شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، اليوم الأربعاء، على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات تمكنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال ميشيل في منتدى "بليد" الاستراتيجي في سلوفينيا، وفق ما نقلته "فرانس برس" "من وجهة نظري، لسنا بحاجة إلى حدث جيو-سياسي آخر من هذا القبيل، لندرك ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي من أجل استقلالية أكبر في صنع القرار وقدرة أكبر على العمل في العالم".
واعتمدت الدول الغربية، التي تدافعت لإخراج مواطنيها من كابول بعد استيلاء "طالبان" على السلطة، على الجيش الأميركي في استمرار تشغيل المطار أثناء عمليات الإجلاء الجوي.
بدوره، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن سيطرة "طالبان" على أفغانستان هي قبل كلّ شيء مأساة للأفغان، مشيراً في الوقت عينه إلى أنها ضربة قاسية للغرب أيضاً.
وقال، في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الأربعاء، إن أوروبا والولايات المتحدة توحدتا بشكل لم يسبق له مثيل في أفغانستان، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ المادة الخامسة من قانون الناتو، والتي تلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض، مضيفاً أن الأوروبيين قدّموا لسنوات طويلة التزاماً عسكرياً قوياً وبرنامج مساعدات اقتصادية مهماً.
وتابع: "لكن في النهاية، توقيت وطبيعة الانسحاب وضعتهما واشنطن. نحن الأوروبيين وجدنا أنفسنا نعتمد على القرارات الأميركية ليس فقط بشأن عمليات الإجلاء من مطار كابول، لكن على نطاق أوسع أيضاً".
ورأى أن هذا الأمر يجب أن يشكل جرس إنذار لأي شخص يهتم بتحالف الأطلسي، لافتاً إلى أنه من المفهوم أن الولايات المتحدة لا تريد أن تفعل كلّ شيء بمفردها، لكن كي تصبح أوروبا حليفاً أكثر قدرة، عليها أن تستثمر أكثر في قدراتها الأمنية، وتطوير القدرة على التفكير والتصرف بشروط استراتيجية. ولفت إلى أن الأحداث في أفغانستان كانت مروعة، لكن ينبغي أن يقودنا إلى تعميق لا تقسيم التحالف مع أميركا، قائلاً إنه "من أجل تقوية التعاون بين الجانبين، على أوروبا أخذ زمام المبادرة".