وثّقت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) مقتل وجرح 613 مدنياً، جلهم من الأطفال والنساء، جراء هجمات عسكرية من النظام السوري والقوات الروسية والمليشيات الموالية لها، على مناطق متفرقة في شمال غربي سورية، خلال عام 2022.
وقال أحمد يازجي، المسؤول في "الدفاع المدني"، لـ"العربي الجديد"، إن فرق الدفاع وثقت مقتل 165 شخصاً، بينهم 55 طفلاً و14 امرأة، نتيجة 800 هجوم شنته قوات النظام السوري والطائرات الروسية ومليشيات مساندة، منذ بداية العام الحالي وحتى الخامس والعشرين من شهر يناير/ كانون الأول الجاري.
وأضاف يازجي أن "فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني استطاعت إنقاذ 448 شخصاً أصيبوا نتيجة تلك الهجمات، منهم 134 طفلاً".
وأوضح أن الهجمات خلال العام الحالي قُسمت على الشكل التالي:
- 63 غارة جوية لطائرات روسية.
- 550 هجوماً بالقذائف المدفعية.
- 54 هجوماً صاروخياً منها ثلاث هجمات بصواريخ أرض ـ أرض محملةً بقنابل عنقودية.
- 28 هجوماً بالصواريخ الموجهة، وثلاث هجمات بالطائرات المسيرة.
فبراير الشهر الأعنف
واعتبر يازجي، خلال حديثه، أن شهر فبراير/ شباط من العام الحالي هو الأعنف من حيث عدد المجازر وضحاياها، بواقع ثلاث مجازر خلال الشهر و26 قتيلاً جراء تلك المجازر، في حين كان عدد المجازر المرتكبة من قبل القوات الروسية وقوات النظام خلال العام كله 9 مجازر سقط خلالها 73 ضحية من المدنيين، بينهم 29 طفلاً وثماني نساء.
وفي السياق نفسه، قال المتطوع في "الدفاع المدني" حميد قطيني، إن الهجمات التي وثقتها فرق الدفاع المدني طيلة العام الحالي كان لريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي النصيب الأكبر منها، فيما تليها مناطق ريف إدلب الغربي، وريف إدلب الشمالي، وريف حلب الشمالي، مضيفا أنه إذا جرت المقارنة مع العام الماضي فقد شهد ريف حلب الغربي وتيرة قصف أعلى لهذا العام.
ووفقاً لقطيني، فإن الهجمات تركزت بشكل عام على المنازل والمنشآت الصناعية، والحقول الزراعية، ومزارع تربية الدواجن، ولم تستثن المدارس والمشافي والمرافق الحيوية والمعامل التي تعد مصدر رزق لآلاف العائلات في شمال غربي سورية.
الهجمات تركزت بشكل عام على المنازل والمنشآت الصناعية والحقول الزراعية ومزارع تربية الدواجن
ولفت المتطوع إلى أن فرق الدفاع المدني السوري استجابت لأكثر من 200 هجوم على منازل المدنيين، وأكثر من 444 هجوماً على حقول زراعية، و14 هجوماً على مبانٍ عامة، و7 هجمات على أسواق شعبية، بينما كانت 3 هجمات على معامل ومنشآت صناعية، وهجومان على المدارس، وهجوم واحد على مشفى، وآخر على مركز للدفاع المدني السوري، وهجوم على محطة لضخ المياه، وعشرات الهجمات على الطرقات الرئيسية والفرعية.
وأشار قطيني إلى وجود "14 هجوماً على المخيمات في شمال غربي سورية من قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهما، خلال هذا العام، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة 81 آخرين".
ولفت إلى أن آخر هذه الهجمات كانت في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باستهداف قوات النظام وروسيا مخيمات (مرام، وطن، وادي حج خالد، مخيم محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبعة) غربي مدينة إدلب بصواريخ أرض ـ أرض محملة بقنابل عنقودية محرمة دولياً، أدت إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم أم وجنينها، وإصابة نحو 70 آخرين بجروح، كما تعرض مخيم كويت الرحمة لقصف صاروخي ومدفعي متكرر من مناطق تسيطر عليها قوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب الشمالي".
تقاعس المجتمع الدولي
وأشار قطيني إلى أن "هذه الاستهدافات المتكررة للمخيمات والمدنيين والمنشآت الحيوية في مدن وبلدات شمال غربي سورية تعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والإنساني، بينما يتقاعس المجتمع الدولي في محاسبة مرتكبي هذه الهجمات الإرهابية، ليبقى المدنيون بشكل عام تحت الاستهدافات المباشرة التي تهدد حياتهم، وتمنعهم من العيش بطمأنينة وأمان، ويبقون هم الضحية دائماً".
وتسيطر المعارضة السورية، بالمجمل، على مناطق شمال غربي سورية، حيث تقع محافظة إدلب وريف حلب الغربي وأجزاء من ريف حماة الشمالي الغربي، تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، فيما يفرض "الجيش الوطني" المعارض، والمدعوم من أنقرة، سيطرته على مناطق ريف حلب الشمالي وقسم من الريف الشرقي للمحافظة ذاتها.