة لهذا العدوان"، مضيفاً: "ثمة أصوات تتعالى الآن، وإذا ما نظرنا إلى المواقف الدولية نرى أن هناك تطوراً ملحوظاً في هذه المواقف باتجاه الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وتابع: "سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن في 29 من هذا الشهر ستحضره لجنة الاتصال العربية الإسلامية التي شكلها القادة في القمة العربية الإسلامية المشتركة، سنضغط جميعا من أجل أن يكون هناك قرار باتجاه وقف إطلاق النار".
وحذّر الصفدي من أنه "إذا لم يتم اتخاذ هذا القرار فمجلس الأمن مسؤول عن إدامة هذه الهمجية التي يمثلها العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة"، مؤكدا أن "إسرائيل لم تلتزم بقرارات مجلس الأمن في السابق وإذا لم تلتزم (في المستقبل) فعلى المجتمع الدولي أن يواجه التحدي الأكبر لمصداقيته".
واعتبر أن إسرائيل "ترتكب جرائم حرب في خرق واضح" للقانون الدولي، متوجها بالسؤال إلى المجتمع الدولي عما سيقوم به "إن استمرت إسرائيل في الضرب بإرادتكم وقراراتكم عرض الحائط ".
وتابع: "هل سيُسمح لإسرائيل بأن تستمر في قتل الأبرياء وتدمير بيوتهم؟ أم سيتخذ المجتمع الدولي موقفا واضحا منسجما مع القانون الدولي؟".
فاجون: محادثات حثيثة
من جهتها، أثنت الوزيرة السلوفينية على دور الأردن في المنطقة، واصفة إياه بأنه "استراتيجي ومهم لتحقيق السلام والأمن"، موضحة أن "هناك محادثات حثيثة لوقف دائم لإطلاق النار".
وأشارت الوزيرة السلوفينية، إلى أن بلادها تشارك الأردن والعالم مخاوف التطورات في الضفة الغربية، فيما شدد الوزير البرتغالي على رفض تهجير أهالي غزة من أرضهم، قائلا إن "الضفة الغربية وغزة وحدة جغرافية واحدة".
واستدرك: "طرد شعب غزة من القطاع لن يكون حلاً، بل سيزيد الوضع سوءا".
وقال الوزير البرتغالي إن "الحلول السياسية والدبلوماسية هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع في المنطقة".
منظمة التعاون الإسلامي ترحب باتفاق الهدنة
رحبت منظمة التعاون الإسلامي باتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، مثمنة جهود الوساطة التي بذلتها كل من دولة قطر وجمهورية مصر في هذا الصدد.
وأكدت المنظمة، في بيان، ضرورة مواصلة المساعي من أجل الوصول إلى وقف كامل للعدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، مشددة على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية والطبية والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة بشكل مستدام.
وفي الوقت نفسه، دعت المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن الدولي إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
بدوره، عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، عن أمله في أن تتحول الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وقال غريفيث في منشور على منصة "إكس" مساء الجمعة: "آمل أن يتبع هذا اليوم الأول من الهدنة الإنسانية العديد من الأيام الأخرى، وأن يؤدي إلى وقف إطلاق نار إنساني طويل الأمد لصالح سكان غزة وإسرائيل وخارجها".
حماس تثمن مواقف بلجيكا وإسبانيا
في الأثناء، قالت حركة حماس في بيان اليوم السبت "نثمّن المواقف الواضحة والجريئة لرئيس الوزراء البلجيكي (ألكسندر دي كرو)، الذي أكّد رفضه تدمير غزة وقتل المدنيين، ورئيس الوزراء الإسباني (بيدرو سانشيز)، الذي أدان القتل العشوائي الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، وأشار إلى إمكانية اتخاذ بلاده قراراً فردياً بالاعتراف بدولة فلسطينية، إذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة".
ودعت حماس، دول العالم إلى "الانحياز لعدالة القضية الفلسطينية، وحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ودعم هذه المواقف الجريئة، وتصعيدها ضد الاحتلال".
وشددت على ضرورة "وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها (الاحتلال) على شعبنا الفلسطيني، ومحاسبة قادته على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزّل".
وجاءت تصريحات رئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي، خلال مؤتمر صحافي، عقداه الجمعة، في معبر رفح المصري على حدود قطاع غزة، بعد يوم من زيارتهما تل أبيب.
وقال سانشيز، إن "قتل المدنيين الأبرياء بلا تمييز (في غزة)، بما في ذلك الآلاف من صغار السن، غير مقبول على الإطلاق"، داعيا إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء "الوضع الكارثي" لسكان القطاع.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء البلجيكي، أن على إسرائيل أن تحترم القانون الإنساني الدولي، وأن "مقتل المدنيين يجب أن يتوقف".
واليوم جدد رئيس الوزراء البلجيكي تمسّكه بتصريحاته، وذلك في معرض ردّه عبر تدوينة من خلال حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انتقد تصريحات دي كرو، الداعية إلى "وقف المجازر في غزة".
وشدد دي كرو، في تدوينته، على تمسّكه بالتصريحات التي أدلاها في معبر رفح الحدودي حول غزة، مجدداً دعوته إلى تجنّب مقتل المزيد من المدنيين.
(وكالات، العربي الجديد)