حزن في بريطانيا بعد جرائم القتل في نوتينغهام.. ولا جديد لدى الشرطة

13 يونيو 2023
عولت الشرطة في بيانها على مزيد من تفاصيل خلال الأيام القادمة (الأناضول)
+ الخط -

أدلت شرطة نوتينغهام ببيان "مقتضب" عن الأحداث التي هزّت المدينة، فجر اليوم، دون تقديم فرضية واضحة عن ثلاث جرائم، أعلنت عنها تباعاً خلال هذا اليوم الحزين، ولم يضف البيان، الذي انتظره ملايين البريطانيين منذ ساعات، أي جديد إلى التصريحات المتفرقة السابقة للشرطة.

وقال البيان، إن الشرطة أوقفت مشتبهاً به يبلغ 31 عاماً، وإنها لا تبحث عن أي مشتبهين آخرين في الوقت الراهن، مشيراً إلى أنه من المبكر الإعلان عن الدوافع التي قادت المشتبه به إلى ارتكاب تلك الجرائم.

وأكّد البيان أن المشتبه به "قام بقتل رجل في الخمسينات من عمره وسرق شاحنته وهاجم بها المارّة"، ما خلّف ثلاثة جرحى نقلوا إلى المستشفى لاحقاً، وأوضاعهم مستقرة، باستثناء واحد "حالته حرجة".

ولم يذكر البيان أي تفاصيل حول سبب تواجد مارة في شوارع المدينة، المقفرة عادة، عند الرابعة فجراً، وسط الأسبوع.

وأكّدت الشرطة مقتل طالبين جامعيين في الـ 19 من عمرهما، إضافة إلى الرجل الخمسيني، دون إشارة إلى أي صلة بين الرجل والطالبين في جامعة نوتينغهام، مع أن تصريحاً سابقاً للشرطة أكّد أن الحوادث الثلاث "ذات صلة".

واختتم البيان بالقول، إن الشرطة تعمل جنباً إلى جنب مع قوى مكافحة الإرهاب "لتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم"، وإن مزيداً من التفاصيل ستتضح خلال الأيام القادمة.

ونفت الشرطة أيضاً في وقت مبكّر أي عمل إرهابي، مشيرة إلى أنها تتعامل مع ثمانية مسارح جرائم قتل "مروّعة وتراجيدية". 

ومنذ الصباح الباكر، طغت أحداث مدينة نوتينغهام على كل المستجدات الأخرى المتعلقة بالأوضاع الداخلية، فكانت الأخبار المتهافتة عن تطويق الشرطة للشوارع الرئيسية في المدينة وفرضها إجراءات "غير مسبوقة" هي الحدث الوحيد المستمرّ حتى الآن.

وكان تعبير "حادث كبير" هو الوصف الأول الذي أطلقته الشرطة على ما يحدث في المدينة، دون أن تزوّد وسائل الإعلام بمزيد من التفاصيل.

وبحسب الموقع الرسمي للشرطة البريطانية فإن مصطلح "حادث كبير" يشير غالباً إلى "ضرر كبير أو اضطراب خطير أو تهديد لحياة الأفراد ولسلامتهم وللخدمات الأساسية والبيئة وأيضاً للأمن القومي".

ومع أن مدينة نوتينغهام معروفة بتنوّعها الثقافي والديني والعرقي، إلا أن المسافة الزمنية الممتدة، منذ ساعات الفجر وحتى مساء اليوم، أتاحت لجمهور وسائل التواصل الاجتماعي نشر الأخبار المضلّلة، وتناقل معلومات غير دقيقة، لا تخلو من التنميط والعنصرية.

كما تنوّعت الفرضيات، بين العمل الإرهابي، وجريمة القتل، والمخدّرات، وحرب العصابات، المنتشرة في معظم مناطق المملكة المتحدة. وناشد رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك الجمهور بعدم التعجّل في التعبير عن آرائهم وبنشر المعلومات الكاذبة وغير الدقيقة، قائلاً، إن الشرطة تقوم بمهامها كاملة وتحتاج إلى العمل بهدوء لتستطيع الانتهاء من تحقيقاتها.

وتسارع الشرطة البريطانية عادة للإعلان عن مستجدّات الأوضاع الأمنية، والحوادث المتعلقة بأمن المواطنين، كما أن البيانات تنشر بسرعة متضمنة أدق التفاصيل، فكان لافتاً التكتّم الذي طبع أحداث اليوم المأساوية، والوتيرة البطيئة التي أفرج فيها عن المعلومات، إضافة إلى أن حوادث الطعن باتت منتشرة بكثرة في بريطانيا، حتى أضحت خبراً "روتينياً"، لا ترافقه عادة هذه الإجراءات الاستثنائية، والاستنفار الأمني، وتطويق الشوارع، والتغطية الإعلامية العاجلة والمستمرة، طوال اليوم.

وبلغ عدد ضحايا الطعن في بريطانيا العام الماضي 381 شخصاً، بينهم 99 تحت السن القانونية، وهي أعلى نسبة طعن منذ العام 1946.
 

المساهمون