خريطة مناطق في الشرق الأوسط قد تتأثر بالاتفاق السعودي الإيراني

12 مارس 2023
ساحات كثيرة ظلت محل تناقس بين البلدين على مدار العقود الماضية (Getty)
+ الخط -

لا تزال المنطقة تترقّب مفاعيل الاتفاق السعودي الإيراني الذي تمّ بوساطة صينية، لا سيما أن أكثر من ساحة في الشرق الأوسط ظلّت موضع تنافس وصراع، أحيانًا بالوكالة، بين البلدين الجارين.

وفي ما يلي ملخص للوضع في بعض مناطق الشرق الأوسط التي يمكن أن تتأثر باتفاق استئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين الذي أُعلن عنه يوم الجمعة بوساطة صينية.

اليمن

تدخلت الرياض في اليمن على رأس تحالف في 2015 لمواجهة جماعة الحوثي، بعد أن أطاحت الجماعة المتحالفة مع إيران بالحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة صنعاء.

وتعتري الحرب بين الجانبين حالة من الجمود العسكري منذ سنوات. ودأب الحوثيون، الذين يمثلون سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن، ويسيطرون على مناطق على الحدود اليمنية السعودية، على شن ضربات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.

واستأنفت الرياض وجماعة الحوثي محادثاتهما المباشرة العام الماضي بدعم من سلطنة عمان بعد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة. وانتهت الهدنة في أكتوبر/تشرين الأول، لكنها صمدت إلى حد بعيد.

ومن شأن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران أن يسهل من إبرام اتفاق بين السعودية والحوثيين.

وتمثل حرب اليمن أحد أسباب توتر العلاقات بين السعودية وإدارة الرئيس جو بايدن، التي فرضت قيودا على مبيعات الأسلحة الأميركية للرياض.

سورية

تقدم إيران دعما عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا لرئيس النظام السوري بشار الأسد منذ أن أدى قمع الثورة في عام 2011 إلى فرض عزلة عليه.

ووفرت الصين أيضا غطاء لسورية في الأمم المتحدة وحافظت على علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دمشق.

وفي بداية الأزمة، دعمت الرياض قوات المعارضة في محاولاتها الإطاحة بالأسد بهدف إضعاف طهران. لكن في الوقت الذي ساهم فيه دعم إيران للأسد في عدم هزيمته، تضاءل الدعم السعودي للمعارضة.

ويأتي الاتفاق السعودي الإيراني في وقت تتقلص فيه العزلة العربية المفروضة على الأسد. وصرّحت السعودية بأن زيادة التواصل مع سورية قد يؤدي إلى عودتها إلى جامعة الدول العربية.

ورحبت وزارة خارجية النظام بالاتفاق ووصفته بأنه "خطوة مهمة" من شأنها تعزيز الاستقرار الإقليمي. ولم تعلق جبهة المعارضة على الأمر.

لبنان

انقسمت السياسة اللبنانية على مدى سنوات بين تحالف مؤيد لإيران يقوده "حزب الله" صاحب النفوذ، وتحالف مؤيد للسعودية.

وفي 2021، سحبت السعودية ودول الخليج العربي سفراءها بسبب ما قالت إنها سيطرة لـ"حزب الله" على الدولة، عقب انتقادات وزير الإعلام السابق في الحكومة، جورج قرداحي، للحرب السعودية في اليمن.

واستأنف السفراء عملهم بعد ذلك، لكن لبنان يعاني في ذلك الوقت من انهيار مالي حانق، وهو الآن يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة مع عدم وجود رئيس منذ شهور وحكومة تعمل بصلاحيات محدودة.

وأثار التقارب بين طهران والرياض الأمل في انتهاء حالة الشلل هذه. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن "القراءة الإيجابية" للأنباء يجب أن تدفع السياسيين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس على وجه السرعة.

ووصف "حزب الله" الاتفاق بأنه "تحول جيد"، لكنه حذر من أن تداعياته الكاملة لا تزال غير واضحة. ودعم الحزب سليمان فرنجية لمنصب الرئاسة، لكن مصدرين يقولان إن السعودية ترفض ترشيحه.

العراق

بعد الإطاحة بصدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، عمقت إيران نفوذها السياسي والأمني والاقتصادي في العراق، مما أثار قلق السعودية.

وفي 2019، شنت إيران هجوما بطائرة مسيرة حلقت فوق الأجواء العراقية واستهدفت منشآت نفطية سعودية. وفي العام التالي، أدى إعادة فتح المعبر الحدودي بين السعودية والعراق، بعد أكثر من عقدين، إلى زيادة الآمال في تحسين العلاقات.

واستضافت بغداد محادثات مباشرة بين جارتيها، لكنها توقفت العام الماضي بعد أن واجه العراق أزمة سياسية.

ووصفت بغداد الاتفاق الذي أبرمته السعودية وإيران بأنه وسيلة "لفتح صفحة جديدة". ويأمل العراقيون في حدوث انفراجة في المنطقة بما يسمح بإعادة بناء بلادهم بدلا من حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق بسبب الصراع بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وإيران.

الأمن البحري

حدثت مناوشات بين إيران والغرب في مياه الخليج، التي تمر عبرها كميات كثيرة من شحنات النفط حول العالم.

ووقعت عدة هجمات على ناقلات النفط هناك في 2019، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خروج بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وعاود فرض العقوبات عليها. وفي محاولة لتهدئة التصعيد، بدأت الإمارات والسعودية التعامل مباشرة مع إيران.

وصادر الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين شحنات أسلحة يُشتبه بأنها جاءت من إيران. وتتبادل إيران وإسرائيل الاتهامات بمهاجمة سفن إحداهما الأخرى في السنوات القليلة الماضية.

(رويترز)

المساهمون