في نتيجة مفاجئة، مني حزب "المحافظين" بزعامة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بهزيمة في اقتراع خاص لمقعد ظل يشغله الحزب طوال عقود.
واقتنص حزب "الديمقراطيين الأحرار"، الذي كان في ائتلاف حكومي مع "المحافظين" خلال الفترة 2010- 2015 قبل أن تتراجع حظوظه الانتخابية بشكل كبير، الفوز بمقعد دائرة تشيشام وأميرشام (57 كيلومتراً) شمال غربي لندن.
وحصدت سارة غرين مرشحة "الديمقراطيين الأحرار" نسبة ناهزت 57 بالمائة من مجموع الأصوات، لتفوز بالمقعد الذي ظل حكرا على "المحافظين" منذ عام 1974.
وأضافت غرين نحو ثلاثين نقطة مئوية للنتائج التي حققها حزبها في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2019.
وقالت غرين اليوم الجمعة: "لقد اعتبر حزب المحافظين (أن ضمان أصوات وتأييد) المواطنين في جميع أنحاء البلاد أمر مفروغ منه لفترة طويلة جدا".
من جهته، قال زعيم حزب "الديمقراطيين الأحرار"، إد ديفي، إن النتيجة أحدثت "صدمة في أرجاء (أروقة) السياسة البريطانية"، إذ أوضحت أن "الجدار الأزرق" لمقاعد "المحافظين" في جنوب إنكلترا قد يكون عرضة للخطر.
ولطالما كانت تشيشام وأميرشام، اثنتان من مدن إنكلترا المزدهرة، تعرفان بأنهما معقل لـ"المحافظين" التقليديين، بالضبط كما عرفت المدن التي ظهرت ما بعد الثورة الصناعية في شمال إنكلترا بأنها معاقل لحزب "العمال" المعارض.
وحقق "المحافظون" نجاحات كبيرة في معاقل حزب "العمال" أو الدوائر التي تعرف بسم "الجدار الأحمر" لحزب "العمال" (مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الدوائر في ميدلاندز ويوركشاير وشمال شرق ويلز وشمال إنكلترا تميل تاريخيا لدعم حزب العمال) في السنوات الأخيرة، وفازوا بعدد كبير من المقاعد على أساس مجموعة من العوامل، كان أبرزها إصرار جونسون على ضمان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من المساومات البرلمانية.
وبعد نجاحه في تحقيق ذلك الهدف، تمكن جونسون من الحصول على مزيد من الدعم في معاقل حزب "العمال" بوعود بـ "تحسين مستوى" المعيشة في بريطانيا من خلال الإنفاق الضخم على البنية التحتية ومبادرات أخرى.
بيد أن هناك مخاوف بين أنصار "المحافظين" من أن التركيز المتزايد على مقاعد الدوائر الشمالية قد أدى إلى نفور مؤيدي الحزب الجنوبيين التقليديين الذين قد يكونون أكثر ليبرالية.
وفي استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، صوتت نسبة خمسة وخمسين بالمائة من الناخبين في تشيشام وأميرشام لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وصف كيت مولتهاوس، وزير الدولة لشؤون الجريمة والشرطة (من حزب "المحافظين") الهزيمة بأنها "مخيبة للآمال بقوة"، وقال إنه يجب أن يكون هناك "تحليل مكثف بشكل كبير لما بعد الجولة الانتخابية" حول الخطأ الذي وقع فيه الحزب.
(أسوشيتد برس، العربي الجديد)