تسود خلافات داخل حركة "فتح"، منذ أكثر من أسبوع، على خلفية تعيين مفوضية التعبئة والتنظيم الإطار التنظيمي للحركة في إقليم القدس بالتزكية دون إجراء الانتخابات، في وقت أكد فيه القيادي في حركة "فتح" وعضو مجلسها الثوري حاتم عبد القادر، أنه تقدّم صباح اليوم باقتراح إلى اللجنة المركزية للحركة يقضي بتجميد عمل إقليم "فتح" في القدس الحالي، فيما أكد الإقليم الفتحاوي الذي تمت تزكيته بأنه ينتظر ما سيؤول إليه رد اللجنة المركزية.
وقال عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن مقترحه هو أن "يتم تجميد عمل الإقليم الذي تمت تزكيته دون انتخابات من قبل مفوضية التعبئة والتنظيم، واعتماد الإقليم السابق لتسيير الأعمال، وتشكيل لجنة تحضيرية جديدة للتحضير لمؤتمر إقليم القدس، ويجمع كافة أبناء وكوادر حركة فتح من أجل الحفاظ على وحدة وتلاحم الحركة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة القدس، ولقطع الطريق على الاحتلال الذي يحاول استثمار هذا الاختلاف الفتحاوي وتصعيده كما حدث أمس السبت، من اقتحام جيش الاحتلال لقرية رافات شمال غرب القدس ومحاولة تخريب مهرجان للحركة داخل هذه القرية التابعة للسلطة الفلسطينية".
وأكد عبد القادر أنه رفع اقتراحه هذا إلى اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي تجتمع لتدارس وضع إقليم القدس والخيارات الكفيلة بإنهاء هذه الأزمة التي تتعرض لها الحركة في مدينة القدس.
وأشار عبد القادر إلى وجود خيارات أخرى مطروحة لتجاوز الأزمة الحالية، من بينها إضافة عشرة كوادر للإقليم الذي تمت تزكيته، على أن يعقد مؤتمر قادم للإقليم يضم كوادر الحركة؛ معرباً عن أمله بأن تخرج مركزية "فتح" بقرارات من شأنها أن تنهي هذا الخلاف وتحافظ على وحدة الحركة في القدس.
وشدد عبد القادر على أن "عقد مؤتمر إقليم حركة فتح في القدس يجب أن يتم وفقاً للمعايير والأسس التنظيمية، كمؤتمر يليق بالقدس ونضالاتها، ويعبر عن الكل الفتحاوي بمختلف مناطق القدس ومواقعها التنظيمية في أقرب وقت مناسب".
بدوره، أكد أمين سر حركة "فتح" في إقليم القدس المعين، شادي المطور، في رده على المقترح الذي قدمه حاتم عبد القادر القيادي في الحركة، "الالتزام بما تقرره الأطر التنظيمية لحركة فتح فيما يتعلق بمستقبل الإقليم".
ورفض المطور الإسهاب في الحديث، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، عدم الرغبة في الخوض بالتفاصيل في هذه المرحلة طالما أن الموضوع برمته رفع الآن إلى اللجنة المركزية لحركة "فتح"، حيث لا تزال تنظر في المقترح.
يذكر أن قراراً اتخذته مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" بتعيين أعضاء الإقليم السابق بالتزكية ودون انتخابات، ما أثار ردود فعل غاضبة لدى قطاع واسع من أبناء الحركة في القدس مدينة ومحافظة، مؤكدين رفضهم القرار ومقاومتهم له حتى ولو أدى ذلك إلى انقسامهم؛ وبأن التنظيم المعين لا يمثلهم بأي حال.
وفي هذا الإطار، نظم نشطاء "فتح" المعارضين للإقليم المعين سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية، كانت بينها فعالية احتجاجية قرب مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أكثر من أسبوع، وطالبوه بإرغام مفوضية التعبئة التي يرأسها جمال محيسن، عضو مركزية "فتح"، بالتراجع عن قرارها.
كذلك نظّموا، أمس السبت، مهرجاناً حاشدًا في قرية رافات شمال غرب القدس تخلله رفع لافتات كتب عليها "إقليم القدس لا يمثلني"، ولم تلبث قوات الاحتلال أن هاجمت المشاركين في المهرجان بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات؛ فيما بدا أن استمرار الانقسام ورفض قطاع واسع في صفوف كوادر "فتح" في القدس سيعود بالضرر الكبير على وحدة الحركة التي تتهيأ لخوض انتخابات وشيكة في مقابل حركة "حماس".