أكد الخبير الفلسطيني المختص بمتابعة شؤون الاستيطان خليل تفكجي أنه لم يفاجأ بإعلان الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، عن البدء قريباً بتنفيذ مشروع E.1 الاستيطاني، القاضي ببناء أكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة، مبيناً أن الاحتلال "أنجز فعلياً كامل البنية التحتية لهذا المشروع، لكنه لم يباشر بعد البناء الاستيطاني".
وأشار تفكجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ما ورد بهذا الخصوص، أمس الثلاثاء، من تقارير إعلامية "ليس جديداً، علماً بأنّ نقاشات ومداولات جرت بهذا الخصوص قبل نحو أسبوع لكن لم يتخذ أي قرار فعلي، بالنظر إلى وجود بعض التعقيدات السياسية والقانونية المتعلقة بهذا المشروع".
ولفت الخبير إلى المصادقة مؤخرًا على ما يسمى بـ"شارع السيادة" شرقي العيزرية جنوب شرقي القدس، في حين أنّ الاحتلال "بمقدوره في كل لحظة إغلاق المدخل الشرقي لبلدات العيزرية وأبوديس والسواحرة الشرقية والشيخ سعد المعروف باسم ( دوار معالي أدوميم) الواصل بين جنوب الضفة ووسطها وشمالها عبر ضواحي القدس من خلال وضعه مكعبات هناك، والشروع فوراً بفتح طريق أنشئت سابقاً بين العيزرية والزعيم بمحاذاة حاجز جبل الزيتون وتعبيد الشارع المفتوح قديماً والسماح باستخدامه من قبل الفلسطينيين، بينما لم يتبق الكثير من إنجاز جدار الفصل العنصري حول العيزرية بالكامل ليفصلها بالتالي عن مستوطنات معالي أدوميم وكيدار أسوة بالجدار بين ابوديس وجبل المكبر ورأس العمود وسلوان".
يشار إلى أن الإعلان عن هذا المشروع الاستيطاني الضخم شرقي القدس المحتلة، كان تم عام 1994 على مساحة تبلغ 12443 دونماً من أراضي قرى (الطور، عناتا، العيزرية، أبو ديس). ويهدف هذا المخطط الذي صودق عليه عام 1997 من قبل وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك إسحق موردخاي إلى إقامة منطقة صناعية على مساحة كيلومتر مربع، وبناء 4000 وحدة سكنية من أصل الـ10 آلاف وحدة استيطانية بما يشمل إقامة 10 فنادق.
"أخطر" المخططات الإسرائيلية
ويرى تفكجي أنّ هذا المخطط "يعتبر من أخطر المخططات الإسرائيلية في حال تنفيذه لعدة أسباب من أبرزها إغلاق المنطقة الشرقية من منطقة القدس بشكل كامل وتطويق المناطق (عناتا، الطور، حزما) وليس هنالك أي إمكانية للتوسع المستقبلي باتجاه الشرق. ومنع إقامة القدس، الشرقية (كعاصمة لفلسطين) وإمكانية تطورها باتجاه الشرق، وربط جميع المستعمرات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستعمرات داخل حدود بلدية القدس وبالتالي تحويل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستعمرات".
بالإضافة إلى ذلك، حسب الخبير ذاته، تكمن خطوة المخطط في إقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي الذي يعادل 10% من مساحة الضفة، وإحداث تغيير جذري في قضية الديموغرافيا الفلسطينية للصالح الإسرائيلي.
وكذلك أيضاً فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، حيث تم في عام 2007 الإعلان عن أمر عسكري يحمل رقم 19/ت/2007 "طريق نسيج الحياة" 2 الذي يهدف إلى فتح طريق يتجنب المرور من مستعمرة "معاليه أدوميم"، بل يتجه شرقاً باتجاه البحر الميت، فيتجاوز كتلة "معاليه أدوميم" الاستعمارية التي ستصبح فاصلاً صناعياً بين التجمعات العربية في الجنوب والشمال، وهذا الفاصل هو بعمق 35 كيلومتراً حتى الغور بعرض 16-20كيلومتراً عرضاً. وفي هذه المنطقة سيقام أكبر مطار في المستقبل في منطقة البقيعة (النبي موسى) ضمن مشروع القدس 2050 والذي يحمل رقم 5800.
وفي خطوة وقحة كانت وزارة الداخلية الإسرائيلية وافقت في وقت سابق (قبل ثلاث سنوات تقريباً) على ضم مستوطنة "كيدار" إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة على بعد 3 كيلومترات شرقاً وتوسيع المستوطنة بـ 12 ألف دونم، ونقل إدارة هذه المستوطنة إلى نفوذ "معاليه أدوميم)" وضم المناطق الفاصلة بين المستوطنات إلى "معاليه أدوميم". وسيتم بناء 6000 وحدة سكنية لاستيعاب 30000 مستوطن، علماً بأنّ مستوطنة "معاليه أدوميم" تعتبر أكبر المستوطنات وأول بلدية استيطانية تم إعلانها من قبل السلطات الإسرائيلية تبلغ مساحة مخططها 35 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها 36.089 ألف نسمة، لعام 2014.
وإذا تم ضم كتلة "معاليه أدوميم" الاستيطانية المكونة من ثماني مستوطنات (كيدار، معاليه أدوميم، E1، الون، كفار أدوميم،علمون، نفي برات، والمنطقة الصناعية مشور أدوميم) ستصبح مساحة الأرض المضمومة 191 كيلومتراً مربعاً لاستيعاب ما يزيد عن 100 ألف مستوطن.