يرى الخبير في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية أوليفييه لوبيك أنّ استخدام أسلحة كيميائية أعلنت روسيا رسمياً أنها تخلصت منها، في أوكرانيا، لن تكون له "أهمية عسكرية كبرى إنّما بُعد نفسي هائل" ويبدو "فرضية غير منطقية".
وفي إجابته على سؤال هل نتّجه نحو تصعيد واستخدام أسلحة كيميائية؟ يرى لوبيك أنّ "هناك عدة عناصر تدلّ على أنها فرضية غير منطقية: إنّ روسيا الاتحادية عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وسيكون أي انتهاك من قبل روسيا لبنود الاتفاقية إشكالياً، لأنّ ذلك سيعني أنّ موسكو كذبت منذ أعوام من ناحية أنها لا تملك ترسانة عسكرية كيميائية، حتى لو أننا لا نزال نطرح أسئلة حول حقيقة هذا الالتزام. ومحاولات اغتيال أليكسي نافالني وسيرغي سكريبال بواسطة مادّة فوسفور عضوي عصبي ذي طبيعة عسكرية (مادة نوفيتشوك) عزّزت هذه الشكوك".
السلاح البيولوجي أشبه بكوفيد-19: بمجرد أن يصبح في الطبيعة يمكن أن يلوث كل السكان، بمن فيهم المهاجمون
ويمضي قائلًا: "لا نفهم جيدًا، من وجهة النظر العسكرية، الاهتمام باستخدام سلاح كيميائي في المسرح الأوكراني"، مستدركًا بأنّ "الحجة الوحيدة التي أرى أنها قد تتعارض مع قناعتي هي ما شهدناه في سورية، والذي يجعلنا نفكّر في أنه سلاح قد لا تكون له أهمية عسكرية كبرى إنما بعد نفسي هائل".
لكنه يستبعد، رغم ذلك، هذه الفرضية، قائلًا: "لا أؤمن كثيرًا بالتصعيد الكيميائي أو البيولوجي في المسرح الأوكراني. إنها سردية هدفها اتهام الخصم مسبقاً بارتكاب أبشع الجرائم لتبرير العملية اللاحقة".
ويرى أنّ "السلاح الكيميائي قد يعود بالنفع في ساحة المعركة، لكن القتال مُدُني في أوكرانيا. هذا يعني أن السكان المَدَنيين موجودون بكثرة حتى لو أنّ كثيرين منهم غادروا المُدُن".
في القتال المُدُني، ليس الهدف من استخدام السلاح الكيميائي تكتيكيًا. رأينا ذلك في سورية، استُخدم هذا بطريقة دقيقة على سكان مدنيين لترويعهم، لكن ليس لتشجيع تقدّم هجومي للقوات العسكرية.
وفي هذا السياق، يرى أنّ طبيعة الصراع تطوّرت في أوكرانيا لتقود الروس أكثر فأكثر نحو إجراءات ضد السكان المدنيين؛ "في مواجهة الجيش الروسي، تحوّل مركز الثقل للحرب نحو الرغبة في ترويع السكان الأوكرانيين واستهدافهم مباشرة بطريقة تؤثر على قدرة البلاد على المقاومة".
لكن ماذا عن الأسلحة البيولوجية؟ يرى المتحدث أنّ "استخدامها أكثر تعقيدًا، فعلى عكس السلاح الكيميائي الذي يتصف بدرجة من الفعالية مرتبطة بالمكان الذي تم نشره فيه، فإنّ السلاح البيولوجي أشبه بكوفيد-19: بمجرد أن يصبح في الطبيعة يمكن أن يلوث كل السكان، بمن فيهم المهاجمون".
ويمضي قائلًا: "نحن أمام أمر التحكم به أصعب، من وجهة نظر عسكرية. ليس سلاحًا تكتيكيًا، إنما سلاح استراتيجي أقرب إلى النووي منه إلى الأسلحة الكيميائية".
(فرانس برس)