اختتم، اليوم الخميس، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤتمر "إيران والتوجه شرقاً"، الذي نظمته وحدة الدراسات الإيرانية في المركز، حيث ناقش المؤتمر في يومه الثاني الاستجابة الصينية لنهج إيران بالاتجاه شرقاً.
واعتبر الباحثان في جامعة سان فرانسيسكو الحكومية ومركز البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في إيران، محمود مونشيبوري وجواد حيران نيا، أنّ علاقات إيران بالصين قد لا تنقذها من عزلتها التي فرضها الغرب عليها، حيث من المرجح أن يتضاعف اعتماد طهران على روسيا بسبب سياستها في التوجّه شرقاً.
في حين اعتبرت الأستاذة في جامعة جورج تاون، شيرين هانتر، أنّ العقبة الأساسية أمام استراتيجية إيران في التوجّه شرقاً تمثّلت في علاقاتها المتوتّرة مع الولايات المتحدة وعقوبات الأخيرة عليها.
وتطرّق الأستاذ المشارك في جامعة زايد في أبوظبي، جوناثان فولتون، إلى العلاقات الثنائية بين الصين وإيران والأسس المعيارية للشراكة الصينية - الإيرانية، وما يعنيه هذا للنظام في الخليج وخارجه. فيما رأت الباحثة في الجامعة الوطنية الأسترالية، نيلوفر باقرنيا، أنّ الشؤون الداخلية أثّرت في عملية تحوّل إيران نحو الصين، إلّا أنّ هيكلية النظام الدولي ومنطقة الشرق الأوسط أثّرا تأثيراً كبيراً في خيارات السياسة الخارجية الإيرانية.
وعرض الأستاذ في جامعة فودان الصينية، ديغانغ صن، لاتفاقية التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران، مدّتها 25 عاماً، وأضاف أنّ النظام الدولي الذي يهيمن عليه الغرب أخذ يتراجع ليحلّ محلّه نظام مختلط تؤدي فيه دول الشمال والجنوب أدواراً رئيسية.
وشرحت جيانوي هان، أستاذة مشاركة في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، العلاقات بين الصين وإيران من منظور الدبلوماسية الصينية من خلال استخدام نهج إطار "مجتمع الشركاء" لتحليل تصوّر الصين واستجابتها لسياسة إيران في التوجّه شرقاً.
وفي الجلسة الخامسة بعنوان "إيران والهند وماليزيا"، بحثت تشوتشو زانغ، أستاذة مشاركة في جامعة فودان، في تطوّر عملية انخراط الصين والهند في الشرق الأوسط، وبخاصة تفاعلهما مع إيران وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
وتناولت ديبيكا ساراسوات، الباحثة في معهد مانوهار باريكار للدراسات والتحليلات الدفاعية، التحوّل الذي طرأ على سياسة إيران في التوجّه شرقاً، وفكرة إيران عن العلاقات الإقليمية، والكيفية التي أعادت فيها رؤيتها للتكامل الإقليمي ووضع العلاقات بين الهند وإيران في السياق المناسب.
أما روينا عبد الرزاق، المحاضرة في جامعة كوين ماري في لندن، فقد استعرضت العلاقات الماليزية - الإيرانية، وناقشت دور السياسيين الماليزيين والإيرانيين، وكيف أنّ العلاقات بين الطرفين حافظت على استقرارٍ نسبيٍّ على الرغم من التوترات الشيعية السنية والضغوط الخارجية.
وكانت "إيران وآسيا الوسطى وجنوب القوقاز" عنوان الجلسة السادسة، حيث ناقشت بنفشه كي نوش، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، النزاعات في الممرّ الشمالي لإيران وتداعياتها على سياستها في التوجّه شرقاً. ورأت أنّ عملية تحويل النزاعات في الممرّ الشمالي إلى فرص تتطلّب حسابات استراتيجية على إيران العمل على بلورتها. ورأت أنّ غياب سياسة "التوجّه شمالاً" الضرورية لاستكمال سياسة إيران في "التوجّه شرقاً" أدّى إلى انتكاسات كبيرة في السياسة الخارجية الإيرانية.
وتناول بيرم سنكايا، أستاذ مشارك في جامعة أنقرة يلدريم بيازيد، العلاقات الإيرانية - الأذربيجانية في ظل التحدّي القومي التركي، وأكّد أن التصورات الإيرانية والردود على هذه العقبة ستؤثّر في مستقبل مركّب الأمن الإقليمي في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى.
واستعرض حسام حبيبي دوروه، من جامعة العلوم التطبيقية في فيينا، الأساس المنطقي الضمني لسياسة إيران الأمنية تجاه تركمانستان، من أجل توفير فهمٍ أفضل للنهج الأمني الذي تتّبعه إيران على نطاقٍ أوسع في سياسة التوجّه شرقًا، في ظلّ ديناميات إقليمية جديدة.
أما جودت بهجت، أستاذ في جامعة الدفاع الوطني، فبحث في علاقات إيران بالقوى الكبرى في جنوب القوقاز – أرمينيا وأذربيجان – إضافةً إلى إسرائيل وتركيا وروسيا والقوى الغربية.
وتناولت الجلسة السابعة من المؤتمر، بعنوان "الاقتصاد والعقوبات والتجارة وقطاع الطاقة"، تأثير سياسة إيران في التوجّه شرقاً على الاقتصاد وقطاع الطاقة، فضلاً عن الخطر الذي تشكّله العقوبات على علاقات إيران التجارية بالدول الآسيوية.
وسلّطت زهرة كريمي، أستاذة مشاركة في جامعة مازندران الإيرانية، الضوء على تأثير سياسة إيران في التوجّه شرقاً على اقتصادها، من خلال إجراء استطلاع رأي استهدف روّاد الأعمال ورجال الأعمال الإيرانيين، بالتعاون مع غرفة التجارة الإيرانية.
أما كريم إسلاملويان، أستاذ في جامعة شيراز الإيرانية، فركّز على علاقات إيران التجارية ببلدان جنوب آسيا وشرقها، ورأى أنه في حين أنّ النزاع بين إيران والغرب المتجذّر في العقوبات الاقتصادية من شأنه أن يُسرّع من توجّه إيران نحو الشرق، غير أنه ليس المحرّك الوحيد لسياسة التوجّه شرقاً.
في حين شدّد سايروس أشاييري، خبير تكنولوجيّ أوّل في شركة "بيوند ليميتز/ Beyond Limits"، على أنه في إطار سياسة التوجّه شرقًا يمكن أن تعزّز إيران أمنها في مجال الطاقة، من خلال الاستفادة من الممارسات التي تتبنّاها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في مجال الطاقة المستدامة.