حزب جونسون يبدأ مؤتمره السنوي في ظلّ أجواء متوتّرة

03 أكتوبر 2020
أجبرت الأزمة الصحية المؤتمر على الانتقال إلى العالم الافتراضي (Getty)
+ الخط -

بدأ حزب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المحافظ مؤتمره السنوي، اليوم السبت، في أجواء يسودها التوتر، إذ يثير تشديد التدابير لاحتواء فيروس كورونا الجديد شكوكاً متزايدةً حيال قيادته.  وأجبرت الأزمة الصحية المؤتمر على الانتقال إلى العالم الافتراضي.

ومن المقرّر أن يختتم جونسون المؤتمر بكلمة يلقيها الثلاثاء، بينما ستكون عليه مواجهة التململ المتزايد داخل صفوف الحزب كما في الشارع، فيما تفاقم موجة فيروس كورونا الجديد الثانية حصيلة وفيات تُعدّ في الأساس الأعلى في أوروبا.

وواجه المؤتمر الافتراضي الأول للحزب، مشكلات تقنية اليوم، وفق موقع صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، التي تحدثت عن توقف الموقع لدى العديد من الناشطين والمراقبين الذين كانوا يحاولون تسجيل الدخول لمشاهدة وزير الدولة مايكل غوف.

وبحسب إحصاء نشره موقع "كونزرفاتيف هوم"، تراجع التأييد في أوساط أعضاء الحزب لفرض تدابير إغلاق إلزامية، وبات عدد أكبر منهم حالياً يفضّل اتباع الطريقة السويدية التي تشدد على التباعد الاجتماعي الطوعي.

وحقق جونسون فوزاً كبيراً في انتخابات ديسمبر/كانون الأول، لكن محرّر "كونزرفاتيف هوم" بول غودمان، أشار إلى أن نسب التأييد لرئيس الوزراء شخصياً في أوساط الحزب أقلّ من نسب التأييد للحكومة.

واتهمه بعض نواب الحزب بإدارة البلاد بطريقة استبدادية، في وقت أُجبر فيه الملايين في أنحاء إنكلترا على التزام تدابير إغلاق تفرض على نطاق محلي، بينما يلتف معارضوه حول وزير المال الشاب الذي يحظى بشعبية ريشي سوناك.

ومن المقرّر أن يلقي سوناك، الذي يُعرف بمهارته الخطابية، كلمة أساسية الاثنين، لاستعراض التدابير الجذرية التي اتّخذها لحماية الاقتصاد من مزيد من الفوضى.

وقلّل جونسون في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي ديلي تلغراف" من أهمية فكرة أن سوناك تحوّل إلى خصم له، مشيراً إلى أن هذه التقارير "غير صحيحة". وقال: "نحن على توافق... لدي مجلس وزراء رائع، ولدي إعجاب هائل به، وبالتأكيد بجميع بقية أعضاء الحكومة".

بدورها، أصرّت المسؤولة الرفيعة في الحزب أماندا ميلينغ، على أن أعضاءه "لا يزالون يحبون بوريس". وقالت لموقع "بوليتيكو" في مقابلة سبقت المؤتمر: "أعتقد أن الناس يفهمون ذلك. نحن في وضع غير مسبوق، إذ لدينا كحكومة مسؤولية حماية حياة الناس". وأضافت: "حقق رئيس الوزراء نتيجة مذهلة في ديسمبر الماضي. ما كنا لنحظى بهذه الغالبية بثمانين مقعداً لولا برنامج بوريس الانتخابي وإنجاز بريكست". لكن بدلاً من حلّ المسائل المرتبطة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دخل جونسون في سجال الآن مع بروكسل، بعدما أقرّ البرلمان مشروع قانون يتجاوز التكتل في ما يتعلّق بترتيبات التجارة المستقبلية بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية.

وأثار الجدل القلق في أوساط بعض النواب المحافظين الذين يخشون من تأثير ذلك على سمعة بريطانيا كدولة مدافعة عن حكم القانون، وفق "فرانس برس"، إلا أن التنديد ببروكسل أمر معهود بالنسبة إلى الجناح اليميني في الحزب، ولطالما كان جونسون أبرز مندد بالتكتل في خطاباته خلال المؤتمر السنوي.

وهذه المرة سيُحرَم فرصة الوقوف على المنصة تحت الأضواء. لكن بحسب أستاذ السياسة في كلية الملكة ماري في جامعة لندن تيم بيل، لا يمكن أيَّ خطاب يدلي به جونسون أن يغيّر الحقائق بشأن الوباء. وقال بيل لوكالة "فرانس برس"، إن "الأمر الإيجابي الوحيد بالنسبة إلى جونسون، أنّ نقل المؤتمر بأكمله إلى الإنترنت هذا العام لا يوفّر الفرصة ذاتها التي كانت ستكون أمام زملائه القلقين للتذمّر أو حتى التفكير بصوت مرتفع... سواء كان عليهم البدء بالتفكير في العثور على بديل له عاجلاً أو آجلاً".