خفر السواحل الصيني يدخل سفينة عملاقة في مجال الخدمة

12 اغسطس 2024
سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي، 16 مايو 2024 (تيد ألجيبي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف خفر السواحل الصيني نهاية الأسبوع الماضي، عن تحديثات جديدة في مجال الخدمة شملت ظهور سفينة عملاقة، وقال في بيان، الخميس، إن التحديثات الجديدة تستند إلى متطلبات مهام خفر السواحل التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، وخاصة في مجال المعدات غير المأهولة. وأضاف أنه تم تصميم المعدات الجديدة من قبل معهد التصميم والبحوث البحرية في الصين، وهو تابع للشركة الصينية الحكومية لبناء السفن التي تأسست عام 1999. ولم يذكر البيان تفاصيل عن السفينة الجديدة، لكن بحسب وسائل إعلام صينية، فإن مثل هذه السفن عادة ما تكون كبيرة، وتُستخدم لدعم وصيانة السفن الأخرى أو الطائرات أو الوحدات التشغيلية، مثل حاملات الطائرات.

وتساءلت وسائل إعلام صينية، اليوم الاثنين، إذا كان خفر السواحل الصيني يستعد لدخول مجال البحرية الكبرى بسفينة عملاقة قادرة على عبور المحيط. وقالت: "مع تزايد خطر الصراع البحري، قد يتطلع خفر السواحل الصيني إلى تحديث أسطوله للعمل بعيداً عن الشاطئ، مع ظهور سفينة جديدة لإنفاذ القانون". وكانت السفينة واحدة من عدد من سفن خفر السواحل الجديدة التي تم عرضها الشهر الماضي في مقاطعة تشجيانغ الشرقية، إلى جانب العديد من الطائرات بدون طيار والقوارب غير المأهولة. ويأتي عرض السفن الكبيرة والمعدات غير المأهولة وسط تصاعد التوترات في بحري الصين الجنوبي والشرقي ومضيق تايوان. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الفيليبين إنها تراقب عن كثب سفينة "الوحش" التابعة لخفر السواحل الصيني، وهي سفينة تزن 12 ألف طن، وتُعتبر أكبر سفينة لخفر السواحل في العالم. ورُصدت السفينة في جزر سابينا، المعروفة أيضاً باسم شعاب شيانبين أو جزر إسكودا، في 30 يوليو/ تموز، وفقاً لوكالة الأنباء الفيليبينية. وتُعدّ هذه الجزر جزءاً من أرخبيل سبراتلي المتنازع عليه في بحر الصين الجنوبي، حيث خاضت قوات من بكين ومانيلا عدداً من المواجهات المتوترة، وخاصة حول جزر توماس الثانية التي تسيطر عليها الفيليبين.

وفي أحدث واقعة بين الصين والفيليبين، قال وزير خارجية الفيليبين إنريكي مانالو، اليوم الاثنين، إن بلاده ستقدّم احتجاجاً دبلوماسياً إلى الصين بشأن حادثة جوية وقعت أخيراً فوق بحر الصين الجنوبي. وكان قائد الجيش الفيليبيني روميو برونر قد قال للصحافيين، وفق "رويترز"، إن بلاده ستواصل دورياتها البحرية في بحر الصين الجنوبي، على الرغم من التصرفات "الخطيرة والاستفزازية" من جانب القوات الجوية الصينية الأسبوع الماضي. وتبادلت الفيليبين والصين، السبت، الاتهامات بتعطيل عمليات الجيشين حول جزر سكاربورو. وشكا الجيش الفيليبيني من تصرفات خطيرة من جانب طائرتين صينيتين ألقتا قنابل مضيئة في مسار طائرة تابعة للقوات الجوية الفيليبينية كانت تقوم بدورية روتينية فوق جزر سكاربورو شول في الثامن من أغسطس/آب.

وقال وزير الدفاع جيلبرتو تيودورو إنه يأمل في أن تمتثل الصين للقانون الدولي والحاجة إلى تهدئة التوتر. وقال الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس، أمس الأحد، إن تصرفات الصين "غير مبررة وغير قانونية ومتهورة". ولم ترد السفارة الصينية في الفيليبين على الفور على طلب للتعليق. وقالت القيادة الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني، يوم السبت، إن الطائرة الفيليبينية توغلت بشكل غير قانوني على الرغم من التحذيرات المتكررة. وأمس الأحد، أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن بأن الرئيس ندد بشدة بتصرفات سلاح الجو الصيني في منطقة بحرية متنازع عليها بين البلدين في بحر الصين الجنوبي، ووصف التصرفات بأنها "غير مبررة وغير قانونية ومتهورة". وحث ماركوس الصين على التصرف بمسؤولية في البحر والجو. ونشر مكتب الاتصالات الرئاسي بياناً عبر منصة إكس لماركوس قال فيه "لقد بدأنا للتو في التهدئة بالمنطقة البحرية، ومن المثير للقلق حقاً أن يكون هناك اضطراب في مجالنا الجوي".

إلى ذلك، كثف خفر السواحل الصيني دورياته بالقرب من جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي خلال الأشهر القليلة الماضية، عقب مقتل اثنين من الصيادين الصينيين في فبراير/ شباط، أثناء مطاردة مع خفر السواحل التايواني. ويواصل أيضاً القيام برحلات بحرية منتظمة حول جزر دياويو المتنازع عليها، والتي يشار إليها في اليابان باسم جزر سينكاكو. ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، اليوم الاثنين، عن مدير مبادرة استكشاف الوضع الاستراتيجي في بحر الصين الجنوبي، وهي مؤسسة بحثية مقرها بكين، خو بو، قوله إن السفن الكبيرة الجديدة تشير إلى أن خفر السواحل الصيني يحتاج إلى سفن أكثر ملاءمة لاحتياجاته. وأضاف أن القطاع الصناعي سوف يقوم بالتأكيد بإجراء بعض التعديلات والتصميمات على السفن البحرية وفقاً لاحتياجات خفر السواحل.

هذا وفي شهر يوليو/تموز الماضي، شددت بكين على أهمية حماية الحقوق والمصالح البحرية في الدورة الثالثة للحزب الشيوعي، وهو اجتماع لنخبة الحزب يُعقد مرتين كل عقد لتحديد الاتجاه الاقتصادي والسياسي للبلاد. وفي السنوات الأخيرة، تحوّل خفر السواحل الصيني إلى واحد من أكبر القوات وأفضلها تسليحاً من نوعه في العالم، حيث يضم أكثر من 150 سفينة دورية إقليمية ومحيطية يتجاوز وزنها ألف طن، وفقاً لتقرير صادر عن البنتاغون العام الماضي. وكجزء من هذا التوسع، حصل أيضاً على عدد من السفن الحربية التي خرجت من الخدمة من البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي.