خروقات سيبرانية مبكرة تستبق الانتخابات الرئاسية الأميركية

18 اغسطس 2024
هاريس في تجمع انتخابي في لاس فيغاس، 10 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اختراقات سيبرانية واستهداف حملات انتخابية**: تعرضت حملتا ترامب وهاريس لاختراقات سيبرانية من جهات أجنبية، حيث اتهمت حملة ترامب إيران، وأكدت غوغل فشل محاولات قراصنة مدعومين من إيران.
- **تاريخ التدخلات الأجنبية في الانتخابات الأميركية**: شهدت انتخابات 2016 تدخلات روسية، وأفادت تقارير بوجود اختراقات في حملتي أوباما وماكين عام 2008.
- **اتهامات بالتدخل في انتخابات 2020**: اتهمت الولايات المتحدة الصين وروسيا وإيران بمحاولة التأثير على الانتخابات، لكن الناخبين الأميركيين يقررون النتائج بأصواتهم.

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أعلنت حملتا المرشحين الرئاسيين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، حصول اختراق سيبراني من جهات أجنبية، مع مزاعم بمحاولة التدخّل والتأثير في الانتخابات. واتهمت حملة ترامب منذ أيام قليلة إيران، بأنها وراء ما وصفته بـ"الاختراق الأمني". وتوعّد ترامب إيران التي ردت بنفي صلتها بالاختراق الإلكتروني لحملته. كذلك باشر مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" التحقيق في مزاعم ترامب. أما حملة هاريس، فقالت إنها تعرضت للاستهداف من قبل قراصنة إلكترونيين أجانب، بناءً على معلومات من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولم تفضح عن الجهات الأجنبية التي تعتقد أنها وراء الاتهام.

خرق بريد كلينتون الإلكتروني بعام 2016 ساهم في فوز ترامب

استهداف حملتي ترامب وهاريس

وقالت شركة غوغل إن قراصنة مدعومين من إيران يستهدفون حملتي هاريس وترامب. وقال تقرير صادر عن غوغل بشأن التهديدات الالكترونية إن مجموعة قرصنة تُعرَف باسم APT42 ومرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، قامت بمحاولات اختراق لشخصيات ومنظمات رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، بمن فيهم مسؤولون حكوميون وحملات انتخابية. وأوضح التقرير أن قسم تحليل التهديدات في غوغل لا يزال يرصد محاولات فاشلة من APT42 لاختراق الحسابات الشخصية لأفراد مرتبطين بالرئيس جو بايدن ونائبته هاريس، إضافة إلى ترامب.

ووفقاً للتقرير، تضمنت لائحة أهداف مجموعة القرصنة الإيرانية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين، محاولات اختراق حسابات بريد إلكتروني شخصية لنحو عشرة أشخاص مقربين من بايدن أو ترامب، لكن غوغل أحبطتها. وذكرت غوغل أيضاً أن المجموعة اخترقت حساب "جيميل" شخصي لمستشار سياسي مؤثر. وحذرت وزارة الخارجية الأميركية إيران الاثنين الماضي، من عواقب أي تدخل لها في الانتخابات بعد إعلان حملة ترامب تعرضها للاختراق.

وليست هذه المرة الأولى التي تتهم الولايات المتحدة دولاً أجنبية بالتدخل في انتخاباتها، لكن الأشهر لمزاعم التدخل في السباق الانتخابي، تعود إلى انتخابات 2016 التي كانت بين دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي فاز بها الأول. ففي عام 2016، وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية نشر موقع ويكيليكس، آلاف الوثائق الإلكترونية، بعد قرصنة بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني. وأظهرت هذه التسريبات آنذاك أنها استخدمت البريد الخاص في رسائل رسمية، بالإضافة إلى فضائح أخرى.

استغل ترامب وحملته جيداً هذه التسريبات، وركزوا كثيراً على ما وصفوه بـ"الجريمة التي يجب أن تدخل بسببها (كلينتون) السجن". كانت الحملة ناجحة بشكل لا يصدق، لدرجة أن خبراء ومحللين قالوا إن هذه القضية كانت سبباً رئيسياً في هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات. لاحقاً اتهمت الإدارة الأميركية رسمياً روسيا بالتدخل في العملية الانتخابية بعد تحقيقات مطولة، وفيما بعد عيّنت وزارة العدل المحقق الخاص روبرت مولر، للتحقيق في زعم "التدخّل الروسي في الانتخابات وإمكانية تواطؤ وضلوع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب بها".

واستمرت التحقيقات 22 شهراً بمشاركة 40 عميلاً فيدرالياً، واستجواب نحو 500 شاهد، وخلص إلى وجود تدخل روسي في الانتخابات، وأن ترامب غير متواطئ مع موسكو و"لم يرتكب جرماً". وتعود أول مزاعم عمليات الاختراق إلى عام 2008، حين أفادت تقارير آنذاك، بأن "جهات أجنبية"، اخترقت أجهزة كمبيوتر حملتي المرشحين الرئاسيين، باراك أوباما وجون ماكين. وفي عام 2017، أشار مسؤولون سابقون بوكالة الأمن القومي إلى أن روسيا تدعم مخترقي المواقع الإلكترونية، من أجل استهداف مسؤولين أميركيين وسياسيين منذ عام 2007.

اتهم الأميركيون روسيا وإيران بالتدخل بانتخابات 2020

التأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية

وفي الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، اتهم مسؤولون أميركيون، الصين وروسيا وإيران، بالتدخل في الانتخابات. وذكر جهاز مكافحة التجسس الأميركي، أن هذه الدول تستخدم إجراءات سرية وعلنية للتأثير وتوجيه التصويت. واتهم إيران بأنها تحاول "تقويض المؤسسات الديمقراطية الأميركية وتقسيم البلاد"، والصين بأنها "تفضّل ألا يفوز ترامب"، وروسيا بأنها "تسعى لتشويه سمعة جو بايدن"، وأن "بعض الجهات الفاعلة المرتبطة بها "تدعم ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون الروسي".

وعلى مدار السنوات الماضية، أشارت وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" إلى أنها حددت حسابات مزيفة تحاول التأثير في الناخب الأميركي. كذلك أشارت دراسات وتقارير إلى أن بعض الحسابات كانت تستهدف زرع الانقسام بين الناخبين الأميركيين. وشهد الأمر صداماً سياسياً بين الديمقراطيين والجمهوريين في فبراير/شباط 2020، عندما حذر مسؤولو استخبارات من أن "روسيا تحاول التدخل لإعادة انتخاب ترامب"، ورفض ترامب ما وصفه بمحاولة "تسليح المعلومات ضده"، وأقال بسبب ذلك جوزيف ماغواير الذي كان مديراً للاستخبارات القومية الأميركية منذ عام 2019. وعلى الرغم من كل هذه المزاعم الأميركية، وترداد أن هناك تدخلاً أجنبياً في الانتخابات الرئاسية، إلا أن الحقائق الثابتة والواضحة تتمحور حول أن الناخبين الأميركيين هم من يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأنه لا أحد يجبرهم فعلياً على الإدلاء لناخب بعينه.

المساهمون