قُتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام السوري بانفجار، صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة دمشق، بينما قتل وجرح عناصر بينهم ضابط برتبة لواء الليلة الماضية بهجوم طاول سيارة عسكرية على طريق مهين في بادية حمص وسط البلاد.
وقالت وزارة دفاع النظام السوري، في بيان، إنه "حوالي الساعة 7:25 من صباح اليوم انفجرت عبوة ناسفة زرعت مسبقاً ضمن حافلة مبيت عسكرية في مدينة دمشق بالقرب من دوار الجمارك، ما أدى إلى مقتل جندي وجرح 11 آخرين".
وبحسب وسائل إعلام النظام السوري، فإنّ الهجوم تزامن مع زيارة من المقرر أن يجريها المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، اليوم الثلاثاء، للقاء مسؤولين في النظام ومناقشة ملفات منها مفاوضات اللجنة الدستورية وآلية "خطوة بخطوة" التي رفضتها "هيئة التفاوض" المعارضة.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية من دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ سيارة عسكرية تقلّ عناصر من قوات النظام السوري، تعرّضت لهجوم من مجهولين، قبيل منتصف الليلة الماضية، أثناء عبورها على طريق مهين في بادية حمص الجنوبية الشرقية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بينهم ضابط برتبة لواء ركن.
وبحسب المصادر التي فضّلت عدم ذكر أسمائها لدواع أمنية، فإنّ الهجوم وقع عن طريق تفجير عبوة ناسفة تبعها إطلاق رصاص، قبل فرار المهاجمين، فيما استقدم النظام تعزيزات وأخلى الجرحى إلى مستشفى مدينة مهين مع تطويق أمني للمنطقة.
وذكرت المصادر أنّ الهجوم كان يستهدف اللواء الركن فارس غيضة، وهو تابع لـ"الفرقة الرابعة" في قوات النظام، مشيرة إلى أنّ المنطقة تخضع لقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران بشكل كامل، ومن الصعب وصول خلايا تنظيم "داعش" إليها، حيث يتناقل موالون للنظام أنّ "داعش" وراء الهجوم.
وجاء الهجوم في ظل استمرار حملة التمشيط التي يجريها النظام بمناطق متفرقة من البادية، حيث شنّ، أمس الاثنين، قرابة 50 غارة طاولت مناطق متفرقة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، فيما لم تتبين طبيعة الأهداف التي طاولها القصف، في وقت تزعم فيه وسائل إعلام النظام أنها تستهدف مواقع لخلايا "داعش".
احتجاجات ضد "قسد" في دير الزور
وفي دير الزور شمال شرقي سورية، تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في مدينة البصيرة شرقي المحافظة. وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الناشطين والأهالي قطعوا الطريق العام بالإطارات المشتعلة، وهتفوا ضد "قسد"، مطالبين بالإفراج عن معتقلين في سجونها.
وتستمر الاحتجاجات في البصيرة، لليوم الثاني على التوالي، بعد صدام بين الأهالي و"قسد"، على خلفية حملات اعتقال شنتها في المدينة وقمعها متظاهرين ضدها. وكانت "قسد" قد نفذت حملة مداهمات في المدينة، الأربعاء الماضي، وقتل خلالها طفل جراء إطلاق النار بشكل عشوائي.
تجدد الاحتجاجات على قسد وقطع الطرقات في مدينة #البصيرة شرقي #ديرالزور، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين في سجونها من أبناء المنطقة.#نهر_ميديا
— Naher Media - نهر ميديا (@nahermedia) February 12, 2022
رابط يوتيوب: https://t.co/j4HhBbQI31 pic.twitter.com/DdRhkU5JF3
وبحسب وكالة أنباء "هاوار"، فإنّ قوات "قسد" اعتقلت، أمس الاثنين، 17 شخصاً في مداهمات أجرتها بعدة مناطق في دير الزور، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش".
قوات النظام تجدد قصفها ريف حلب الغربي
وفي شمال غربي البلاد، جددت قوات النظام السوري قصفها على محيط بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إنّ محور معارة النعسان شهد قصفاً من قوات النظام، أدى إلى أضرار مادية أيضاً.
من جانبه، قصف الجيش التركي مواقع لـ""قسد" في قرى شيخ عيسى، وبيلونية، وسموقة، وشعالة، فيما لم يتضح حجم الأضرار الناتجة عنه.
العثور على جثة شاب في درعا واغتيال ممرض ومرافقه
وفي درعا جنوباً، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأهالي عثروا على شاب مقتول في محيط مقبرة بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، مشيراً إلى وجود آثار تعذيب على الجثة، مضيفاً أنّ القتيل كان في السابق من عناصر "الجيش السوري الحر" المعارض للنظام.
وتشهد منطقة ريف درعا الغربي، خلال الأيام الأخيرة، تصاعداً في وتيرة الفلتان الأمني، إذ تشهد بشكل شبه يومي عمليات اغتيال واختطاف يقف وراءها مجهولون، فيما يتهم ناشطون النظام السوري بالوقوف وراءها بهدف إثارة الفتنة لصالحه في المنطقة.
من جهة أخرى، قتل ممرض ومرافقه، صباح اليوم الثلاثاء، جراء هجوم مسلح من مجهولين في ريف درعا الشرقي.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين كانوا على دراجة نارية هاجموا سيارة يستقلها الممرض وسيم محمد الحمد على طريق الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى مقتله مع مرافقه محمد أحمد الحمد.
وأوضح الناشط أنّ المهاجمين استهدفوا الممرض بالقرب من مسجد وسط البلدة، مضيفاً أنّ الممرض يعمل في مستشفى بصرى بمناطق سيطرة "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" في قوات النظام.
وأكدت مصادر محلية من درعا لـ"العربي الجديد"، أنّ وسيم الحمد يتحدر من بلدة محجة، وكان يشغل منصب رئيس المجلس المحلي في البلدة قبل إجراء تسوية مع النظام السوري.
ومنذ صباح أمس الاثنين، قتل في درعا خمسة أشخاص على الأقل جراء هجمات من مجهولين، حيث كان جميع القتلى ضمن فصائل المعارضة سابقاً أو المؤسسات التابعة لها.
وشهدت درعا، منذ بداية فبراير/شباط الجاري، حوالى عشرين هجوماً على مدنيين وعلى عناصر من فصائل التسوية أدت إلى مقتل وجرح 18 شخصاً على الأقل، فيما كانت كل الهجمات في الريف الغربي من المحافظة.
وكان "مكتب توثيق الشهداء" في درعا قد أفاد باستمرار عمليات ومحاولات الاغتيال في المحافظة، خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي رغم مرور ثلاثة أشهر على اتفاقية التسوية الثانية.
وقال المكتب، في بيان، إنّ "قسم الجنايات والجرائم" وثق 34 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 8 آخرين، بينما نجا 4 آخرون من محاولة اغتيالهم، مؤكداً أن هذه الإحصائية لا تتضمن الهجمات التي تعرضت لها حواجز وأرتال قوات النظام.
وقال المكتب إنّ من بين القتلى 15 مقاتلاً في صفوف فصائل المعارضة سابقاً، منهم 5 ممن التحقوا بصفوف قوات النظام بعد سيطرته على محافظة درعا، في أغسطس/آب 2018.