حركة نشطة لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء غزة

23 مايو 2022
يشعر سكان قطاع غزة بكثير من التوتر والقلق (Getty)
+ الخط -

تشهد أجواء قطاع غزة في الساعات الأخيرة، حركة نشطة لطيران الاستطلاع الإسرائيلي، بالتزامن مع إعلان المقاومة الفلسطينية رفع التأهب في صفوفها خشية من "غدر" إسرائيلي، والرسائل التي أرسلتها للاحتلال الإسرائيلي عبر الوسطاء للتحذير من اختراق "مسيرة الأعلام" للحي الإسلامي وباب العامود في 29 من الشهر الجاري.

ويشعر سكان قطاع غزة بكثير من التوتر والقلق مع الحركة النشطة وغير المعتادة إلا في الحروب لعمل طائرات الاستطلاع في الأجواء، والتي يسميها السكان "الزنانة" لأنها تصدر أصواتاً مؤذية لهم. ولا يستبشر الفلسطينيون خيراً في مثل هذه الحالات، وخاصة أنّ نشاط طائرات الاستطلاع لا يكون "عبثياً" بل إنها تعمل لتوسيع بنك الأهداف الإسرائيلي في أي تصعيد أو حرب قادمة.

وكانت مصادر فلسطينية موثوقة كشفت لـ"العربي الجديد"، قبل يومين أنّ فصائل المقاومة في قطاع غزة رفعت منذ أيام التأهب خشية من "غدر إسرائيلي"، ولمتابعة التطورات المتوقعة نهاية هذا الشهر في المسجد الأقصى بعد سماح المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بإقامة "مسيرة الأعلام". 

ولم يحضر رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار فعالية مركزية لحركته والفصائل أمس بذكرى معركة "سيف القدس"، ما أعطى تأكيداً لهذه المعلومات، وتقديرات بأنّ قادة الصف الأول في المقاومة والفصائل باتوا يأخذون احتياطات أمنية أكثر من ذي قبل.

و"مسيرة الأعلام" العام الماضي هي التي أشعلت شرارة معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يوماً وشهدت خلالها غزة واحدة من أعنف المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث أمطرت المقاومة الأراضي المحتلة بنحو 4300 صاروخ ونفذت إسرائيل هجمات عنيفة ضد المدنيين والبنية التحتية والمنازل والعمارات السكنية. 

وقالت المصادر، إنّ المقاومة وجهت رسائل تحذيرية مختلفة خلال الأيام الأخيرة للوسطاء لنقلها للاحتلال الإسرائيلي، لتأكيد مبدأ "ترابط الساحات الفلسطينية" وهو ما يعني استمرار ربط جبهة غزة بالتطورات المتسارعة في الضفة والقدس المحتلتين، وللرد على مطالبات إسرائيلية بإبقاء حالة الهدوء في القطاع المحاصر. 

وفي سياق متصل، أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الأحد، أن ممارسات الاحتلال في كافة المدن المحتلة والقدس على وجه الخصوص وما يجري فيها من انتهاكات مستمرة فضلاً عن الدعوات لاقتحام الأقصى عبر مسيرة الأعلام المزمع إجراؤها في 29 مايو/أيار الجاري، كلها أسباب تدفع للوقوف عندها بحزم وإصرار.

وقال متحدث باسم الغرفة في مهرجان أقامته حركة حماس في مدينة غزة بمناسبة مرور عام على المواجهة الأخيرة بعنوان "سيف القدس: وحدة الوطن والشعب" إن الفلسطينيين لن يسمحوا بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات.

وأضاف المتحدث أن "المقاومة وهي تواصل إعدادها وتجهيزها على كافة المستويات في سبيل معركة التحرير التي نعيش فصولها ونعد العدة لها، تدعو إلى تضافر كافة جهود الشعوب وقوى المقاومة الحية في المنطقة، والاستعداد لمعركتنا المقدسة التي نسيء بها وجه الكيان".

وفي الأثناء، حذّرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية حكومة الاحتلال من عواقب أي اعتداءات أو اقتحام للمسجد الأقصى أو إقامة أي شعائر تلمودية في باحاته. وفي بيان لها، قالت لجنة المتابعة إنّ تنظيم ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" والتهديد باقتحام البلدة القديمة والمسجد الأقصى وتهديدات غلاة المستوطنين وفي مقدمتهم "الإرهابي بن غفير" باقتحام المسجد الأقصى يوم 29 من الشهر الحالي هو جرّ للمنطقة برمّتها نحو التصعيد والمواجهة.

ودعت اللجنة "جماهير شعبنا في كل مكان إلي التصدي لكل محاولات الاحتلال للعدوان على المسجد الأقصى، وحمايته بالرباط في المسجد وشد الرحال إليه، والدفاع عن حق شعبنا المطلق في مقدساته الإسلامية والمسيحية".