خسارة "المحافظين" الانتخابات المحلية: عين "العمال" على داوننغ ستريت

05 مايو 2023
زعيم حزب العمال أبدى ثقته بالفوز في الانتخابات المقبلة (Getty)
+ الخط -

قد يكون هذا يوماً تاريخياً بالنسبة لحزب العمّال المعارض في بريطانيا، بعد حصوله على 437 مقعداً في الانتخابات المحلية وسيطرته على خمسة مجالس إضافية حتى ساعة كتابة هذا التقرير، لكن الأهم هو أنه يوم "أسود" بالنسبة لحزب المحافظين الحاكم، الذي خسر 815 مقعداً و38 مجلساً، بينما حصل الحزب الليبرالي الديمقراطي على 287، وحزب الخضر 149.

وقال زعيم حزب العمال، كير ستارمر، إن حزبه "سيفوز" في الانتخابات العامة المقبلة، داعياً أعضاء الحزب إلى "تعبئة المشاعر الإيجابية" لتحويلها إلى فوز العام المقبل. إلا أن بعض الخبراء ما زالوا يشكّكون في قدرة الحزب المعارض على تشكيل حكومة أغلبية بعد الانتخابات المقبلة، إذ قال خبير الاقتراع مايكل ثراشر لشبكة "سكاي نيوز"، إنه بناء على نتائج الانتخابات المحلية التي جرت البارحة، من المتوقع أن يفوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة بنحو ثماني نقاط، وهو ليس كافياً لتشكيل حكومة أغلبية"، مضيفاً في الوقت نفسه أن النتيجة العامة للانتخابات تشير إلى أن حزب العمال "بات على وشك أن يصبح أكبر حزب، لكن في برلمان معلق".

وكان حزب العمّال قد علّق آمالاً كبيرة على منطقتي بليموث وستوك أون ترينت، واللتين سيطر عليهما بالفعل، إلا أن حصوله على أغلبية الأصوات في مجلس ميدواي للمرة الأولى منذ عام 1998 كان "مفاجأة غير متوقعة" على حد تعبير أعضاء الحزب، إضافة إلى فوزه في منطقة ساوث ريبل للمرة الأولى منذ العام 1999.

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية إضافية لأنها تسبق الانتخابات العامة المقررة بعد عام ونصف على أبعد تقدير، كما أنها كانت بمثابة الامتحان الانتخابي الأول بالنسبة لرئيس الحكومة وزعيم حزب المحافظين، ريشي سوناك، والذي كان من المفترض أن يثبت من خلاله قدراته القيادية و"نجاح" رؤيته السياسية والاقتصادية لاستعادة مكانة الحزب وثقة الناخبين به.

إلا أن الأرقام تشير إلى فشل رؤيته، والأهم إلى فقدان "حزب المحافظين" مصداقيته وقدرته على الإقناع وسط أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد. كما تعكس النتائج المزاج العام لملايين الناخبين المرهقين من حكومات "المحافظين" المتعاقبة منذ 13 عاماً، ولكن الحائرين في الوقت نفسه أمام مشاعرهم تجاه "حزب العمال" المعارض وقدرته على التجديد والابتكار وتقديم الحلول والخطط البديلة. في المقابل، تمثّل هذه الانتخابات بنتائجها الحالية فرصة ثمينة بالنسبة لحزب العمال المعارض لاختبار قدراته وتطوير حملته الانتخابية والاستثمار في هذا "الفوز"، مع العلم أن مستشاري ستارمر أعلنوا أن نتائج هذا الأسبوع "لن تغير من استراتيجيته للأشهر الـ18 المقبلة"، أي لموعد الانتخابات العامة.

يبقى أن المفاجئ في الأمر، هو الدهشة التي عبّر عنها أعضاء "حزب المحافظين"، بمن فيهم سوناك، مما يؤكّد أكثر فأكثر اتساع الفجوة بينهم وبين تطلعات الشارع البريطاني وهمومه والمآسي التي عاشها هذا الشتاء على إيقاع الإضرابات وارتفاع أسعار الطاقة وغلاء المعيشة وانهيار القطاع الصحي وتردّي الخدمات العامة.

المساهمون