خميس لبنان الانتخابي: مصير مجهول وحظوظ قائد الجيش مرتفعة

06 يناير 2025
عون في الخيام، 23 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وصل المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وسط احتمالات تمديد المهلة وتصريحات إسرائيلية عن البقاء في الأراضي اللبنانية.
- لم يُحسم بعد اسم المرشح لخلافة الرئيس السابق ميشال عون، رغم تصدّر قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون قائمة المرشحين، وسط دعم معظم الكتل له ورفض التيار الوطني الحر.
- دخل الجيش اللبناني و"يونيفيل" إلى بلدة الناقورة الحدودية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مما يعقد الوضع الأمني والسياسي.

عشية الجلسة النيابية المقررة الخميس المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وصل المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، اليوم الاثنين، إلى بيروت، بغرض متابعة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي أُقرّ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك قبل 21 يوماً من انتهاء مهلة الـ60 يوماً، المقررة في الاتفاق، في 27 يناير/كانون الثاني الحالي، وسط أحاديث عن احتمال تمديدها من جهة، وتصريحات إسرائيلية عن البقاء في الأراضي اللبنانية من جهة أخرى. وتوازياً مع زيارة هوكشتاين، واصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته في الأراضي اللبنانية وصارت تُحتسب بالمئات. كذلك، فإن هوكشتاين دخل على خط انتخابات رئاسة الجمهورية، من أجل إتمام الاستحقاق، الخميس المقبل.

هوكشتاين في لبنان

واليوم الاثنين، وصل هوكشتاين إلى لبنان، بعد توقف في الرياض، شمل مباحثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مساء أمس الأحد. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية فقد ناقش بن فرحان وهوكشتاين "القضايا الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها". كذلك بحث بن فرحان، اليوم الاثنين، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن "الجهود المبذولة بشأن المستجدات الإقليمية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس). وكان مستشار الشؤون اللبنانية لدى وزارة الخارجية السعودية يزيد بن فرحان، قد زار بيروت يومي الجمعة والسبت الماضيين، لبحث الملف الرئاسي، عشية الجلسة البرلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، الخميس المقبل.

باتت الناقورة أول بلدة حدودية يدخلها الجيش اللبناني
 

ومع تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مراراً، على أن جلسة الخميس ستُنتج رئيساً، فإن الاسم المرجح لخلافة الرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لم يُحسم بعد. مع ذلك، فإن تقارير إعلامية تطرقت إلى تصدّر قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون (لا يمت بصلة قرابة إلى الرئيس السابق)، قائمة المرشحين المحتمل فوزهم بالرئاسيات. وذكرت تلك التقارير أن عون يحظى مبدئياً بغالبية الأصوات النيابية، أي بين 105 و110 أصوات، من أصل 128 نائباً في البرلمان اللبناني، في أفضل السيناريوهات.

في السياق، يدور الحديث حول إمكانية انتخاب عون في جلسة الخميس، وذلك وفق قاعدة حصوله على ثلثي عدد النواب (86 نائباً من أصل 128)، من الدورة الأولى، لتجاوز عقبة دستورية، إذ إن المادة 49 من الدستور تنصّ على أنه "لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم، وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد". وقائد الجيش لا يزال في الخدمة الفعلية.

ووفق هذه المعادلة، فإن انتخاب عون، من دون تعديل دستوري، يحتاج إلى ضمانه ثلثي النواب من الدورة الأولى. في السياق، يرفض النواب الـ13 للتيار الوطني الحر، بقيادة جبران باسيل صهر الرئيس السابق ميشال عون، تأييد قائد الجيش رئاسياً. لكن عون يحظى بدعم معظم الكتل، حتى أن مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، أكد أمس الأحد، أنه "ليس لدينا فيتو على قائد الجيش، والفيتو الوحيد بالنسبة إلينا هو على سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية)، لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد". وقرأ متابعون في كلمة صفا أنها محاولة لتدشين مسار تأييد حزب الله انتخاب قائد الجيش اللبناني الخميس، على قاعدة أن عدم انتخاب عون من الدورة الأولى، سيؤدي حكماً إلى إبعاده، ولأسباب دستورية، عن الدورة الثانية التي يكفي الفائز فيها الحصول على النصف زائداً واحداً، أي 65 نائباً من أصل 128.

في السياق، يخشى حزب الله في أسوأ السيناريوهات بالنسبة له، أن يتمكن جعجع من تأمين 65 صوتاً، خصوصاً أن حظوظ مرشح حزب الله الأساسي، سليمان فرنجية، باتت ضعيفة، تحديداً بعد إسقاط نظام الأسد في سورية، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي كان حليفاً رئيساً لعائلة فرنجية. كما أن فرنجية كرر مرات عدة أنه قد يسحب ترشيحه حصراً لمصلحة عون. مع العلم أن النائب في كتلة القوات، غسان حاصباني، اعتبر في تصريحات صحافية اليوم الاثنين أن "تركيبة مجلس النواب وبالواقعية السياسية لا تسمح بانتخاب رئيس بمواصفات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع".

هوكشتاين على خط الاستحقاق الرئاسي وتطبيق وقف النار


 

وهنا يبدو رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أمام تحد مغاير عن الجلسات السابقة، ذلك لأنه رفع الجلسات الـ12 الماضية، التي عُقدت بين 29 سبتمبر/أيلول 2022 و14 يونيو/حزيران 2023، في دورتها الثانية بحجة فقدان النصاب (86 نائباً من أصل 128)، عبر انسحاب نوابه ونواب حزب الله وحلفائهما بشكل متكرر. إلا أن بري أكد أن جلسة الخميس ستستمر حتى انتخاب الرئيس، مما قد يثير الهواجس من أي رد فعل سياسي حيال احتمال انتخاب أي شخص لا يوافق عليه حزب الله، وبالتالي مصير جلسة الخميس وما سيليها. وإضافة إلى عون وفرنجية، فإن أسماء أخرى برزت في بورصة الترشيحات الرئاسية، مثل وزير المال الأسبق جهاد أزعور، والنائب نعمت إفرام، والمدير العام للأمن العام بالوكالة إلياس البيسري، والسفير اللبناني السابق في الفاتيكان، جورج خوري، ووزير الداخلية الأسبق زياد بارود وغيرها.

في غضون ذلك، فرضت الوقائع الميدانية نفسها، إذ دخل الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، اليوم الاثنين، إلى الناقورة، وهي أول بلدة على الخط الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة، يدخلها الجيش، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ودخل الجيش إلى البلدة، بعد انتهاء اجتماع لجنة الإشراف الخماسية على اتفاق وقف النار في الناقورة، بحضور هوكشتاين. وأعلن الجيش اللبناني في بيان، اليوم الاثنين، أن وحداته تمركزت "حول بلدة الناقورة - صور وبدأت الانتشار فيها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف أنه "سيستكمل الانتشار خلال المرحلة المقبلة، وستُجري الوحدات المختصة مسحاً هندسياً للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة. لذا تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار".

والتقى عون، اليوم الاثنين، وفداً أميركياً ضمّ هوكشتاين والسفيرة ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف الجنرال، جاسبر جيفيرز. مع ذلك، واصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته، فأسر 14 مزارعاً في أحد الحقول بين مزرعة المجيدية وبلدة وادي خنسا، بينهم 10 سوريين تمّ الإفراج عنهم لاحقاً، فيما استمر احتجاز الآخرين. كذلك قصف الاحتلال منزلاً في عيترون وحلّق طيرانه المسير في الأجواء اللبنانية، كما وجّه إنذاراً لسكان 62 بلدة ومدينة حدودية بعدم العودة إليها.