خبير عسكري ألماني يوضح أهمية تسليم أوكرانيا الأسلحة الثقيلة لصد الغزو الروسي

29 ابريل 2022
الأسلحة الثقيلة قد تساهم بالتصدي للقوات الروسية (سكوت بيترسون/ Getty)
+ الخط -

تجاوزت أطراف الائتلاف الحكومي الألماني خلافاتها بخصوص تسليم الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، بعد مصادقة البرلمان، أمس الخميس، على تزويد كييف بدبابات "غيبارد" ومدافع "هاوتزر"، فما الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك الأسلحة الثقيلة في المساهمة بمواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا؟

وقال الخبير العسكري الألماني، فولفغانغ ريشتر، في مقابلة له مع شبكة "ايه ار دي" الإخبارية الأربعاء إن الميزة العسكرية التي من الممكن أن تكسبها أوكرانيا من الأسلحة الثقيلة وفي مقدمتها "غيبارد"، أنها أولاً مضادة للطائرات، ما يجعلها قادرة على التصدي للتفوق الجوي للعدو، وبالتالي تمكين القوات البرية التحرك على الأرض دون أن تتعرض لهجوم فوري مباشر من الجو.

أما مدافع "هاوتزر 2000" فيمكن للجيش الأوكراني أن يستخدمها لوقف تقدم المدرعات والمدفعية للقوات الروسية وللرد على النيران وتدمير أو إيقاف تقدم دبابات القوات المهاجمة. وأبرز ريشتر أنه من المهم أن تعمل جميع الأسلحة المذكورة معاً، وضرورة التنسيق جيداً حتى يكون لها تأثيرها وفعاليتها.

ووفق الشركة الألمانية المصنعة يبلغ وزن دبابات "غيبارد" حوالي 48 طناً وتسير بسرعة تصل إلى 65 كيلو متراً في الساعة، وباستطاعتها استهداف الطائرات المهاجمة على ارتفاع منخفض مثل طائرات الهيليكوبتر الهجومية أو الطائرات المقاتلة، وهي مجهزة بمدفع آلي مزدوج بعيار 35 ميليمتراً يمكن أن يطلق النار على الهدف بمعدل 1100 طلقة في الدقيقة.

من جانب آخر أوضح الخبير ريشتر، إنه سيتعين الانتظار حتى يتم التحقق من حالة دبابات "غيبارد"، سيما أنها خارج الخدمة منذ فترة طويلة، ولن تكون في حالة استعداد فوري للدخول إلى أرض المعركة.

وأضاف أنه يجب تحديد عدد قطع الغيار التي لا تزال متوفرة، وكم ستستغرق من الوقت تلك التي بحاجة للتصليح والصيانة، وكذا مدى توفر كميات الذخيرة الخاصة بها، فضلاً عن التحقق بمدى صلاحية أجهزة التحكم والرادارات. ووفق الخبير العسكري الألماني فإن الأهم هو كيفية تقديم التدريبات المطلوبة للجنود الأوكرانيين قبل وضع الدبابات قيد الاستخدام، لافتاً إلى أن هذا لن يحصل خلال أيام، ومن المحتمل أن يتم في غضون أسابيع.

من جهة أخرى، اعتبر ريشتر أنه ليس هناك أي تغيير في السياسة الألمانية اتجاه أوكرانيا، بل زيادة تدريجية في ما قدمته برلين بالفعل، لافتاً أنه كان من المنطقي أكثر بالنسبة للأوكرانيين أن يحصلوا أولاً على أنظمة أسلحة يمكنهم استخدامها على وجه السرعة نظراً لطبيعة المعركة وتطورها بشكل دراماتيكي، وهي أساساً لا تحتاج إلى تدريب قبل الاستخدام لأنها مماثلة لتلك التي بحيازة الأوكرانيين، وتتوفر لها الذخيرة وقطع الغيار المناسبة.

وأشار ريشتر إلى أن ألمانيا ستواصل اتباع السياسة التي انتهجتها حتى الآن، وهي توفير الأسلحة بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء، بالإضافة إلى توفير الدعم المادي. وشدد على أهمية أن يرفع الجيش الألماني من قدراته الدفاعية، معتبراً أنه غير مجهز بالكامل، ولابد أن تكون لديه وحدات جاهزة للمشاركة بشكل مستدام في مهمات عسكرية خاصة في فترة زمنية قصيرة.

وفي سياق متصل، أشار تقرير لشبكة "إن تي" الإخبارية، إلى أن وزارة الدفاع الألمانية أعربت عن قلقها بشأن التدريب المناسب للجنود الأوكرانيين بسبب وضع "غيبارد" خارج الخدمة منذ سنوات، محذرة من نقص ممكن في المدربين المناسبين. وأشارت إلى أن آخر النماذج من هذه الدبابات تم إخراجها من الخدمة قبل 10 سنوات، ما قد يعني عدم وجود عدد كاف من المدربين العسكريين.

وفيما يخص النقص في الذخيرة المطلوبة لتشغيل دبابات "غيبارد"، بينت شبكة "إن تي" أن هناك تحركاً لتأمين كميات أكبر منها، مشيرة إلى محادثات مع البرازيل التي تلقت من ألمانيا كميات كبيرة منها خلال السنوات السابقة. وأوضحت أنه يمكن شراء ما يصل إلى 300 ألف طلقة منها لتستخدم بواسطة 50 دبابة "غيبارد". كما أن هناك كميات من هذه الذخيرة لدى سويسرا التي لم تسمح بعد بتصدير الأسلحة لأوكرانيا. وفي تعليق عن تعقيدات تأمين الذخيرة، قال السفير الأوكراني لدى برلين، اندريه ميلينك، في حديث مع قناة "ار تي ال" التلفزيونية، الأربعاء، إنه إذا لم يتم حل مسألة الذخيرة، فربما يتعين على أوكرانيا التخلي عن فكرة تسلم "غيبارد".

المساهمون