استمع إلى الملخص
- استطلاع رقمي شارك فيه ألفين من أعضاء الحزب يبرز خمسة مرشحين للرئاسة، مع ترشيح النائب البرلماني محمود أريكان وبيرول آيدن، المتحدث باسم الحزب، الذي أكد على أهمية الحزب في توفير حلول لقضايا تركيا الأساسية.
- الحزب، المؤسس في 2001 بواسطة نجم الدين أربكان، يواجه تحديات في استقطاب المحافظين ويسعى لتعزيز موقعه في السياسة التركية من خلال التغييرات القيادية والتركيز على قضايا الاقتصاد، السياسة الخارجية، التعليم، والصحة.
أعلن حزب السعادة المعارض في تركيا، اليوم الاثنين، عقد المؤتمر العام الطارئ للتغيير في رئاسة الحزب الأحد المقبل، ضمن مرحلة التغييرات بعد الانتخابات في تركيا، في ظلّ حصول ترشيحات للرئاسة من قبل عدد من قيادات الحزب.
وقال الزعيم الحالي للحزب الذي أعلن تركه منصبه في وقت سابق تمل قره موللا أوغلو، في مؤتمر صحافي، إن الحزب قرر تقريب موعد المؤتمر الطارئ الثالث ليعقد في 30 يونيو/ حزيران الجاري. وكشف قره موللا أوغلو أنه سمى مرضه بأنه "مرض الإرهاق" وهو الذي دفع إلى تقريب المؤتمر، "ولهذا عُقد لقاء عبر منصة رقمية من أجل تحديد أفضل مرشح لتولي رئاسة الحزب بمشاركة ألفين من أعضائه".
وأكمل أنه طلب من أعضاء الحزب تقديم أفكارهم عن المرشح، وشارك في الاستطلاع أكثر من 1300 حزبي، فظهرت مئات الأسماء لكن برز عدد منها لتُحدَّد خمسة أسماء من الذين حظوا باهتمام كبير، وسُئل مجددا في اجتماع ثان، ليبرز اسم النائب البرلماني محمود أريكان. وأوضح أنه "بعد تحديد الأسماء، حصل إجماع على أن ترشيحه سيكون مناسبا للحزب، ويمكن لبقية الزملاء في الحزب ترشيح أنفسهم، وحسب ما لمسنا، هناك مساع لاحتواء الخطوط العامة لتحقيق التوافق في الحزب".
وفي نفس الوقت، أعلن المتحدث باسم الحزب والنائب في البرلمان بيرول آيدن ترشحه أيضا لرئاسة الحزب في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحزب في أنقرة. وقال آيدن: "سنعقد المؤتمر الطارئ الثالث لحزبنا الأحد، في وقت تشهد فيه تركيا حياة سياسية مسدودة من كل جانب، حيث هناك جمود كبير وفساد في الاقتصاد والسياسة الخارجية والتعليم والقضاء والصحة والحياة الاجتماعية والأخلاقية".
وأكمل المتحدث باسم الحزب: "نعقد مؤتمرنا في وقت ينتظر فيه العالم الإسلامي برمته إعادة بناء تركيا، ومن المعروف أن الفكر والحزب الوحيد الذي سيوفر حلاً دائما لجميع القضايا الأساسية في تركيا هو حزب السعادة، وعندما تكون هناك الحاجة إلى حزب السعادة أكثر من أي وقت مضى، فإننا سنحقق ذلك لحماية حزبنا، وحماية الوحدة والنزاهة والأخوة والمصالحة الاجتماعية والقضاء على الاستقطاب ومواصلة بناء المستقبل بالتفاهم رغم اختلافاتنا".
وأكد آيدن: "نعمل باعتبارنا طاقماً في حزب السعادة تحت قيادة الرئيس منذ 2016، وبهذا الصدد، أعلن لأعضاء الحزب ومجتمعنا وأمتنا أنني أترشح لرئاسة الحزب في المؤتمر الطارئ من أجل حماية وحدة وسلامة ومناخ الحزب، وآمل أن يكون هذا القرار خيرا ومفيدا لحزبنا ومجتمعنا وبلدنا".
من هو حزب السعادة؟
وحزب السعادة لديه الكتلة السادسة في البرلمان بعد التوحد مع حزب المستقبل، والحصول على 20 نائبا يجعله صاحب موقع في لجان البرلمان ومناقشاته، ويحصل على مساعدات من خزينة الدولة، ويعتبر حزبا إسلاميا قديما أسسه القيادي الراحل نجم الدين أربكان في العام 2001 خلفا لحزبي الفضيلة والرفاه وأحزاب أخرى أغلقت لأسباب عديدة في البلاد.
لكن الحزب يواجه تحديا باستقطاب المحافظين مع وجود حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبروز حزب الرفاه من جديد الذي أسسه فاتح أربكان، ابن القيادي الراحل نجم الدين أربكان، وحصل الأخير في الانتخابات الأخيرة على 6.19% من الأصوات، فيما لم يحصل حزب السعادة سوى على 1.09% من الأصوات.
الحزب يواجه تحديا باستقطاب المحافظين مع وجود حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبروز حزب الرفاه من جديد
ومحمود أربكان هو نائب برلماني عن ولاية قيصري يبلغ من العمر 47 عاما، ودرس هندسة الإنشاءات في جامعة أرجيس، وعمل في عدة منظمات مجتمع مدني مختلفة تضم رجال الأعمال، فيما عمل خلال دراسته الجامعة في وقف الرؤية الوطنية التي أسسها الراحل أربكان.
ونشط أريكان في حزب السعادة منذ تأسيسه وتولى منصب رئيس الفرع الشبابي، وتدرج إلى رئيس منطقة حزبية ورئاسة الحزب في الولاية، ورشحه الحزب لرئاسة بلدية قيصري في انتخابات العام 2019، فيما دخل البرلمان في الانتخابات التي جرت العام الماضي.
أما آيدن البالغ من العمر 55 عاما، فهو من مواليد ولاية غوموش هانة، وأكمل دراسته العليا بجامعة الزيتونة في تونس، وعمل في وقف الرؤية الوطنية، وفي منظمات المجتمع المدني، وفي حزب السعادة. ترشح في العام 2014 لرئاسة بلدية قوجا إيلي ولم ينجح فيها، ليتولي في العام نفسه رئاسة الحزب بإسطنبول، ودخل البرلمان في العام 2018 وفي العام 2023، وتخلل هذه الفترة ترشح آخر لرئاسة بلدية قوجا إيلي في العام 2019 من دون أن يفوز بها، وعمل متحدثا للحزب أيضا.