أكدت المحامية والقيادية بحزب النهضة لطيفة الحباشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن السلطات التونسية حرمتها من استخراج جواز سفر حتى تتمكن من السفر خارج البلاد لمعالجة ورم دقيق في الدماغ ألم بها أخيراً.
وبينت الحباشي أنها تتعرض للتنكيل من قبل سلطة الأمر الواقع بسبب مواقفها المعارضة لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
وأفادت البرلمانية السابقة بمجلس نواب الشعب المنحل بأنه تم تعطيل تجديد جواز سفرها منذ 15 يوماً دون تمكينها من رد رسمي حتى تتابع الملف قضائياً، مشيرةً إلى أنها تواصلت "مع الوحدات الأمنية ومع محافظ الجهة دون جدوى".
وبينت الحباشي أنها "اكتشفت أخيراً الورم الجديد على مستوى الدماغ، رغم معالجتها لأورام سرطانية في أجزاء أخرى من جسدها في مصحات ومستشفيات تونس خلال السنوات الماضية".
وقالت إن مرضها نادر يحتاج علاجاً دقيقاً وخاصاً بتكنولوجيات عصرية وتجهيزات خاصة غير موجودة في تونس، وهو ما أشار إليه طبيبها المختص في طب الأعصاب العمومي، حيث يوجد هذا النظام العلاجي بالأشعة في مصحات خارج البلاد.
وأفادت بأنه في إطار تجديد جواز سفرها الذي ما زال صالحاً حتى سنة 2025 ولكنها غيرت المهنة إلى محامية بعد أن كانت الصفة عضو بمجلس الشعب، وذلك حتى لا يتم تعطيلها عند السفر، وحتى تكون كل الأمور سوية، مبينةً أن هذا الإجراء لا يتطلب أكثر من 24 ساعة.
وأكدت الحباشي أنها سلمت السلطات ملفها الطبي والتقرير المفصل للأطباء المباشرين لحالتها والذي يبين استعجالية الحالة وخطورتها وعدم إمكانية علاجها داخل البلاد.
وشددت على أن حالتها إنسانية، داعيةً سلطة الأمر الواقع إلى تمكينها من حقها في جواز السفر ورفع تحجير السفر عنها والمسلط على النواب منذ الجلسة العامة في 30 مارس/آذار والتي تم على أثرها حل البرلمان.
وقالت إن "المسألة إنسانية بحتة وهو حق يكفله الدستور والقوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع"، وخصوصاً أن حالتها الصحية تتدهور يوماً بعد يوم، والآلام تزداد شدة، "فالورم في مكان دقيق في أسفل الجمجمة على مستوى الدماغ، وهو بصدد الانتشار نحو النخاع الشوكي كما يذكر التقرير الطبي".
وأكدت الحباشي أنها غير مشمولة بأي تتبع قضائي وليست لديها أي مخالفة جزائية أو تحقيق ولا يوجد قرار قضائي يمنعها من السفر.
وأثار حرمان الحباشي من جواز سفرها موجة تعاطف واسعة من قبل برلمانيين سابقين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصفت المحامية إناس حراث، في تدوينة على حسابها بفيسبوك، ما حدث للحباشي بأنه "إجرام دولة، فهي مواطنة تونسية من حقها الحصول على جواز سفرها من أجل العلاج نظراً لعدم توفر الدواء بتونس وقد حدد لها الطبيب المعالج بلد العلاج وأعلمها بضرورة السفر سريعاً".
وقالت "على مؤسسات الدولة الإسراع بتجديد جواز السفر وكل تأخير قد يفاقم خطورة الوضعية الصحية للسيدة لطيفة الحباشي".
وأعلنت كتلة حركة النهضة في بيان رسمي "للرأي العام الوطني والمنظمات الحقوقيّة والجهات المعنيّة أنّ السيدة لطيفة الحباشي المحامية والنائبة المؤسسة وعضوة مجلس نواب الشعب ابتلاها الله بمرض خطير لم تفلح الخطوات العلاجيّة التي خضعت لها بتونس في التخفيف منه، ونصحها طبيبها المباشر بضرورة العلاج بالخارج والإسراع بذلك، وقد قامت بتجديد بطاقة تعريفها الوطنيّة ثمّ تقدمت بكل الوثائق الضروريّة للحصول على جواز سفرها، ورغم مضي ما يزيد عن أسبوعين فإنّها لم تتسلّم الجواز، وأمام الآثار الخطيرة التي تهدد حياتها في التأخر عن السفر والخضوع للعلاج".
وعبرت الكتلة عن تضامنها وتعاطفها ومساندتها المطلقة مع المناضلة لطيفة الحبّاشي، داعية الجهات الرسمية للإسراع في مدّها بجواز سفرها، باعتباره حقا مشروعاً يكفله القانون وتحميه المواثيق الإنسانيّة المحليّة والدوليّة.
وحملت كتلة النهضة "السلطة القائمة كل التداعيات الخطيرة على صحّة السيدة لطيفة الحبّاشي جرّاء تعطيل استخراج الجواز وتأخير سفرها".