حماس: على أميركا أن تتوقف عن التفكير في وهْم التخطيط لحكم قطاع غزة

قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، اليوم الأربعاء، إن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن التفكير في وهم التخطيط لحكم غزة بعد الحرب، مؤكداً أن "الغلبة ستكون للمقاومة وللشعب الفلسطيني"، ومحملاً في الوقت ذاته الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن المجازر الإسرائيلية بالقطاع، في ظل الضوء الأخضر الذي أعطته للاحتلال.

وبحسب ما قال حمدان في مؤتمر صحافي عقده مع القيادي باسم نعيم في بيروت، فإنه "لا يوجد قوّة في الأرض يمكن أن تفرض على الشعب الفلسطيني الوصاية. نحن بدأنا الطريق نحو التحرير وتقرير المصير، وغير ذلك ليس بوارد، وليس له مكان".

وفيما أشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من المقاومة بارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال، أكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يهتم بحياة الجنود الإسرائيليين ويزج بهم إلى حتفهم في غزة لحساباته الشخصية، محمّلاً إياه المسؤولية الشخصية عن عرقلة الإفراج عن المحتجزين الأجانب في قطاع غرة.

أخبار

التحديثات الحية

أسامة حمدان: واشنطن تحاول تشكيل قيادة سياسية فلسطينية وفق معاييرها

وأضاف: "الأجانب سيطلق سراحهم، وهم ضيوف لدى الحركة، لكن لا بد من توافر الظروف الميدانية والأمنية لضمان سلامتهم".

وعن الاتهامات الإسرائيلية باستخدام حماس للمشافي، دعا الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إرسال وفود لزيارة المشافي كافةً في قطاع غزة، والتأكد من عدم استغلالها من قبل المقاومة الفلسطينية.

وبشأن الحديث المتكرر عن الهدن الإنسانية أو قرب وقف تكتيكي للحرب لدواع إنسانية، قال القيادي أسامة حمدان إن "ذلك يأتي في سياق الخداع والمماطلة بهدف إعطاء الاحتلال المزيد من الوقت لارتكاب المجازر وكسر إرادة الفلسطينيين".

من جانبه، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، إنه كلما توغل الاحتلال أكثر في غزة، زاد عدد قتلاه وخسائره، مضيفاً: "غزة أكبر منكم (الاحتلال الإسرائيلي). لن تستطيعوا هزيمة المقاومة". 

وأضاف العاروري أنه "قد يسيطر الاحتلال على بعض المناطق ويوقف إطلاق الصورايخ منها، لكنه لن يوقف القتال ضد دباباته وجنوده. كلما عمق دخوله سيغرق في مستنقع المقاومة"، داعياً إلى مقاومة الاحتلال في الضفة، بالقول: "أبو عمار دفع حياته ثمناً للانتفاضة والمقاومة، وعندي ثقة بحركة فتح ومقاتليها بمن فيهم عناصر الأجهزة الأمنية".

وقال إن "أداء محور المقاومة متقدم، وبخاصة حزب الله واليمن"، داعياً الدول العربية إلى قطع علاقتها مع الاحتلال.

الاحتلال يعاقب أهالي غزة بقطع المياه

من جانبه، قال القيادي باسم نعيم، إن الاحتلال تعمد قطع المياه عن كامل قطاع غزة، ودمر خلال الأيام الماضية خزانات المياه الباقية، وخصوصاً في مدينة غزة ومحافظة الشمال.

وأكد أن المياه الصالحة للشرب باتت مفقودة بنسبة تزيد على 90%، ما يدفع المواطنين إلى استخدام مياه ملوثة، وهو ما سيسبب تفشي الأمراض والأوبئة.

وحمّل "وكالة الأونروا وإدارتها مسؤولية النكبة الإنسانية، خصوصاً لسكان مناطق غزة وشمالها التي انصاعت منذ اللحظة الأولى لإملاءات الاحتلال وهربت من مواقعها وتخلت عن مسؤوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان واللاجئين، وتركتهم دون مأوى أو ماء أو غذاء أو علاج".

وقال إن "تخاذل الأونروا عن دورها المثبت في المواثيق الدولية هو تواطؤ واضح وصريح مع الاحتلال ومخططاته بالتهجير القسري وشراكة واضحة في جريمة الاحتلال، وتتحمل عواقبه قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً، أمام العالم وأمام التاريخ وأمام شعبنا".

وأكد أنّ من العار على المجتمع الدولي السماح للاحتلال باستخدام المياه لابتزاز سكان غزة، وأن سكان غزة يعانون أزمة خانقة في توفير رغيف الخبز بسبب قصف الاحتلال للمخابز.

وإذ أشار إلى أن 49% من الضحايا في القصف الإسرائيلي الأخير كانوا في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، قال إن 2% من سكان غزة أصبحوا إما قتلى أو جرحى أو مفقودين.

وبشأن الأسرى والمحتجزين، قال نعيم إن "موقف الحركة كان واضحاً، وأبدينا استعدادنا لإطلاق سراح الأجانب حال توافر الظروف".