حلفاء إيران يهاجمون السفير الأميركي في العراق

25 مارس 2021
تصريحات تولر تثير انزعاج الموالين لإيران (فيسبوك)
+ الخط -

استبقت قيادات في تحالف "الفتح"، بالبرلمان العراقي، الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية الذي قالت واشنطن إنه سيستأنف في إبريل/نيسان المقبل، بهجوم على السفير الأميركي في العراق، ماثيو تولر، الذي أدلى بتصريحات صحافية أول من أمس الثلاثاء أكد فيها أن وجود مراقبين دوليين سيزيد من الثقة بالانتخابات العراقية المقبلة، ويمنع تكرار المشاركة المحدودة في انتخابات 2018، والذي نتج عنه وصول الأحزاب التي تؤثر عليها إيران إلى البرلمان العراقي. 
ووجه رئيس كتلة "مليشيا بدر" (المنضوية ضمن تحالف الفتح)، حسن شاكر الكعبي، رسالة للسفير الأميركي قال فيها إن "العراق قوي، وفيه قوى نزيهة تمنع تدخلاتكم وتفشل خططكم لتدمير العراق"، مضيفاً أن "الانتخابات المبكرة شأن داخلي ولن نسمح لأحد بالتدخل فيه". 
وطالب عضو البرلمان عن تحالف "الفتح"، حامد الموسوي، اليوم الأربعاء، وزارة الخارجية، ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، بـ "اتخاذ أقصى التدابير الدبلوماسية الفورية" تجاه تصريحات السفير الأميركي، مؤكدا في بيان أنها "انتهكت السيادة العراقية". 
وأشار في تصريح له إلى أن تولر "يريد خلط الأوراق، وإثارة الفوضى السياسية، واستخدام ورقة المراقبين الدوليين في تغيير مسار الانتخابات لصالح عملاء أميركا"، موضحا أن ذلك يمثل تدخلا في مسار العملية الانتخابية المقبلة. 
وتابع: "الواقع والحق أنها (أميركا) هي العابث بمصير البلد، والمخرب لديمقراطيته، والداعم لكل ما يقلب صفو هذا البلد وأمن ومستقبل شعبه الصابر"، مضيفا: "نقول للسفير الأميركي إن العراقيين سيكتبون مصيرهم بعيدا عن نفوذكم وغطرستكم، وإن محاولة إهانة العراقيين واستفزازهم سيجعل يوم طردكم مع عملائكم من ارض المقدسات أقرب". 
وجاء هجوم حلفاء إيران على السفير الأميركي في العراق متزامنا مع الحديث عن استئناف الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن الشهر المقبل. 
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة والعراق سيعقدان جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي في إبريل/نيسان، وأن الاجتماعات ستوضح أن قوات التحالف موجودة في العراق لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها حتى لا يعيد تنظيم "داعش" الإرهابي تجميع صفوفه. 
وقبل ذلك، عبر العراق عن رغبته باستكمال الحوار الاستراتيجي الذي بدأ منتصف العام الماضي، وذلك خلال لقاء جمع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بتولر في الثامن عشر من الشهر الحالي. 
وأكد مسؤول حكومي عراقي أن بغداد مهتمة بشكل كبير بالحوار الاستراتيجي مع واشنطن، موضحا في حديث لـ "العربي الجديد" أن الحوار سيتضمن نقاشات مطولة بشأن عدد من القضايا المشتركة بمختلف المجالات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية. 
وأشار إلى أن وجود التحالف الدولي لتقديم الدعم الجوي والمشورة للقوات العراقية سيكون في مقدمة القضايا التي سيتم تناولها، مبينا أن العراق يحتاج دعم المجتمع الدولي لمطاردة بقايا تنظيم "داعش"، لافتا إلى أن الحاجة للدعم الخارجي ستنخفض كلما زادت كفاءة القوات العراقية، وقلت قدرات "داعش". 

وانطلق الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة في يونيو/ حزيران من العام الماضي، أي بعد شهر على تشكيل الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، وعقدت أولى جلسات الحوار من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة ضمت ممثلين عن الجانبين، وجرى خلالها الحديث عن قضايا عدة تهم الجانبين.   
واستكمل الكاظمي الحوار بين البلدين خلال زيارته إلى واشنطن في أغسطس/ آب 2020، إلا أن الحوارات بين البلدين توقفت خلال الفترة التي سبقت وتلت الانتخابات الرئاسية الأميركية.

المساهمون