حصيلة جديدة لضحايا هجومي مطار كابول

27 اغسطس 2021
سبقت التفجيرين تحذيراتٌ من وقوع هجوم إرهابي في محيط المطار (وكيل كوهشار/فرانس برس)
+ الخط -

نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول تأكيده نقل جثث 95 أفغانياً على الأقل، نتيجة الانفجارين اللذين وقعا خارج مطار كابول، عصر أمس الخميس.

ووقع تفجيران انتحاريان قرب مطار كابول الدولي أمس الخميس، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنهما في وقت لاحق. وقُتل في الهجوم ما لا يقلّ عن 13 جندياً أميركياً.

ووقع الانفجاران في وقت سرّعت الدول الغربية عملية إجلاء رعاياها والأفغان المتعاونين معها من أفغانستان، بعد تحذيرات عدة من "تهديد مرتفع" بوقوع هجوم إرهابي في محيط المطار.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول من "طالبان"، تأكيده أن ما لا يقل عن 28 من "طالبان" كانوا ضمن قتلى التفجيرين خارج مطار كابول. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "فقدنا أشخاصاً أكثر من الأميركيين"، إلا أن متحدثاً باسم "طالبان" نفى لاحقاً مقتل أي من مقاتلي الحركة الذين يحرسون منطقة المطار.

وأكد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر"، أن الحركة متنبهة للمخاطر الأمنية، وقادرة على حماية أمن البلاد، مشيراً إلى أنها ستتعامل بيد من حديد مع كلّ من يمسّ بأمن البلاد.

وكان مجاهد قد أكد أيضاً لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم وقع في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأميركية، وليس في المناطق التي تحت سيطرة "طالبان"، مشيراً إلى أن الحركة تعرب عن قلقها الشديد إزاء الخسارة التي لحقت بأرواح المواطنين العزّل.

وفي تعليق له، يقول القيادي السابق في "طالبان"، وهو سفير "طالبان" لدى باكستان سابقاً، الملا عبد السلام ضعيف لـ"العربي الجديد"، إن المطار بيد القوات الأميركية، وترجع المسؤولية إليهم، مؤكداً أيضاً أن سيطرة القوات الأميركية على مطار كابول هي السبب وراء إرجاء "طالبان" الإعلان عن تشكيل حكومة شاملة.

وأشار إلى أن القوات الأميركية، عندما تنسحب بشكل كامل من الأراضي الأفغانية، حينها ستكون السيطرة كاملة بيد "طالبان"، وستسير الأمور نحو الأحسن.

يذكر أن العديد من المتواجدين في موقع الهجوم ما زالوا في عداد المفقودين، ولم يتضح مصيرهم بعد، في حين أن ذويهم يتجولون من مستشفى إلى آخر من أجل الحصول على معلومات بشأنهم.

وقال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لـ"رويترز"، إنه على قادة "طالبان" التحقيق في شبكة "داعش" في كابول، بعدما سمحوا للآلاف بمغادرة السجون في الأسابيع الأخيرة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحركة ستشدد الأمن وتضيف مزيداً من القوات لإدارة الحشود عند بوابات مطار كابول.

وتابع: "ندرك أن آلافاً ممن عملوا بشكل غير مباشر مع وكالات المعونة الأجنبية يريدون مغادرة أفغانستان، لكنّ هناك حداً أقصى لعدد الأفغان الذين سيقبلهم الحلف"، مناشداً "طالبان" توضيح موقفها بشأن قواعدها للحكم.

وأكد الدبلوماسي الغربي أن كل القوات الأجنبية تهدف إلى إجلاء مواطنيها وموظفي سفاراتها من أفغانستان، بحلول 30 أغسطس/آب.

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، اليوم الجمعة، إنه لا يوجد جنود أستراليون بين القتلى في الهجوم الانتحاري، وإن جميع أفراد الجيش غادروا أفغانستان قبل الهجوم.

ولم يلتزم داتون بإعادة القوات الأسترالية إلى أفغانستان أو يستبعد ذلك، إذا كانت هناك أي طلبات من الولايات المتحدة، وذلك بعدما قال الرئيس جو بايدن إنه طلب من وزارة الدفاع الأميركية إعداد خطط للردّ على الجناة. وقال داتون للصحافيين في كانبيرا: "سنرى ما سيقوله الأميركيون في الأيام المقبلة. ينصبّ التركيز في الوقت الحالي على التأكد من أن الأميركيين والبريطانيين وأولئك الذين ما زالوا في كابول يمكن نقلهم بأمان. وهذا هو التركيز الوحيد في الوقت الحالي".

وحذر داتون من احتمال وقوع مزيد من الهجمات، وحث الأستراليين وغيرهم من حاملي تأشيرات أستراليا على الابتعاد عن مطار كابول. وقال إن السلطات تحاول معرفة ما إذا كان أي مواطن أو مقيم أسترالي قد قُتل في الهجوم.

وحثت أستراليا يوم الأربعاء مواطنيها ومن لديهم تأشيرة دخول إلى أستراليا، على مغادرة المناطق القريبة من مطار كابول، وسط وجود تهديدات إرهابية، وذلك بعد إجلاء أفرادها منذ أكثر من أسبوع. وأجلت حتى الآن أكثر من 4000 شخص من أفغانستان.

ولا يزال العديد من هؤلاء في الإمارات العربية المتحدة، وقال داتون إن رحلات الإعادة ستواصل نقل كل هؤلاء إلى أستراليا.

المساهمون