أعلن حزب "الخضر" الألماني، اليوم الاثنين، ترشيح الزعيمة المشاركة لحزبه أنالينا باربوك (40 عاماً) للمرة الأولى في تاريخه لمنصب المستشار، وذلك بعد أشهر من المداولات الداخلية.
وبهذا الترشيح، فتح "الخضر" لنفسه الطريق رسمياً لخوض غمار المنافسة على الوصول إلى المستشارية، بفعل التحالفات الجديدة التي قد تشهدها الانتخابات البرلمانية العامة المقرّرة في ألمانيا في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتمكنت باربوك، أصغر مرشحة للمنصب، من كسب التأييد داخل حزبها خلال الفترة الأخيرة، بعد أن كان الزعيم الآخر المشارك للحزب روبرت هابيك الأكثر تأييداً وحضوراً. وجاء اجتماع اللجنة التنفيذية لـ"الخضر"، اليوم، ليعلن ترشيح امرأة لقيادة البلاد، بعد حقبة سيذكرها التاريخ طويلاً، قادت فيها المستشارة أنجيلا ميركل، الملقّبة بالحديدية، البلاد، وحققت الكثير من الإنجازات.
وبعد الإعلان عن قرار قيادة "الخضر" دعم باربوك، قال زميلها المنافس هابيك: "كلانا أراد ذلك، لكن شخصاً واحداً فقط يمكنه القيام به"، واصفاً باربوك بالمرأة المكافحة، وقوية الإرادة، وبأنها تعرف بالضبط ما تريده، مبرزاً أنهما سيخوضان الحملة الانتخابية معاً.
وفي خطابها الأول بعد إعلان ترشيحها، قالت باربوك إن ترشيحها "يشكّل دعوة لقيادة بلدنا المتنوع والغني والقوي إلى مستقبل جيد، وإنه يجب أن تكون هناك الآن شجاعة لإجراء تغييرات"، مضيفة أن "حماية المناخ هي مهمة عصرنا، وسيكون هذا المعيار لحكومة جديدة". وأكدت أن لديها قناعة بأن البلاد بحاجة إلى بداية جديدة، وأنه مع "الخضر" سيكون هناك أسلوب مختلف في السياسة، مع ضرورة خلق استثمارات في البنية التحتية والرقمنة.
وبيّنت الاستطلاعات، التي نشرتها "بيلد" أخيراً نقلاً عن معهد "أنسا"، أن باربوك ستكون المرشح الأكثر نجاحاً لمنصب المستشار، بنسبة 27%، فيما أعطت الزعيم الآخر هابيك 26%. أما داخل حزب "الخضر"، فقد نالت باربوك 52% من الأصوات، بينما لم يحقق هابيك سوى 26%.
وعن توجه "الخضر" لترشيح امرأة، أبرزت "بيلد" أن "الخضر" حزب نسوي إلى حدّ ما، مشيرة إلى أن باربوك لم تترد في الإعلان عن نيتها خوض السباق إلى المستشارية، ففي مقابلة لها مع الصحيفة عينها خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت إن التخلي عن الترشح لمنصب المستشارة سيكون طعنة في القلب.
باربوك، الأم لابنتين، تعتبر أن الأطفال لا يمكن أن يكونوا قتلة للمهنة، وتعرب عن اعتقادها أنه يجب أن تكون الأمهات قادرات على القيام بأي عمل في هذا البلد. مع العلم أنها لا تتمتع بأي خبرة على المستوى الحكومي، لكنها عضو في البوندستاغ منذ العام 2013، وزعيمة مشاركة لحزبها منذ العام 2018.
وبات واضحاً أن باربوك ستنافس رجلين على المنصب، مرشح "الاشتراكي الديمقراطي" أولاف شولز، والشخصية التي سيختارها "الاتحاد المسيحي"، إمّا أرمين لاشيت أو ماركوس سودر.
وتجدر الإشارة إلى أن القرار يتطلّب تأكيد المؤتمر الحزبي المقرّر انعقاده بين 11 و13 يونيو/حزيران المقبل.