"حملة الدولة الديمقراطية الواحدة": الانتخابات الفلسطينية قفزة في المجهول

27 فبراير 2021
الحملة: اتفاق أوسلو قوّض الديمقراطية الفلسطينية وحوّل السلطة إلى مؤسسة فاسدة(Getty)
+ الخط -

رأت "حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية" أن الانتخابات الفلسطينية المقررة في الأسابيع والأشهر المقبلة هي "قفزة في المجهول، في ظل الواقع الاستعماري الاستيطاني الاحتلالي"، وبمثابة "القشة التي يتعلق بها الغريق".

 واعتبرت الحملة، في بيان، أن حركة التسجيل الواسعة للانتخابات، هي "تعبير عن توجّه احتجاجي شعبي ضد النظام السياسي الفلسطيني الذي خذلهم عشرات المرات، منذ اتفاق أوسلو، وعن توق صادق للتغيير وللخروج من الأزمة الخانقة".

 وشددت على أن هذه الانتخابات "ستجري تحت سقف اتفاق أوسلو، خاصة بنوده الأمنية، أي استمرار التنسيق الأمني، من أجل تجديد شرعية النظام السياسي الذي أنتجه هذا الاتفاق الكارثي".

ولفت البيان الصادر يوم الخميس الماضي إلى أن قرار تنظيم هذا الاستحقاق "ليس تعبيراً عن إرادة فلسطينية داخلية بقدر ما هو حصيلة ضغوط دولية وعربية وإقليمية، أو مدفوع بالاعتقاد بأن القوى الدولية، وتحديداً الإدارة الأميركية الديمقراطية، ستستأنف المفاوضات أو ما يسمى "العملية السلمية حول حل الدولتين الظالم".  

وحذرت الحملة من أن "إسرائيل وحلفاءها الإمبرياليين لن يعترفوا بما ستتمخض عنها هذه الانتخابات، إذا جرت، إلا بقبول شروط الرباعية الدولية، وأبرزها الاعتراف بإسرائيل وإدانة المقاومة الفلسطينية".

ووصفت ما جرى في القاهرة (المصالحة وقرار إجراء الانتخابات) بأنه "صفقة لتقاسم المصالح، وقوننة الانقسام، وتكريس رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس حركة فتح، والمتحكم باللجنة الدستورية، محمود عباس، على رأس جميع هذه المناصب".

 وتساءل البيان: "كيف تكون انتخابات وطنية تمثيلية، في حين أن غالبية الشعب الفلسطيني، في مخيمات اللجوء، وداخل الخط الأخضر، محرومون من المشاركة في انتخابات وطنية حرة؟".

وأوضح البيان أن مبدأ الانتخابات "ليس مرفوضاً، وليست الديمقراطية والتعددية غريبة عن إرث الحركة الوطنية الفلسطينية، إنما اتفاق أوسلو قوّض الديمقراطية الفلسطينية "وحوّل السلطة إلى مؤسسة فاسدة وعاجزة وسلطوية".

ونوّه إلى أن حركات التحرر الوطني "لا تخوض انتخابات على سلطة تحت الاستعمار، بل تبني ديمقراطيتها الشعبية من تحت ديمقراطية مؤسسة على الثورة والنضال والتنمية الشعبية، وجبهة تحرير وطني، مع برنامج سياسي واضح، وهدف نهائي، واستراتيجية نضال فعالة". 

وبحسب "حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين"، فإن "مواجهة نظام الأبرتهايد الكولونيالي الذي وحّد فلسطين تحت هيمنته الكامنة، وكذلك أدوات قمعه، تتم عبر إعادة بناء كياناته التمثيلية، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، واستعادة برنامج التحرير والعودة، وحل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية".

 وفي هذا الإطار، وصف البيان انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بأنها "المصل المضاد للتجزئة، وتعيد تكريس فكرة فلسطين الواحدة في الوعي العام، بديلاً عن الانتخابات للمجلس التشريعي، الذي يختزل شعبنا في أقل من خُمس فلسطين، وعن انتخابات الكنيست التي باتت تشكل مفسدة للأحزاب السياسية وللنسيج الوطني لفلسطينيي الـ48".