قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، يوم السبت، إن "المرونة مطلوبة في حالات ضرورية، لتخطي العقبات الصعبة والصخرية ولاستكمال الطريق"، في وقت أكد قادة مجموعة السبع في ختام اجتماعهم، في اليابان، ضرورة الحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني، داعين طهران إلى وقف "التصعيد النووي".
وأضاف خامنئي في لقاء مع مسؤولين في الخارجية الإيرانية، ضم الوزير والسفراء وممثلي البعثات الإيرانية في الخارج، أن الدبلوماسية الإيرانية يجب أن تعتمد "العزة والحكمة والمصلحة"، لافتاً إلى أن "المصلحة هي إبداء المرونة بعض الأحيان".
وتابع أن إبداء المرونة لا يتعارض مع الحفاظ على الثوابت، مشيراً إلى أن حديثه عن "المرونة البطلة" قبل سنوات عدة "فهم بشكل خاطئ" في الداخل والخارج، وفق ما أورد مكتبه.
واستخدم خامنئي هذا المصطلح في ذروة المفاوضات النووية مع المجموعة الدولية، والتي أفضت عام 2015 إلى إبرام الاتفاق النووي قبل أن يدخل مرحلة غيبوبة، جراء انسحاب واشنطن منه عام 2018، وإنهاء إيران معظم تعهداتها النووية.
وأضاف خامنئي أن "العزة تعني تجنب دبلوماسية الترجي، والحكمة تعني ممارسة أنشطة عاقلة ومحسوبة"، مشيداً بسياسة الحكومة الإيرانية الراهنة لتعزيز العلاقات مع الدول الجارة.
واعتبر المرشد الإيراني أن هذه السياسة "في غاية الأهمية وصحيحة جداً"، متهماً "الغرباء بأنهم يسعون إلى توتير العلاقات بين إيران وجيرانها".
ودعا خامنئي، الجهاز الدبلوماسي الإيراني إلى إفشال هذه السياسة والحؤول دون تحقيقها، مؤكداً "ضرورة التواصل مع الدول الإسلامية القريبة والبعيدة".
كما طالب بتعزيز العلاقات مع "الدول المنسجمة" مع إيران، قائلاً إن "اليوم تماشي وانسجام بعض القوى الكبرى والمهمة في العالم، مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بعض المواقف، والخطوط الأساسية للسياسة الدولية، ظاهرة غير مسبوقة تشكل فرصة يجب تقديرها، وتعزيز العلاقات مع هذه الدول".
ويأتي حديث المرشد الإيراني الأعلى عن ضرورة إبداء "المرونة" في السياسة الخارجية في "حالات ضرورية"، في وقت تواجه فيه المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي تعثراً وانسداداً منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وتشهد إيران حالياً أزمة اقتصادية متفاقمة على خلفية العقوبات الأميركية المشددة منذ عام 2018.
وتتعالى الدعوات في إيران من نخبة خارج إطار السلطة، إلى ضرورة إحياء هذا الاتفاق سبيلاً للخروج من الأزمة الاقتصادية.
وترمي كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية الكرة إلى ملعب الأخرى بعد ثماني جولات من المفاوضات غير المباشرة في فيينا، بدأت في إبريل/نيسان 2021.
وأكد بيان لقادة مجموعة السبع، أمس الجمعة، أنه لن يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي، معرباً عن "قلق عميق إزاء تصعيد إيران بلا هوادة لبرنامجها النووي".
وأضاف البيان أن تطوير إيران برنامجها النووي "ليس له مبرر مدني موثوق به ويقربها بشكل خطير من الأنشطة الفعلية المتعلقة بالأسلحة"، مضيفاً أن "الحل الدبلوماسي هو أفضل طريقة لحل المشكلة النووية الإيرانية".
وأشار البيان إلى الاتفاق النووي، معتبراً أنه يشكل "مرجعاً مفيداً"، داعياً إيران إلى اتخاذ "تدابير فورية وملموسة للوفاء بتعهداتها القانونية والسياسية".