استمع إلى الملخص
- **الجهود الدولية والموقف الأمريكي**: الولايات المتحدة تتوقع تقدم المحادثات في الدوحة، وحماس تؤكد استمرار الجهود للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع التمسك بالاتفاقات السابقة.
- **تحليل سياسي وتحديات المفاوضات**: المحللون يشيرون إلى عدم ثقة الفلسطينيين في المفاوضات، ويتهمون نتنياهو باستغلالها لكسب الوقت وتخفيف الضغط، مما يعقد التوصل إلى اتفاق.
طه: حماس لا ترفض مبدأ التفاوض لكنها تطالب بخطة تنفيذية لإنجاحه
تتمسك حركة حماس بما جرى التوافق عليه مسبقاً في 2 يوليو
تقول واشنطن إن الاتفاق المقترح سيوفر الظروف المناسبة لوقف التصعيد
حسمت حركة حماس موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية غداً الخميس، سواء في الدوحة أو القاهرة، وفق ما أبلغ عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي "العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ الحركة لن تكون جزءاً من المفاوضات المقبلة المزمع عقدها. وقال الهندي في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد": "الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز المنصرم وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق"، في موقف يتقاطع مع ما أكدته مصادر مقربة من رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، التي قالت إنّ الحركة لن تشارك في المفاوضات طالما لم تحصل على ضمانات بتنفيذ ما اتُّفق عليه مسبقاً، ويعطله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قد قال إنّ الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المحادثات في الدوحة قدماً، مضيفاً أن الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار في غزة سيوفر الظروف المناسبة لوقف التصعيد في المنطقة. وأكد الناطق باسم حركة حماس جهاد طه لـ"العربي الجديد"، أنّ الجهود والمساعي ما زالت مستمرة من قبل الوسطاء، وأنّ الحركة حريصة على إنهاء العدوان والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، آملاً أن تنجح المساعي والجهود من أجل ضمان تنفيذ المقترح الأخير في الثاني من يوليو المنصرم وتنفيذه على أرض الواقع. وأضاف طه أنّ موقف حركة حماس كان واضحاً بعد البيان الثلاثي الذي دعا إلى استئناف المفاوضات، وأكدت التمسك بما جرى التوافق عليه في المقترح الأخير في الثاني من يوليو، لجهة وضع خطة لتنفيذ ما جرى التوافق عليه، وهذه الخطة تهدف إلى عدم إضاعة الوقت ولقطع الطريق أمام نتنياهو لناحية وضع العراقيل والمراوغة واستغلال المفاوضات لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أنّ حركة حماس لا ترفض مبدأ التفاوض، بخلاف الدعاية الإسرائيلية، لكنها تطالب بخطة تنفيذية من أجل إنجاح هذه الجهود، وبالتالي الاحتلال هو دائماً الذي يضع العراقيل ويعطل إنجاح المقترحات، وذلك من خلال المحطات التفاوضية المختلفة، لافتاً إلى أن حركة حماس أعلنت مواقفها بوضوح من جميع الطروحات والمبادرات السابقة، وتتعاطى بإيجابية معها، إن كان لناحية مبادئ خطاب (الرئيس الأميركي جو) بايدن أو قرار مجلس الأمن الأخير. وشدد الناطق باسم "حماس" على أن حركته متمسكة بما جرى التوافق عليه مسبقاً في الثاني من يوليو، وتعاطت بإيجابية معه، وكان الاحتلال هو الذي يضع الشروط الإضافية ويعمل على عرقلة التوصل إلى اتفاق، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال وإلزامه بما جرى التوافق عليه، وعدم إعطاء نتنياهو فرصة لوضع القيود والشروط الجديدة أو منحه غطاءً من أجل استمرار عدوانه وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه المفاوضات مهمة، ولكنها مشوبة بالحذر من قبل الفلسطينيين، حيث لا ثقة بالعملية التفاوضية، خصوصاً في ظل تقدير موقف لدى المقاومة، وخصوصاً لدى حركة حماس، بأن نتنياهو يستغل المفاوضات للخداع، والولايات المتحدة غير جدية بالوصول إلى حل وتستخدمها لذر الرماد بالعيون، ولإعطاء الاحتلال ذريعة جديدة ومساحة جديدة لإكمال إجرامه. ولم يرفع المدهون سقف التوقعات الفلسطينية من جولة المفاوضات الحالية، إلا إذا ألزمت الولايات المتحدة نتنياهو بعدم عرقلتها وإفشال الجهد التفاوضي، مشيراً إلى أنّه إذا كانت الولايات المتحدة جادة وتريد مفاوضات ناجحة، يجب عليها أن تجبر الاحتلال على وقف إطلاق النار، ولو مؤقتاً، لإتاحة الفرصة للمفاوضات لأن تتقدم. وتحدث عن تغير في نظرة "حماس" للمفاوضات عقب اغتيال رئيس مكتبها السياسي السابق إسماعيل هنية في طهران، مشيراً إلى أنها تيقنت من أنّ الاحتلال يقتل من يفاوضه، وتزداد وحشيته وجرائمه ضد المدنيين خلال جولات التفاوض كما شاهدنا في كل جولات التفاوض السابقة. ولفت المدهون أيضاً إلى أنّ الاحتلال لم يعطِ أي فرصة للتفكير بالعمل على المفاوضات، لهذا يجب إدراك أنه ما لم تتدخل القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة بجدية للضغط على الاحتلال، فسنبقى في دوامة المجازر والقتل والإرهاب الإسرائيلي.
وفي السياق، أشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن نتنياهو يتعامل مع المفاوضات على أنها مباحثات لتبادل أسرى، وليس لوقف الحرب في قطاع غزة، ولذلك فإنه سيطرح شروطاً متعلقة بهذا التأطير للمباحثات، بحيث سيطالب بإطلاق الأسرى الإسرائيليين الأحياء في المرحلة الأولى، وسيركز على هذا الشرط دون التعهد بوقف الحرب. ولفت مصطفى إلى أن نتنياهو لا يريد وقف القتال في غزة، وهذا سبب جوهري وعائق أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق، كذلك إن تمسكه بضمان سيطرة إسرائيل على فيلاديلفيا هو عملياً تغيير في إطار مقترح يوليو/تموز.
واعتبر الخبير أن قدرة ورغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق والإبقاء على حكومته متماسكة تبقى تحدياً لجديته في الذهاب بعيداً نحو المباحثات حتى وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن فكرة تسويق إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين لن تكون مقبولة لدى جمهوره اليميني.
وذكر مصطفى كذلك أن نتنياهو يتعامل مع المباحثات على اعتبارها وسيلة لكسب الوقت، ولتخفيف حدة الضغط الداخلي والخارجي عليه، ولن يتردد في اتهام حماس بإفشال المباحثات، مع أنه يضع شروطاً لا يمكن للحركة أن تقبلها، لأن معناها إعلان استسلام في الحرب.