خطة تأمين بغداد تؤثر سلباً على معارك الأنبار

23 يونيو 2015
تنعكس خطة تأمين العاصمة سلباً على تحرير الأنبار (Getty)
+ الخط -

يعدّ الملف الأمني للعاصمة العراقيّة بغداد الشغل الشاغل للقادة الأمنيين في البلاد، وسط مخاوف من محاولات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اختراق العاصمة، الأمر الذي دفع القادة إلى وضع خطط تأمين حدودها، انعكست سلباً على سير المعارك في جبهات عدّة في محافظة الأنبار.

وذكر مسؤول في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "القيادة تلقت تعليمات من القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بتكثيف تواجدها في المناطق الغربية للعاصمة، وشرق مدينة الفلوجة المحاذية لبغداد من جهة الغرب، ووضع خطط محكمة للسيطرة على تلك المناطق".

وأشار المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ "التعليمات اقتضت التنسيق مع كافة القطعات المتواجدة في الأنبار، بوضع خطة نقل وتحريك القطعات من أيّ جبهة، حرصاً على تأمين العاصمة"، لافتاً إلى أن "الخطة تضمّنت التركيز على الجبهة المحاذية لبغداد (بلدة الكرمة غرب الفلوجة)، ونقل قطعات من الجيش والحشد الشعبي إليها، لمنع دخول "داعش" الى العاصمة، وهو ما حدث فعلاً".

إلى ذلك، أوضح أنّ "الخطة تضمّنت، أيضاً، تأمين مناطق حزام بغداد الغربية (مناطق أبو غريب)، من خلال أعمال الدهم والتفتيش المستمرة بغية السيطرة على الخلايا النائمة، والتي من الممكن أن تمهّد لدخول التنظيم إلى العاصمة".

في غضون ذلك، يتابع رئيس الوزراء العبادي شخصياً تنفيذ خطة "تأمين بغداد".
وذكر بيان صادر عن مكتبه، بأنّه "زار ليل أمس مقر قيادة عمليات بغداد، وترأس اجتماعاً للقيادات الأمنية والعسكرية في قطاع عمليات بغداد، واستمع الى شرح مفصّل من القادة المسؤولين عن الأوضاع الأمنية في العاصمة، والجهود المبذولة لضبط الأمن فيها حفاظاً على أرواح المواطنين".

بدوره، انتقد الخبير الأمني، واثق العبيدي، "خطط تأمين مناطق معينة وفتح ثغرات في مناطق أخرى"، وقال لـ"العربي الجديد"، إنّه "من الواضح أنّ قيادة العمليات المشتركة تناور بقطعات بسيطة تمتلكها لسد بعض الجبهات والسيطرة على الوضع فيها، لكن تلك المناورات والمناقلات تكون لجبهة على حساب أخرى، الأمر الذي يتسبب في خلل أمني خطير، خصوصاً مع عدو كداعش يحسن استثمار الثغرات".


ورأى أنّه "من غير المعقول أن تؤمن بغداد حدودها القريبة، بل يجب أن تكون عملية تأمين العاصمة من خلال تأمين المحافظات المحيطة بها، ليكون الخطر بعيداً عنها، لأن سقوط بغداد يعني سقوط العراق والحكومة بشكل كامل".

كما أشار الى أنّ "الخطة تشير إلى مدى سذاجة القادة الأمنيين ومدى ترهل قيادة العمليات وضعف نظرتها الاستراتيجية للوضع"، محذّراً من أنّ "الاعتماد على هذه الخطط منح "داعش" مرونة أكبر في التنقل بين مناطق المحافظة المجاورة لبغداد".

اقرأ أيضاً: انتقادات لعجز الحكومة العراقية عن تحرير الأنبار

المساهمون