إلى وقتٍ قريب، كانت محافظة البيضاء اليمنية بمثابة المعقل الأبرز لمسلحي تنظيم "القاعدة" في اليمن، أحد أبرز فروع التنظيم الإرهابي في العالم، غير أن الضربات الأميركية الأخيرة جاءت لتؤكد بصورة رسمية أن المحافظة المحورية اليمنية باتت ساحة كذلك لانتشار مسلحي تنظيم "داعش"، والذي تصاعد وجوده في اليمن خلال العامين الأخيرين.
وشككت مصادر محلية في البيضاء، في حديث لـ"العربي الجديد"، بالمعلومات التي أعلنتها الولايات المتحدة عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن المعلومات التي يجري تداولها محلياً تشير إلى أعداد قليلة من الضحايا والجرحى، وذلك جراء الضربات التي وصل عددها إلى 12 غارة جوية في منطقتي يكلا والعبل، في مديرية ولد ربيع بمنطقة قيفة، يوم الاثنين الماضي، فيما لم يصدر عن "داعش" أي تعليق حول خسائره بسبب الضربات.
ووفقاً للمصادر، فإنها المرة الأولى تقريباً التي تركز فيها الضربات الأميركية على أهداف مفترضة لتنظيم "داعش"، الذي كان قد بدأ منذ ما يقرب من عام، بالإعلان عن وجوده في محافظة البيضاء، من خلال بث صور من معسكراته التدريبية وتبنّي هجمات ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وصولاً إلى المواجهات المباشرة مع مسلحي الجماعة وحلفائها.
وكشفت المصادر عن أن التنظيم أنشأ بالفعل أكثر من معسكر تدريبي لمسلحيه في مناطق جبلية، وبث تسجيلات مصورة لعناصره وهم يتلقون تدريبات على القنص والاشتباكات والعمليات الانتحارية وقيادة الدراجات النارية لتنفيذ هجمات، الأمر الذي أثار مخاوف من تحوّل محافظة البيضاء إلى منطلق للتنظيم الإرهابي. كما أُثيرت علامات استفهام حول ما بدا أنه تغاضٍ من قبل الولايات المتحدة والتحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات عن صعود التنظيم وانتشاره في المحافظة، بما قد يجعلها هدفاً لحرب مقبلة أو منطلقاً للتنظيم باتجاه محافظات أخرى.
وتبرز أهمية محافظة البيضاء من كونها تقع في نطاق جغرافي متصل مع أبين وشبوة، وكلها مناطق نفوذ تقليدي لتنظيم "القاعدة"، وبدرجة ثانية لمسلحي "داعش". وتحتل البيضاء موقعاً محورياً، إذ إنها تتصل بثماني محافظات، أربع منها جنوبية (لحج، أبين، الضالع، شبوة)، ومثلها شمالاً (إب وذمار وصنعاء ومأرب). ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على أغلب مديريات المحافظة، فيما يتوزع الباقي منها مسلحون قبليون موالون للشرعية، إلى جانب سيطرة أو انتشار غير ثابت لمسلحي "القاعدة" (الأكثر نفوذاً) ويليه تنظيم "داعش".
ووفقاً للمصادر، فإن تنظيم "داعش" في البيضاء، كما هو حال المحافظات الأخرى، نشأ من منشقين عن تنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى وافدين من المحافظات الأخرى، ومجندين جرى استقطابهم حديثاً، في ظل غموض يلف الفرز بالانتشار في المناطق بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إذ يتواجد الأخير في بلدات وقرى متفرقة، تعتبر في الأساس مناطق انتشار ونفوذ لتنظيم "القاعدة"، من دون أن تُبرز في الأشهر الأخيرة خلافات واضحة بين الجماعتين.
اقــرأ أيضاً
ومع تنفيذ موجة غارات أميركية على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البيضاء، دشنت واشنطن بشكل مباشر ضرباتها ضد التنظيم، الذي يحيط الغموض بمدى قوته أو خسائره، خلافاً لضربات الطائرات من دون طيار، التي تستهدف مشتبهاً بانتمائهم لـ"القاعدة"، أثناء تنقلهم على مركبات، ويسقط نتيجتها ضحايا في الغالب.
ومنذ سنوات، باتت محافظة البيضاء المعقل الأول لانتشار ونفوذ مسلحي تنظيم "القاعدة"، الذين سبق أن خاضوا مواجهات مع القوات الحكومية، ويشاركون بالمواجهات مع الحوثيين وحلفائهم في أكثر من جبهة، بالإضافة إلى تبنّي التنظيم بين الحين والآخر هجمات بعبوات ناسفة أو سيارات مفخخة.
ومع الحملات التي قادتها القوات الحكومية وقوات التحالف في المحافظات الجنوبية، كانت البيضاء في غالب الأحيان، الوجهة التي يفر إليها مسلحو تنظيم "القاعدة"، أو يختارون الانسحاب إليها طوعاً، قادمين من محافظات عدن وحضرموت وشبوة ولحج وغيرها، وفق استراتيجية يتّبعها التنظيم لتقليل الخسائر المتوقعة من الوقوف أمام الحملات العسكرية، واختيار طريقته التي يفضلها بالهجمات المباغتة والعبوات الناسفة ونحو ذلك من الأساليب.
وعلى عكس تنظيم "القاعدة"، الذي تميز يمنياً بقيادات معروفة بالغالب، من الصف الأول (على الأقل)، لا تبرز لتنظيم "داعش" قيادات واضحة أو مناطق انتشار مميزة مفصولة عن مناطق نفوذ الأول. غير أن الأخير كشف عن نفسه من خلال عمليات إرهابية دامية عام 2015، تركزت في صنعاء وعدن وامتدت إلى محافظات أخرى، قبل أن تتراجع وتيرة هجماته في العام 2016، مع ظهور متفاوت في عدن وأبين وحضرموت، ليتمركز منذ ما يقرب من عام في البيضاء على وجه خاص.
وبصورة إجمالية، فإن تنظيم "القاعدة"، الذي يتمتع بحضور قوي في مناطق متفرقة وسط وجنوب اليمن، تكبّد خسائر غير قليلة جراء الضربات الأميركية التي تصاعدت وتيرتها منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. غير أن "داعش" الذي أكثر ما يظهر في التسجيلات المصورة، دخل في دائرة الاستهداف الأميركي، ويبقى السؤال عن مدى الخسائر التي تكبّدها أو تأثير الضربات، بعد أشهر طويلة من الإعداد والتدريب في معسكرات البيضاء، بعيداً عن قصف الطائرات.
اقــرأ أيضاً
وشككت مصادر محلية في البيضاء، في حديث لـ"العربي الجديد"، بالمعلومات التي أعلنتها الولايات المتحدة عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن المعلومات التي يجري تداولها محلياً تشير إلى أعداد قليلة من الضحايا والجرحى، وذلك جراء الضربات التي وصل عددها إلى 12 غارة جوية في منطقتي يكلا والعبل، في مديرية ولد ربيع بمنطقة قيفة، يوم الاثنين الماضي، فيما لم يصدر عن "داعش" أي تعليق حول خسائره بسبب الضربات.
ووفقاً للمصادر، فإنها المرة الأولى تقريباً التي تركز فيها الضربات الأميركية على أهداف مفترضة لتنظيم "داعش"، الذي كان قد بدأ منذ ما يقرب من عام، بالإعلان عن وجوده في محافظة البيضاء، من خلال بث صور من معسكراته التدريبية وتبنّي هجمات ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وصولاً إلى المواجهات المباشرة مع مسلحي الجماعة وحلفائها.
وتبرز أهمية محافظة البيضاء من كونها تقع في نطاق جغرافي متصل مع أبين وشبوة، وكلها مناطق نفوذ تقليدي لتنظيم "القاعدة"، وبدرجة ثانية لمسلحي "داعش". وتحتل البيضاء موقعاً محورياً، إذ إنها تتصل بثماني محافظات، أربع منها جنوبية (لحج، أبين، الضالع، شبوة)، ومثلها شمالاً (إب وذمار وصنعاء ومأرب). ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على أغلب مديريات المحافظة، فيما يتوزع الباقي منها مسلحون قبليون موالون للشرعية، إلى جانب سيطرة أو انتشار غير ثابت لمسلحي "القاعدة" (الأكثر نفوذاً) ويليه تنظيم "داعش".
ووفقاً للمصادر، فإن تنظيم "داعش" في البيضاء، كما هو حال المحافظات الأخرى، نشأ من منشقين عن تنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى وافدين من المحافظات الأخرى، ومجندين جرى استقطابهم حديثاً، في ظل غموض يلف الفرز بالانتشار في المناطق بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إذ يتواجد الأخير في بلدات وقرى متفرقة، تعتبر في الأساس مناطق انتشار ونفوذ لتنظيم "القاعدة"، من دون أن تُبرز في الأشهر الأخيرة خلافات واضحة بين الجماعتين.
ومع تنفيذ موجة غارات أميركية على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البيضاء، دشنت واشنطن بشكل مباشر ضرباتها ضد التنظيم، الذي يحيط الغموض بمدى قوته أو خسائره، خلافاً لضربات الطائرات من دون طيار، التي تستهدف مشتبهاً بانتمائهم لـ"القاعدة"، أثناء تنقلهم على مركبات، ويسقط نتيجتها ضحايا في الغالب.
ومنذ سنوات، باتت محافظة البيضاء المعقل الأول لانتشار ونفوذ مسلحي تنظيم "القاعدة"، الذين سبق أن خاضوا مواجهات مع القوات الحكومية، ويشاركون بالمواجهات مع الحوثيين وحلفائهم في أكثر من جبهة، بالإضافة إلى تبنّي التنظيم بين الحين والآخر هجمات بعبوات ناسفة أو سيارات مفخخة.
ومع الحملات التي قادتها القوات الحكومية وقوات التحالف في المحافظات الجنوبية، كانت البيضاء في غالب الأحيان، الوجهة التي يفر إليها مسلحو تنظيم "القاعدة"، أو يختارون الانسحاب إليها طوعاً، قادمين من محافظات عدن وحضرموت وشبوة ولحج وغيرها، وفق استراتيجية يتّبعها التنظيم لتقليل الخسائر المتوقعة من الوقوف أمام الحملات العسكرية، واختيار طريقته التي يفضلها بالهجمات المباغتة والعبوات الناسفة ونحو ذلك من الأساليب.
وبصورة إجمالية، فإن تنظيم "القاعدة"، الذي يتمتع بحضور قوي في مناطق متفرقة وسط وجنوب اليمن، تكبّد خسائر غير قليلة جراء الضربات الأميركية التي تصاعدت وتيرتها منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. غير أن "داعش" الذي أكثر ما يظهر في التسجيلات المصورة، دخل في دائرة الاستهداف الأميركي، ويبقى السؤال عن مدى الخسائر التي تكبّدها أو تأثير الضربات، بعد أشهر طويلة من الإعداد والتدريب في معسكرات البيضاء، بعيداً عن قصف الطائرات.